محمد هلال: زيادة تكاليف النقل 400% وتوقف تصدير بعض المنتجات بسبب توترات البحر الأحمر

تراكم الحاويات في ميناء السخنة يزيد الأزمة تعقيدا

المنصور- سيارات
aiBANK

يارا الجنايني _ قال محمد هلال، رئيس مجلس إدارة شركة بيردس للشحن الدولي، إن التجارة العالمية تعرضت لضربة قاسية بسبب الاضطرابات المستمرة في البحر الأحمر، حيث بلغت نسبة التأثير بين 60% و70%.

الاضطرابات أثرت بشكل أعمق من جائحة كورونا والتي شهدت رغم شدتها نشاطًا تجاريًّا مستمرًّا في مصر

E-Bank

وأشار إلى أن هذه الاضطرابات أثرت بشكل أعمق من جائحة كورونا، التي شهدت رغم شدتها نشاطًا تجاريًّا مستمرًّا في مصر، حيث كانت المصانع والشركات تعمل دون انقطاع، على عكس الشركات العالمية التي علقت نشاطها بالكامل، ما دفع العديد من الدول إلى الاتجاه للاستيراد من مصر.

وأفاد بأن التوترات في البحر الأحمر أدت إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن والوقت اللازم لنقل البضائع، خاصة عند اضطرار الشحنات للمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح كبديل. وهذا الوضع أدى إلى توقف تصدير بعض المنتجات الغذائية التي لا تتحمل مدة الشحن الطويلة إلى إفريقيا.

وأكد هلال أن الحرب في غزة تزيد من تعقيد الوضع في البحر الأحمر، معربًا عن أمله في توقف الحرب كخطوة أولى نحو استقرار المنطقة.

ولفت إلى أن عدم استقرار سعر الدولار في البنوك المصرية يزيد من صعوبة تسعير البضائع بشكل دقيق، مما يضر بعملية الاستيراد والتصدير. وأوضح أن تقلبات أسعار الدولار تجعل من الصعب على التجار تحديد تكاليفهم بدقة. مؤكدًا أن استقرار سعر الدولار سيسهم في تسهيل عمليات التسعير والبيع للتجار، ويمنحهم رؤية أوضح لتكاليفهم المستقبلية.

وأشار هلال إلى أن البحر الأحمر يُعد طريقًا تجاريًّا عالميًّا مهمًّا، وأن أي اضطرابات فيه تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، ليس فقط على مستوى الاستيراد والتصدير، بل أيضًا على الإنتاج بسبب نقص المعدات. موضحًا أن السوق تواجه نقصًا حادًّا في الحاويات والمعدات اللازمة لنقل البضائع بسبب تراكمها في الموانئ دون حراك.

وتابع أن هناك العديد من الحاويات المتراكمة في ميناء السخنة منذ أكثر من خمسة أشهر، بسبب الغرامات ورسوم الأرضيات المرتفعة التي يتعذر على العملاء دفعها. وأضاف أن الأزمة تفاقمت بسبب مشكلة الدولار، حيث يعاني التجار من صعوبة تدبير الأموال اللازمة لدفع الرسوم والغرامات التي تُفرض بالدولار الأمريكي بعد سيطرة دبي على الميناء.

وأضاف أن البحر المتوسط لا يواجه نفس المشاكل التي يعاني منها البحر الأحمر، حيث إن معظم التجارة عبر البحر المتوسط تتجه نحو أوروبا، ما يجعل تكاليف الشحن أقل بكثير. وأكد أن البحر الأحمر يعتبر مسارًا تجاريًّا مهمًّا لمصر للتجارة مع الدول العربية وشرق آسيا وإفريقيا، ما يزيد من تعقيد الأزمة الحالية.

وذكر أن الأزمة الحالية أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنحو أربعة أضعاف، حيث قفزت تكلفة شحن الحاوية إلى ميناء جدة في السعودية من 80 دولارًا لتصل إلى نحو 400 دولار، وتجاوزت تكلفة شحن الحاوية إلى ميناء العقبة في الأردن 1050 دولارًا بعدما كانت تبلغ 250 دولارًا، ما انعكس بصورة كبيرة على حجم التجارة بين مصر والأردن التي تستورد كميات كبيرة من المنتجات المصرية، خاصة منتج البرسيم الحجازي.

وأكد هلال أن الأزمة طالت حركة الشحنات القادمة من دول شرق آسيا، لا سيما مع ارتفاع تكاليف الشحن إلى مستويات غير مسبوقة، حيث ارتفعت تكلفة شحن الحاوية من الصين إلى 5000 دولار بعدما كانت تصل تكلفتها إلى 2500 دولار قبل عامين، بالإضافة إلى عدم توافر تلك الحاويات.

وعن خطط شركة بيردس المستقبلية، أشار هلال إلى أنها تعتمد بشكل كبير على استقرار الأوضاع العالمية. ولفت إلى أن نشاط الشركة انخفض بنسبة 60-70% بسبب الأزمة الحالية، موضحًا أن بعض خطوط الملاحة العالمية مثل ميرسك وCMA وMSC بدأت في دمج عملياتها لمواجهة نقص الشحنات، وهذا التغير الواضح يعكس حجم التأثير الكبير للأزمة على قطاع الشحن .

الرابط المختصر