عبير لهيطة: الشحن الجوي يعوض تراجع طلبات النقل البحري

اضطرابات البحر الأحمر أحدثت ازدحاما بالطرق البديلة لقناة السويس

aiBANK

يارا الجنايني _ أكدت المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل “ايجيترانس”، تأثر العمليات اليومية للشركة بشكل ملحوظ نتيجة الاضطرابات الراهنة في البحر الأحمر.

وأوضحت لهيطة، في تصريحات خاصة لجريدة حابي، أن هذه التغيرات شملت تعديل خطط العمل في الخدمات اللوجستية والشحن البحري؛ مما أدى إلى تقليص عدد السفن، تغيير مواعيد الرحلات، وارتفاع تكاليف العمليات، بالإضافة إلى زيادة أسعار الخدمات. وأشارت إلى أن إيجيترانس كانت مستعدة للتعامل مع هذه التحديات بفضل إستراتيجياتها وتجاربها السابقة مع الأزمات مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

E-Bank

أضافت لهيطة أن الشركة حققت أداءً ماليًّا قويًّا في النصف الأول من عام 2024، حيث سجلت صافي ربح بلغ 155.24 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو، بنسبة نمو 364.2% مقارنة بـ33.44 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

كما ارتفعت إيرادات الشركة إلى 384.55 مليون جنيه خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ179.59 مليون جنيه في الفترة نفسها من العام السابق.

وأفادت بأن الطلب على خدمات الشركة شهد تحولات ملحوظة، حيث تأثر حجم الطلب على الشحن البحري المرتبط بمسارات البحر الأحمر وباب المندب، إلا أن الشركة حافظت على استقرار الطلب على خدمات أخرى مثل الشحن الجوي، الذي لجأ إليه العديد من العملاء، خاصة في الشحنات الحساسة للوقت.

300 % ارتفاعا في أسعار شحن الحاويات على بعض المسارات

كما أشارت عبير لهيطة إلى ارتفاع أسعار شحن الحاويات بنسبة تصل إلى 300% على بعض المسارات.

ونوهت بأن التحديات التي فرضها استخدام طريق رأس الرجاء الصالح أدت إلى زيادة كبيرة في تكاليف التشغيل بنسبة تراوحت بين 70% و80%.

وأوضحت أن هذه الزيادة لم تقتصر على النفقات المالية المباشرة فقط، بل شملت أيضًا تأخير شحن البضائع بسبب طول مدة الرحلة وزيادة استهلاك الوقود.

وذكرت أن تكاليف النقل إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 124%، وإلى الولايات المتحدة بنسبة 45%، وإلى دول البحر المتوسط الداخلية بنسبة 118%.

كما زادت مدة الرحلات من منطقة الشرق إلى أوروبا لتتجاوز مدة الترانزيت العادية، والتي تصل إلى ما بين 60 و75 يومًا.

وأشارت لهيطة إلى أن زيادة مدة الرحلات أثرت بشكل كبير على مواعيد التسليم، مما دفع الشركة إلى تطبيق مرونة زمنية في التسليم والتنسيق المستمر مع وكلائها لضمان توافق الجداول الزمنية مع الظروف المتغيرة.

وأضافت أن الشركة تتابع بشكل دائم ما يحدث في المنطقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتقليل تأثيرات التأخير.

وأكدت لهيطة أن إستراتيجية إيجيترانس، التي تركز على إدارة التكاليف بكفاءة، وجذب عملاء جدد، وتسريع تنفيذ العمليات، ومراجعة هوامش الربح، ساعدتها على التكيف مع الزيادة في التكاليف التشغيلية بمرونة وفعالية.

وتطرقت إلى التحديات اللوجستية الناتجة عن زيادة مدة الرحلات عبر رأس الرجاء الصالح، مشيرة إلى أن هذه الرحلات تتطلب كميات أكبر من الوقود وفرق عمل أكبر، بالإضافة إلى قدرات تأمينية متزايدة.

وأكدت أن الشركة تسعى لتجنب التعامل مع السلع الحساسة التي قد تتأثر بطول مدة الرحلة، وهو ما أثر على حركة التجارة العالمية.

في هذا السياق، كشفت عبير لهيطة عن إطلاق إيجيترانس خدمة الترانزيت الجديدة، التي توفر للعملاء خيار نقل البضائع القادمة من دول شرق آسيا إلى أوروبا وأمريكا عبر مينائي العين السخنة وسفاجا.

وأشارت إلى نقل البضائع بريًّا إلى وجهتها النهائية بعيدًا عن مناطق الخطر باستخدام الشاحنات أو السكك الحديدية التي تربط بين السخنة والإسكندرية، مما يوفر حلًّا فعالًا للبضائع كبيرة الحجم أو الكمية.

أما بالنسبة للبضائع القادمة من أوروبا وأمريكا والمتجهة إلى الشرق، فأوضحت لهيطة أنها تُستقبل في موانئ الإسكندرية، حيث تُسهل عمليات التخليص الجمركي، ومن ثم تُنقل إلى موانئ البحر الأحمر ومنها إلى الدول المجاورة مثل السعودية.

وأضافت أن هذه الخدمة تسهم في تقليص وقت النقل بشكل كبير، حيث تُنجز عمليات النقل في نحو 5 أيام فقط.

الشركة تعمل على تعزيز إستراتيجياتها في النشاط التخزيني في ظل الأوضاع الراهنة في البحر الأحمر

وأشارت لهيطة إلى أن الشركة تعمل على تعزيز إستراتيجياتها في النشاط التخزيني في ظل الأوضاع الراهنة في البحر الأحمر، خاصةً في حالة عدم تشغيل كامل أساطيلها البحرية.

وأكدت أن إيجيترانس تنوع سلاسل التوريد لتفادي أي تعطل محتمل.

وأوضحت لهيطة أن الشركة نفذت مجموعة من التدابير الإضافية لضمان سلامة شحناتها خلال الرحلات الممتدة عبر المسارات البديلة، بما في ذلك تعزيز حلول التأمين لتشمل تغطية شاملة ضد المخاطر مثل الخطف والسرقة، مما يضمن حماية فعالة للحاويات طيلة مدة الرحلة.

وأكدت لهيطة أن إيجيترانس تلتزم بتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة لتقديم أفضل الخدمات لعملائها، مشيرة إلى أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في تقليل تأثير الاضطرابات الجيوسياسية على الملاحة.

وفيما يتعلق بالمسارات البديلة، أكدت لهيطة أن قناة السويس تظل الخيار الأمثل لنقل التجارة بين الشرق والغرب، لكن الظروف الحالية دفعت العديد من شركات الملاحة إلى الاعتماد على طريق رأس الرجاء الصالح كبديل.

وبالنسبة لمسارات أخرى مثل مسار الأرز الروسي وطريق الحرير الجديد، أوضحت عبير لهيطة أنها لا تزال في مراحل التخطيط والتطوير.

وأضافت لهيطة أن الدراسات تشير إلى أن مسار الأرز الروسي وطريق الحرير الجديد قد يقدمان مزايا زمنية، إلا أن قناة السويس تظل المسار الأكثر أهمية.

وأفادت بأن تصاعد الأحداث في منطقة باب المندب قد يشير إلى احتمال استمرار الأزمة العالمية، مما سيؤثر على حركة الملاحة في الفترات القادمة.

ونوّهت بأن الاضطرابات في البحر الأحمر قد تتسبب في خسائر تصل إلى 10 مليارات دولار لمصر والأردن ولبنان، وفقًا لدراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع توقع زيادة هذه الخسائر إذا استمرت الأزمة لفترة أطول.

 

الرابط المختصر