أحمد عبد الرحمن ويارا الجنايني _ توقع ثلاثة محللين أن يسهم تحويل الودائع الخليجية إلى استثمارات في انخفاض الدين الخارجي وزيادة تدفق الأموال الجديدة إلى الاقتصاد المصري؛ بدعم من تحسين التصنيفات الائتمانية والنظرة المستقبلية.
وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن إجمالي الدين الخارجي لمصر انخفض إلى 160.6 مليار دولار بنهاية مارس، مقارنة بـ168 مليار دولار في نهاية ديسمبر و164.5 مليار دولار في نهاية سبتمبر.
منى بدير: سداد جزء من الدين قصير الأجل وتحويل الودائع إلى استثمارات أبرز العوامل
وتوقعت منى بدير، كبير الاقتصاديين بأحد البنوك الخاصة، أن يستمر تراجع الدين الخارجي لمصر في الفترة المقبلة.
وأوضحت بدير، في تصريحات خاصة لنشرة حابي، أن هذا التراجع يعود إلى زيادة تحويل الودائع إلى استثمارات، بالإضافة إلى سداد جزء من الديون قصيرة الأجل.
وعزت منى بدير انخفاض الدين الخارجي إلى عاملين رئيسيين: الأول هو تدفق أموال الشريحة الأولى من صفقة “رأس الحكمة“، التي ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين الوضع المالي. والثاني هو تحويل جزء من الودائع الإماراتية قصيرة الأجل إلى البنك المركزي، مما أدى إلى انخفاض هذه الودائع بنحو 2 مليار دولار أو أكثر.
وأكدت بدير أن هذا الانخفاض يعكس تأثير تحويل الودائع قصيرة الأجل، التي كانت تمثل جزءًا من الدين قصير الأجل، نتيجة للتسديدات والاستحقاقات بنهاية مارس.
وأشارت بدير إلى أن التأثير الأبرز جاء من صفقة “رأس الحكمة”، حيث انعكس بشكل مباشر على الودائع قصيرة الأجل لدى البنك المركزي.
وتوقعت استمرار هذا التراجع، مشيرة إلى أن جزءًا من الودائع قصيرة الأجل لم يكن قد تحول بعد بنهاية مارس، بل تحول في أبريل، إضافة إلى تحويل الشريحة الثانية من صفقة “رأس الحكمة” بنهاية مايو.
وأضافت أن جميع الودائع الإماراتية، التي بلغت 11 مليار دولار، تم تحويلها إلى استثمارات، مما يعني أنها لم تعد تمثل جزءًا من الدين الخارجي، وهو ما سينعكس في انخفاض الدين قصير الأجل.
وأشارت كبير الاقتصاديين بأحد البنوك الخاصة إلى أن سداد جزء من الدين قصير الأجل يعزز التوقعات باستمرار المسار التنازلي لحجم هذا الدين.
مصطفى شفيع: يقلل الفوائد ويخفض عجز الموازنة العامة
من جانبه، رجح مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة “عربية أون لاين” لتداول الأوراق المالية، تراجع الدين الخارجي بقيمة 5 مليارات دولار ليصل إلى 155.6 مليار دولار بنهاية العام الجاري؛ بدعم من تحويل الدين السعودي إلى استثمارات وصفقة “رأس الحكمة”.
وأضاف شفيع، في تصريحات خاصة لنشرة حابي أن انخفاض الدين الخارجي يترتب عليه تراجع الفوائد، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض عجز الموازنة العامة للدولة.
محمد عبد الهادي: مرجح انخفاض الدين الخارجي 10 مليارات دولار
من جهته، توقع محمد عبد الهادي، مدير شركة “وثيقة” لتداول الأوراق المالية، أن ينخفض الدين الخارجي لمصر بقيمة 10 مليارات دولار، من 160.6 مليار دولار إلى 150.6 مليار دولار بنهاية العام الجاري.
وأرجع عبد الهادي تراجع الدين الخارجي لمصر بقيمة 7.4 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري إلى عدة أسباب، أبرزها: دخول حصيلة دولارية ناتجة عن استثمارات خليجية خلال الفترة الماضية، وتحويل الدين الخاص بالسعودية إلى استثمارات مباشرة، فضلًا عن صفقة “رأس الحكمة”.
وأكد عبد الهادي أن انخفاض الدين الخارجي سيسهم بدرجة كبيرة في جذب استثمارات أجنبية، نتيجة لتحسين المؤسسات المالية الدولية لتصنيفها الائتماني ونظرتها المستقبلية.