الأمين العام للاتحاد الدولي للغاز: مصر في موقع ريادي لتسريع التحول نحو طاقة نظيفة
يارا الجنايني – على هامش المؤتمر الصحفي المُنعقد اليوم للإعلان عن تولي مصر رئاسة الاتحاد الدولي للغاز، أكد مينلوس يدريوس “Menelaos Ydreos”، الأمين العام للاتحاد – في تصريحات خاصة لبوابة حابي جورنال- على الدور القيادي لمصر في دعم الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة، مشيدًا بموقعها المحوري في الاتحاد، وتجربتها الثرية في تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي، واستراتيجيتها الطموحة لإدخال الهيدروجين كمصدر مستدام للطاقة.
وأوضح أن هذه الخبرات المتقدمة تمثل إضافة نوعية للاتحاد، حيث يمكن لمصر أن تشارك هذه التجارب في تحول الطاقة، خاصة خلال فترة رئاستها للاتحاد.
ونوه الأمين العام، أن الغاز الطبيعي يُعد وقودًا رئيسيًا للمرحلة الانتقالية نحو طاقة أقل انبعاثًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 50% من الطاقة المستخدمة عالميًا لا تزال تأتي من الفحم.
وأكد أن التحول إلى الغاز يمكن أن يسهم بشكل فعّال في تقليص الانبعاثات الكربونية العالمية، موضحًا أن العالم يواجه تحديات معقدة، تشمل أزمات سياسية واقتصادية وضغوطًا تضخمية تُعقّد جهود الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتؤخر تحقيق الأهداف البيئية.
أضاف أن الغاز سيظل شريكًا حيويًا للطاقة المتجددة، حيث يدعم استقرار الشبكات الكهربائية ويعالج نقص الإمدادات الناتج عن تقلبات الطاقة المتجددة، مثل الرياح والشمس، ما يجعله خيارًا مستدامًا ضمن منظومة الطاقة المتكاملة.
وتطرق الأمين العام إلى ضرورة تقديم حلول إنسانية في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن نحو 3 مليارات شخص حول العالم لا يحصلون على طاقة نظيفة.
وأوضح أن الغاز يمكن أن يكون عنصرًا أساسيًا في توفير هذه الاحتياجات، حيث يسهم في رفع مستوى المعيشة ويساعد على تحقيق التوازن الاجتماعي، ويعزز من الوصول إلى طاقة ميسورة التكلفة لمختلف الفئات، خصوصًا في الدول النامية، مع التركيز على القارة الأفريقية.
وفيما يتعلق بكيفية مساهمة الاتحاد الدولي للغاز في تطوير بنية تحتية للغاز في الدول النامية وخصوصا أفريقيا، أوضح الأمين العام للاتحاد الدولي للغاز أن دور الاتحاد يتمثل في توجيه القطاع المالي والبنوك الإقليمية لفهم تعقيدات أنظمة الطاقة، وإدراك الأهمية الاستراتيجية للغاز الطبيعي في تلك الأنظمة، والحاجة الملحّة للاستثمار فيها.
وبيّن أن التحدي الأساسي يكمن في تأمين التمويل والوصول إلى رأس المال، مما يتطلب من الاتحاد ضمان وعي المحللين الماليين وصناديق التحوط والبنوك الإقليمية بالدور الحيوي للغاز في تحسين مستوى المعيشة لسكان أفريقيا الذين يعانون من نقص حاد في الطاقة الحديثة.
وفيما يخص مستقبل الغاز في ظل التوجه نحو الطاقات المتجددة، لفت الأمين العام إلى قدرة الغاز الطبيعي على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة، حيث يسهم في تقليل الانبعاثات بفعالية من خلال خفض الاعتماد على الفحم.
وأشار إلى أن الغاز يوفر إمكانيات تخزينية واسعة ويعد وقودًا أساسيًا يمكن الاعتماد عليه لتلبية الطلبات الطارئة، خاصةً في الدول التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية التي تتأثر بفترات الجفاف، مما يجعله خيارًا حيويًا لدعم استقرار الطاقة.
وفي إطار التحول الرقمي، أشار الأمين العام إلى أن الاتحاد الدولي للغاز يولي اهتمامًا بالغًا بتطوير قطاع الغاز الرقمي وتعزيز الكفاءة التشغيلية، موضحًا أن الاتحاد أنشأ فريق عمل متخصصًا لدعم جهود الرقمنة، مع التركيز على تبني الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بشكل متقدم.
وأكد أن هذه المبادرات تساعد الأعضاء حول العالم في تبني أفضل الممارسات الرقمية لتقديم خدمات أكثر كفاءة ودقة في إدارة قطاع الطاقة، بما يعزز من قدرات الاتحاد على دعم التحول الطاقي نحو مستقبل مستدام.