في مثل هذه الظروف

بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز

كما نرى جميعًا، يتحرك مؤشر السوق الرئيسي عند الـ15000 نقطة أو أدناها بقليل في حين أن الغالبية العظمى من الأسهم لم تصعد مع المؤشر بل على العكس فالكثير من هذه الأسهم واجه هبوطًا شديدًا في الفترة الأخيرة.

المشكلة في هذا الموضوع هو أن سوق الأوراق المالية يسمى بالـ ”صاعد“ في حين أن الأسهم جلها في هبوط. إذا نظرنا إلى المستثمرين سنرى أن الغالبية العظمى منهم تكبدوا خسائر كبيرة خلال الشهرين الأخيرين في حين أن مؤشر السوق الرئيسي لم يهبط. هذا السيناريو هو بالتأكيد سيناريو سيئ حيث إنه يؤدي إلى تعاظم الشعور بالإحباط لدى المستثمرين.

السؤال هنا هو كيف نتعامل مع وضع كهذا؟ أولًا وقبل الإجابة على هذا السؤال من المهم التنويه بأن سيناريو كهذا هو ليس بالطبيعي وهو أمر شاذ حيث إنه ليس من الطبيعي أن يكون المؤشر الرئيسي للسوق في اتجاه صاعد أو عرضي في حين أن الغالبية العظمى للأسهم المكونة لهذا المؤشر في اتجاه هابط، وهذا التباين الشديد هو نتيجة للطريقة التي يتم حساب المؤشر بها.

بالنسبة للتعامل مع هذا الوضع فيجب على المستثمر أن يركز على الأسهم ذات الوزن النسبي الكبير في المؤشر. إذا نظرنا إلى الأسهم المكونة للمؤشر سنرى أن البنك التجاري الدولي وطلعت مصطفى بالإضافة إلى الشرقية للدخان هي الأسهم التي أبلت بلاءً حسنًا مؤخرًا.

أما فيما عدا ذلك فلم نرَ أداءً قويًّا لبقية الأسهم باستثناء عدد قليل جدًّا من الأسهم كمصر الجديدة للإسكان والتعمير مثلًا.

إذًا فالمستثمرون الذين أدوا أداءً جيدًا في البورصة هم الذين استثمروا في هذه الأسهم ذات الوزن النسبي العالي في المؤشر.

من المهم هنا أن نتوقف لحظة: نصيحتنا بشراء الأسهم ذات الوزن النسبي العالي ليست نصيحة عامة ولكنها تخص الوضع الحالي فقط حيث إن مؤشر السوق يصعد والأسهم المكونة له تهبط. في هذه الحالة يتم الاستثمار في الأوزان الكبيرة.

بالإضافة إلى النقطة الأولى ننصح المستثمرين باستخدام أسلوب الشراء والاحتفاظ مع استخدام حد الخسارة، وطالما حد الخسارة لم يكسر فننصح بالاحتفاظ والصبر إلا إذا كانت هناك أرباح جيدة فمن الممكن البيع، بمعنى آخر المضاربون قصيرو الأجل لا يربحون في هذه الفترة حيث إن الحركات السعرية لا تعطي فرصة للمضاربة إلا إذا كانت مضاربة سريعة جدًّا وهي تحتاج إلى تركيز كبير.

دعونا نشرح هذه العبارة مرة أخرى: أسلوب الاستثمار الأمثل من وجهة نظرنا هو إما أن تكون مضاربًا سريعًا جدًّا (استخدام أسلوب الـT+0) أو أن تصبر على السهم حتى يصل إلى الهدف أو أن يكسر حد الخسارة.

الحقيقة أن الاستثمار في هذه الأوقات ليس سهلًا ولكننا يمكن أن نجعله سهلًا إذا استطعنا أن نتكيف مع أوضاع السوق المختلفة.