المشاركون بمؤتمر هيرميس: استراتيجيات جديدة لتوظيف التكنولوجيا في تطوير خطط الشركات

أكد المشاركون في الجلسة الثانية بمؤتمر FG Hermes الذي جاء تحت عنوان One on One، على الاستراتيجيات التي تتبناها الشركات لجذب العملاء والحفاظ عليهم في ظل التحديات الاقتصادية، وأبرز سمات الأسواق الناشئة والاقتصاد الاستهلاكي وكيف تقوم الشركات بتوظيف التكنولوجيا في إنشاء بنية أساسية جديدة واستحداث الاستراتيجيات وتطوير خطط جديدة لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.

وأدار الجلسة مانوس كراني، كبير المذيعين ببرنامجي Daybreak الشرق الأوسط وDaybreak أوروبا بقناة بلومبرج، حيث تضمنت الجلسة ثلاثة متحدثين وهم محمود المليجي، رئيس قطاع العمليات في شركة “دبي للمرطبات” المتخصصة في تعبئة وبيع منتجات بيبسيكو العالمية، وساشا بوينونك، الرئيس التنفيذي المشارك والشريك المؤسس لموقع جوميا للتجارة الإلكترونية، وندى أمين، نائب رئيس لأبحاث القطاع الاستهلاكي والتجزئة بقطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس.

E-Bank

وخلال الجلسة قال ساشا بوينونك، الرئيس التنفيذي المشارك والشريك المؤسس لموقع جوميا للتجارة الإلكترونية: “تمثل التكنولوجيا الأداة أو الوسيلة لتحقيق الهدف. عندما يقوم المستهلك بالشراء من على موقعنا، فهو يفعل ذلك بسبب إعجابه بالمنتج أو لأنه يستطيع توفير الأموال أو طريقة الشراء السهلة التي نتيحها من خلال الموقع الإلكتروني.

وتابع أن شركته تعمل كسوق متكامل وتمثل حلقة الوصل بين الشركات والمستهلكين وأيضًا المستوردين والمصدرين وشركات الخدمات اللوجستية. كما تعد مواقع التجارة الإلكترونية مقياسًا واضحًا للوضع الاقتصادي، نظرًا للعمل مع جميع الأطراف من البائعين والمشترين وشركات الدعم اللوجيستي والمستوردين والمصدرين على حد سواء. وهو ما يجعلني أقول بثقة تامة أن الكثير من الشركات العاملة بمختلف البلدان لدديها نظرة مستقبلية إيجابية وتحظى بالقدرة على النمو.

ولفت إلى أن السوقين المصري والنيجيري يتسمان بمرونتهم العالية، كما نرى معدلات نمو قوية في كينيا ويليها ساحل العاج وكذلك تونس التي تتميز بكثرة تطوير العلامات التجارية الجديدة من جانب البائعين، إلى جانب زيادة أنشطة الاستيراد وطرح المنتجات الجديدة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وقال إن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في تغيير وتطوير الإعلانات. فعلى صعيد الإعلانات التليفزيونية، يمكنك إنفاق الملايين دون استهداف شريجة أو فئة معينة ولا يمكنك قياس مدى تأثير تلك الإعلانات. ولذلك من الأفضل توجيه إنفاقك لإطلاق الإعلانات على موقع YouTube أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي تمكنك من استهداف شريحة محددة بتكلفة أقل كثيرًا، فضلاً عن تأثيرها المباشر والملموس.

ولفت إلى أنه في نيجيريا على سبيل المثال أغلب الشباب لا يشاهدون التليفزيون، ولكنهم يشاهدون YouTube وغيرها من المواقع الإلكترونية المماثلة. ولذلك فهم يمثلون الجيل الجديد من المستهلكين. وإذا كنت من شركات عرض المحتوى، فكيف ستعرض منتجاتك في السوق بطريقة مناسبة لكلاً من المستهلكين والجهات الإعلانية.

وعلى الرغم من كون منصات التواصل الاجتماعي أفضل قنوات التسويق والترويج، غير أنه لا يمكنك إنفاق أموالك بأكملها على تلك القنوات لأنها تتطلب متابعة وإدارة مكثفة. أو بمعنى آخر تحظى قنوات التواصل الاجتماعي بالعديد من المميزات فيما يخص الترويج للعلامة التجارية، غير أنها تتطلب إدارة نشطة وفعالة.

ومن جانبه قال محمود المليجي، رئيس قطاع العمليات في شركة “دبي للمرطبات” المتخصصة في تعبئة وبيع منتجات بيبسيكو العالمية إن الحلول التكنولوجية عززت من فاعلية قدراتنا ومنحتنا القدرة على توظيف البيانات بالشكل الأمثل حتى نلبي احتياجات عملائنا في الوقت المناسب باستخدام أسطول توزيع أصغر حجماً. لقد أصبحت التكنولوجيا عنصرًا حيويًا للشركات فيما يخص عمليات التصنيع أو إدارة أسطول التوزيع.

وتابع: “لقد تمكنا بفضل تحليل بيانات سلوك العملاء من معرفة احتياجاتهم بشكل أفضل، لذلك فقد باتت التكنولوجيا تحتل أهمية كبرى على صعيد الأعمال”، مشيرا إلى انه قبل 10 أو 15 عامًا، كانت تنفق الكثير من الأموال على الترويج لمنتجاتنا من خلال حملات إعلانية على التلفزيون والصحف واللوحات الإعلانية، لكن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت تلعب دورًا متزايدًا في سوق الإعلانات، حيث يمكن لشركتنا الآن استهداف شرائح استهلاكية ونطاقات جغرافية محددة وبتكلفة أقل.

وأشار إلى أن الحملات الإعلانية تشمل استثناءات كبيرة بالطبع وأهمها الأحداث الرياضية، فنحن نعلم تماما حجم وتشكيلة المشاهدين لهذه الأحداث عبر مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أما الاستثناء الثاني الذي تتميز به المنطقة فهو شهر رمضان، والذي يمكن الشركات من استهداف شريحة كبيرة من المستهلكين بعد وقت الإفطار.

واستطرد: “حتى التجارة الإلكترونية ستلعب دورًا محوريًا في تغيير قطاع التطوير العقاري. كانت المراكز التجارية الكبرى تخصص ما يقرب من 70 إلى 80% من مساحاتها لتجارة التجزئة و20% للترفيه، لكن السنوات العشر المقبلة ستشهد تغير الوضع بشكل جزري، حيث من المتوقع أن تؤدي أنشطة التسوق عبر الإنترنت إلى توجه تلك المتاجر للتركيز على الأنشطة الترفيهية والأطعمة والمشروبات، أكثر من تركيزها على تجارة التجزئة”.

وخلال الجلسة قالت ندى أمين، نائب رئيس لأبحاث القطاع الاستهلاكي والتجزئة بقطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس: “يمثل الاستثمار في منظومة التوزيع نقطة محورية للشركات – والتي أصبحت توظف هذه الاستثمارات في تلبية الطلب عبر تحليل التوجهات السوقية، وربط السائقين بمستودعات التخزين بشكل أسرع”.

وتابعت أن التركيز على زيادة المصروفات الرأسمالية لم يبلغ أعلى مستوياته، غير أن الشركة ترصد حاليًا دلالات على زيادة المصروفات الرأسمالية بين الشركات المصرية، بينما تحصد شركات دول الخليج الآن ثمار استثماراتها القائمة.

وتابعت أن ما يثير الاهتمام فيما تقدمه التكنولوجيا هو بث روح الابتكار لدى شركات الأطعمة والأغذية الخفيفة لتقديم منتجات ترقى لتوقعات العملاء، فالأمر يتعلق بتوفير المنتجات جديدة التي يرتفع عليها الطلب.

وعلى صعيد أنشطة الإعلان والترويج، قالت إن معظم الشركات بدأت في التخلي عن أنشطة التسويق عبر التلفزيون والراديو والمجلات، وتتجه بدلًا من ذلك إلى الحملات الترويجية عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. فالمنتجات الصغيرة تزداد رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة لدى شريحة الشباب تحت سن الثلاثون.

وأشارت إلى أن أنشطة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بانخفاض تكلفتها، كما أنها تعزز قدرة الشركات على استهداف شرائح معينة من المستهلكين، علمًا بأن المستهلكين يتحدثون كثيراً حتى ولو لم يحددوا احتياجاتهم.

ولفتت إلى أن مبيعات الشركات المصرية تأثرت بتحرير سعر صرف الجنيه المصري أواخر عام 2016، لكن الفترة الحالية تشهد عودة المبيعات لمستوياتها السابقة.

وجهت معظم الشركات طاقتها نحو التوزيع، والآن بدأت المبيعات تشهد تعافيًا حتى بعد الزيادة السعرية الكبيرة على خلفية ارتفاع التكاليف. وفي جميع الأحوال أثبت المستهلكين وخاصة المصريين، مرونتهم العالية وقدرتهم على استيعاب زيادات الأسعار.

وقالت إن العام الجاري يشهد عودة المبيعات إلى مستوياتها الطبيعية في مصر ودول الخليج هذا العام، مشيرة إلى أن أهم ما يثير قلق المستهلكين في أسواق المنطقة هو تراجع القوة الشرائية والقدرة على مواكبة تغيرات الأسعار. وبات المستهلكون يفكرون في احتياجاتهم الحالية بدلاً من التخطيط للإنفاق المستقبلي. كما رأينا تغير أحجام عبوات مختلف المنتجات في مصر وحتى أسواق التعاون الخليجي، والتي عادة ما تتسم باستقرار أسعار المياه ومنتجات الألبان.

الرابط المختصر