حلمي أبو العيش: استكشاف «البلوكشين» والعقود الذكية لضمان شفافية التوريد وأمان البيانات

نستخدم صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد لمراقبة الأراضي الزراعية

شاهندة إبراهيم _ قال حلمي أبو العيش رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري لشركة سيكم القابضة، ورئيس الجمعية المصرية للزراعة العضوية (EBDA)، إن التكنولوجيا توفر فرصًا عظيمة لتعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية في مصانعنا، من خلال أتمتة العمليات وتحسين إدارة سلاسل الإمداد.

أضاف أبو العيش في تصريحات لجريدة حابي، أن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمًّا في إنشاء أنظمة بيئية للابتكار، تتوافق مع رؤيتنا طويلة الأجل للتنمية المستدامة بحلول عام 2057.

E-Bank

استثمار سيكم في التكنولوجيا يمتد إلى إدارة المياه واستصلاح الأراضي الصحراوية

وتابع: التكنولوجيا تضمن أيضًا إنشاء أطر تسهل التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، فضلًا عن أن التدريب العملي ومشروعات البحث يسهمان في البنية التحتية التكنولوجية وأنظمة جمع البيانات، مما يعزز القدرات على إعداد التقارير عن الاستدامة.

وأشار إلى أن استثمار سيكم في التكنولوجيا يمتد إلى إدارة المياه واستصلاح الأراضي الصحراوية، باستخدام تقنيات الري المتقدمة والممارسات المستدامة التي تسمح بالزراعة الإنتاجية في الظروف القاحلة، ويشمل ذلك إنشاء مزارع نموذجية توضح جدوى الأساليب الديناميكية للأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأوضح رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري لشركة سيكم القابضة، أن التكنولوجيا تساعدنا في دعم أكثر من 20 ألف مزارع للانتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحيوية من خلال تبني معيار «اقتصاد المحبة»، وهي طريقة زراعية مستدامة تعتمد على تقليل استخدام المواد الكيميائية وزيادة خصوبة التربة.

وأشار إلى أن الشركة تستخدم عدة تقنيات في الزراعة الحيوية، ومنها صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بُعد لمراقبة الأراضي الزراعية وتحديد احتياجات المحاصيل بدقة أكبر، ومتابعة تغيرات البيئة وتحسين استدامة العمليات الزراعية، وهو ما يعزز اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بإدارة المياه وتقليل الهدر.

أما عن التحديات، فيرى حلمي أبو العيش أنها تتضمن التحديث المستمر للتقنيات، وتوفير الخبرات الفنية اللازمة، والتكيف مع التغيرات السريعة في الابتكارات الرقمية.

نسعى للاستثمار في أنظمة المعلومات الجغرافية GIS

ونوّه إلى أن الشركة تسعى للاستثمار في المجالات التقنية ومنها أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) وصور الأقمار الصناعية، وذلك لمساعدتنا في عمليات تقييم كمية ثاني أكسيد الكربون المخزنة في التربة والنباتات بدقة عالية.

وأضاف: نعمل على مساعدة المزارعين للتحول إلى الزراعة الحيوية من خلال معيار «اقتصاد المحبة»، لزيادة عزل الكربون في التربة بشكل نشط عبر مشروعات التشجير وإنتاج السماد وغيرها من الممارسات المستدامة.

وشدد على ضرورة التحقق من مشروعات الكربون التي تلتزم بسلامة ائتمان الكربون المعترف بها دوليًّا، لذلك يأتي الاستثمار في مثل هذه التقنيات ليتيح الحصول على بيانات دقيقة وسريعة، بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية التي تعتمد على الزيارات الميدانية للمفتشين على المزارعين وأخذ عينات التربة، إذ إنها تعتبر طرقًا بطيئة ومكلفة.

وأكد أن كل هذه الجهود تخدم هدفنا في الوصول إلى 250 ألف مزارع في المستقبل، وتحقيق نقلة نوعية في قطاع الزراعة الحيوية وتقدير الخدمات البيئية التي يقدمها المزارعون وتوفر دخلًا إضافيًّا من خلال بيع شهادات ثاني أكسيد الكربون.

وأضاف: نركز أيضًا على الاستثمار بهدف تحسين البنية التحتية الرقمية، وحوكمة البيانات وإدارة المخاطر والاستثمار في تقنيات الري المتقدمة والطاقة المتجددة التي تدعم استدامة الإنتاج.

ومن ناحية أخرى، قال: بفضل التكنولوجيا الحديثة تمكنّا من تبني إستراتيجيات مثل «الدروب شيبنج» والتصنيع حسب الطلب (White Labeling)، مما سمح بتوسيع نطاق المنتجات وتوصيلها مباشرة إلى العملاء من الموردين، دون الحاجة إلى التخزين أو تحمل تكاليف إنتاجية مرتفعة.

التجارة الإلكترونية والبنية الرقمية سمحتا بتسهيل عمليات البيع الدولية

كما أشار إلى أن التسويق الرقمي ساهم في الوصول إلى جمهور عالمي وزيادة التفاعل مع العملاء من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والإعلانات المستهدفة.

ولفت إلى أن العمليات التصديرية حققت نجاحًا أكبر بفضل التجارة الإلكترونية والبنية التحتية الرقمية التي سهلت إدارة عمليات البيع الدولية، وهو ما أسهم في تعزيز المبيعات ورفع الإيرادات.

وأكد أبو العيش، أن التكنولوجيا ساهمت في تحسين إنتاجية مصانعها بشكل ملحوظ، حيث أدت أتمتة العمليات وتحسين إدارة سلسلة التوريد إلى تقليص فترات الإنتاج وزيادة الإنتاجية.

وحول كيفية تعظيم الاستفادة من تطبيق تقنية الجيل الخامس، والحاجة إلى تقنيات أخرى جديدة، قال إن 5G ستتيح تحسين الاتصال في المواقع الإنتاجية، وهو ما سيزيد من كفاءة التشغيل ويعزز سرعة تحليل البيانات بشكل فوري.

كما أشار إلى أن الشركة تخطط للاستفادة من التوأم الرقمي (Digital Twin) لتصميم نماذج افتراضية تعكس العمليات الفعلية للمساعدة في تحديد الأعطال قبل حدوثها، ونعمل كذلك على استكشاف تقنية البلوكشين ( Blockchain) أو «سلسلة الكتل» ـ (آلية متقدمة لقواعد البيانات تسمح بمشاركة المعلومات بشكل شفاف داخل شبكة أعمال)، مشيرًا إلى العمل كذلك على «العقود الذكية» لضمان شفافية سلاسل التوريد وأمان البيانات.

وأضاف: ستتيح الحوسبة الطرفية (Edge Computing) وإنترنت الأشياء (IoT) جمع البيانات ومعالجتها بشكل أسرع من الأجهزة المتصلة، بما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر سرعة ودقة وتعزيز التوقعات وتطوير إستراتيجيات أفضل للإنتاج والإدارة، مما يضمن استدامة وكفاءة العمليات.

ومن جانب آخر، قال إن الاستثمار في التحول الرقمي عزّز موقع الشركة التنافسي عبر تحسين كفاءة العمليات وخفض التكاليف، مشيرًا إلى الاعتماد على الصيانة التنبؤية (Predictive Maintenance) لتوقع الأعطال وتقليل التوقفات غير المخطط لها، مما يزيد من كفاءة الإنتاج ويخفض تكاليف الصيانة، وهو الأمر الذي يمكننا من توفير تكاليف إضافية تنعكس إيجابيًّا على إستراتيجيات التسعير.

وأضاف: أتمتة العمليات تسمح (Process Automation) بتبسيط إجراءات العمل وتقليل الحاجة للتدخل اليدوي، مما يعزز الكفاءة ويقلل الأخطاء التشغيلية.

وقال إن الشركة تستفيد من تقنيات التسويق الرقمي ومنها مراقبة العلامة التجارية (Brand Mention Technologies) لتتبع مدى انتشار العلامة التجارية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح التفاعل السريع مع العملاء وتقييم الأداء مقارنة بالمنافسين في السوق.

وتابع: سيكم تستفيد أيضًا من حملات المقارنة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحديد نقاط القوة والضعف في إستراتيجيتها التسويقية مقارنة بالآخرين، مما يساعد على تحسين الحملات واستهداف الجمهور بشكل أفضل.

وأكد أن هذه الأدوات توفر بيانات قيمة تساعد على تحسين إستراتيجيات التسعير، عبر متابعة ردود الفعل والتوجهات السوقية، مما يساهم في تحقيق ميزة تنافسية في السوق من خلال تقديم قيمة أعلى للعملاء بأسعار تنافسية.

وعن حدود توظيف التكنولوجيا في دورة العمل مع الموردين والتعامل الخارجي، قال إن الشركة تعتمد على أنظمة تخطيط موارد المؤسسة (ERP) المتوافقة مع أنظمة الموردين، مما يتيح تكامل البيانات وسهولة التواصل بين مختلف الأطراف.

ولفت إلى أن نظام ERP يمكّن الموردين والعملاء من متابعة الطلبات والحصول على بيانات مفصلة عن الفواتير والتقارير بشكل فوري، مما يساهم في تعزيز الشفافية وسهولة المتابعة.

كما أشار إلى أن الشركة قامت بتطبيق برامج تأهيل شاملة للموردين والبائعين لضمان توافقهم مع معايير الجودة الخاصة بها، مما يُحسّن من مستوى مراقبة وضمان الجودة في العمليات الإنتاجية ويعزز موثوقية المنتجات.

وأكد أن هذه المنظومة المتكاملة المتبعة مع الموردين تساعد على بناء سلسلة توريد أكثر كفاءة وشفافية، بما يمكن الشركة من التحقق من جودة المواد والمكونات في مراحل مبكرة، ويؤدي إلى تقليل احتمالية الأخطاء وتحسين تجربة العملاء.

وعن كيفية التحوط من التحديات الأمنية المتعلقة باستخدام التكنولوجيا، قال إن الشركة تتخذ إجراءات صارمة لحماية أمن البيانات عبر اتباع معايير الأمان الدولية واستخدام تقنيات متقدمة مثل أنظمة الكشف عن التهديدات والاستجابة لها (EDR) ومنصات إدارة الأحداث والمعلومات الأمنية (SIEM) لتحديد ومعالجة التهديدات بشكل استباقي.

وأضاف أن الشركة لديها مركز لعمليات الأمن السيبراني (SOC) يُدار بواسطة فريق مختص، مما يتيح مراقبة الأنظمة على مدار الساعة، بجانب الاعتماد على تقنيات لتسريع التعامل مع الحوادث الأمنية وتخفيف المخاطر، مع تطبيق المصادقة متعددة العوامل (MFA) لضمان وصول آمن للموظفين والعملاء والموردين إلى الأنظمة.

 

الرابط المختصر