مخاوف تجتاح الأسواق العالمية من تداعيات التصعيد في غزة

وكالات _ تستمر الاشتباكات بين فلسطين وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، مما بدوره يزيد من الضبابية بشأن الأداء المستقبلي في الأسواق العالمية، مع تنامي المخاوف من اتساع تداعيات التصعيد في غزة .

ويعد الصراع خطرًا آخر يجب على المستثمرين مراقبته خاصة بعد الضغوط الأخيرة على سوق الأسهم، وفقًا لأبحاث “DataTrek”.

E-Bank

وقال المؤسس المشارك لـ “DataTrek” نيكولاس كولاس، في بداية هذا الأسبوع: “لقد تفاجأت الأسواق بأحداث بداية هذا الأسبوع في غزة وإسرائيل.

الأسهم الأمريكية تحت الضغط

وتعرضت الأسهم الأمريكية لضغوط منذ أعلى مستوياتها في 31 يوليو، ويرجع ذلك بالكامل تقريبًا إلى ارتفاع أسعار الفائدة. والآن لدينا قضية أخرى يجب التعامل معها”.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وبحسب “DataTrek”، هذه قائمة من الملفات والمؤشرات الاقتصادية التي يتم مراقبتها من قبل المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت المخاطر في السوق تتصاعد أم أنها تهدأ.

اتساع صراع غزة قد يشعل أسواق النفط

تراقب “DataTrek” ما إذا كانت أسعار خام غرب تكساس الوسيط سترتفع فوق 93.68 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لها خلال 52 أسبوعًا والذي سجلته في 27 سبتمبر. وارتفعت أسعار خام برنت في جلسات التداول الخمس الأخيرة بنسبة 1.5% تقريبا لتصل إلى 87.6 دولار للبرميل.

“الخطر الكبير هو أن تكتشف إسرائيل أن إيران لعبت دورًا في هجوم حماس. على أقل تقدير، فإن أي تحسن في العلاقات بين إيران والغرب متوقف الآن، وهذا سيحد من إمدادات النفط الإضافية. مما يزيد من حالة عدم اليقين خاصة مع وصول احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي لأدنى مستوى له منذ 40 عامًا. خلاصة القول هي أنه في حين أن غزة وإسرائيل ليستا من كبار منتجي النفط، فإن كل ما يحدث على المستوى الجيوسياسي في الشرق الأوسط عادة ما يؤثر على أسعار النفط”.

عوائد السندات الأمريكية 

“وصلت عوائد سندات الخزانة لعشر سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد في 3 أكتوبر، عند 4.80%.. إذا انخفضت بشكل ملحوظ.. فسوف يخبرنا ذلك أن الأسواق قلقة من أن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى ركود اقتصادي أمريكي وعالمي.

وأغلقت عوائد السندات الأمريكية يوم الأربعاء عند 4.569%.

العقود الآجلة للأموال الفيدرالية

تشير العقود الآجلة للأموال الفيدرالية حاليًا إلى أن القرارات المتعلقة بأسعار الفائدة القادمة حتى عام 2024 لا تزال غير واضحة.

وقال كولاس: “نتوقع أن نرى احتمالات أقل لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2023 نظرا لتزايد عدم اليقين الجيوسياسي. الأمر نفسه ينطبق على سياسة الفائدة لعام 2024”.

أسعار الذهب

“من المفترض أن يرتفع الذهب، حتى مع قوة الدولار، لكننا نشك في أنه يمكن أن يعود إلى أعلى مستوى له خلال عام عند 2056 دولارًا للأونصة والذي سجله في أوائل مايو 2023. وتعتمد رؤيتنا الصعودية للذهب على الشراء المستمر من قبل البنوك المركزية خارج الولايات المتحدة، وليس على عدم اليقين الجيوسياسي”.

وأضاف أن أي ارتفاع كبير في أسعار الذهب سيشير إلى أن المستثمرين يأخذون مخاطر الحرب بين إسرائيل وحماس على محمل الجد.

وارتفع الذهب بأكثر من 2% في جلسات التداول الخمس الأخيرة إلى قرابة 1,882.9 دولارا للأونصة.

بعد الارتفاع لفترة وجيزة فوق مستوى 20 الأسبوع الماضي، تراجع مقياس الخوف في سوق الأسهم لاحقًا ليصل إلى قرابة 17 مع إغلاق جلسة الثلاثاء.

“هناك ببساطة قدر كبير من عدم اليقين.. وبينما لا نزال نعتقد أن الأسهم الأميركية سترتفع في وقت لاحق من هذا العام، يبدو من السابق لأوانه قول ذلك حاليا”.

البنك الدولي: الصراع في غزة صدمة اقتصادية لسنا بحاجة إليها

وحذر البنك الدولي من تداعيات المواجهة بين غزة وإسرائيل وقال إن ذلك يعد صدمة اقتصادية لا ضرورة لها ستجعل من الصعب على البنوك المركزية تحقيق خفض سلس للتضخم في اقتصادات عديدة إذا انتشر.

وقال رئيس البنك الدولي أجاي بانجا، أمس الثلاثاء على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في المغرب: “إنها مأساة إنسانية وصدمة اقتصادية لا نحتاج إليها”.

وأضاف أن “البنوك المركزية كانت قد بدأت تشعر ببعض الثقة بوجود فرصة لتحقيق خفض ناعم للتضخم، وهذا (الصراع) سيجعل الأمر أكثر صعوبة”.

وأشار إلى أن التأثير الاقتصادي المباشر للمواجهة أقل مما كان عليه في بداية أحداث أوكرانيا العام الماضي لأن الصراع بين غزة وإسرائيل لا يؤثر على صادرات النفط والحبوب والأسمدة.

لكنه أضاف أن التأثير ينتقل عبر الأسواق المالية مع ارتفاع الأصول الدولارية على نحو مفاجئ، وأفاد بانغا بأن البنك الدولي أوقف عملياته مؤقتا في قطاع غزة وأجلى عددا من موظفيه لأنه صار “منطقة حرب”، لكن عملياته في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية لا تزال مستمرة.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي “ارتكب خطأ” في البداية بإعلانه قطع جميع المساعدات عن الأراضي الفلسطينية ردا على هجوم حماس على إسرائيل، وهو ما تم التراجع عنه لاحقا.

الرابط المختصر