شريف المنشد: مشروعا مستقبل مصر والدلتا الجديدة يضيفان مليوني فدان إلى الرقعة الزراعية

محمد أحمد _ أكد شريف المنشد، عضو الجمعية المصرية لصناعة التقاوي والمدير التجاري لشركة «هاي تك» الدولية للبذور الزراعية، أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة حاليًا في مجال التوسع الزراعي، من خلال إنشاء مساحات زراعية جديدة في مناطق مثل: الدلتا الجديدة، والواحات، والفرافرة، وتوشكا، والعوينات، وشرق الدلتا، وغيرها، بهدف زيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

حققنا اكتفاءً ذاتيًّا في إنتاج تقاوي المحاصيل الحقلية بالتعاون مع القطاع الخاص

أوضح المنشد، في تصريحات لجريدة «حابي»، أن الدولة، بمساعدة القطاع الخاص، حققت اكتفاء ذاتيًّا في إنتاج تقاوي عدد من المحاصيل الحقلية، وعلى رأسها الذرة، والأرز، والقمح، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم جهود زيادة الصادرات.

أضاف أنه يتم توفير التقاوي عالية الجودة التي تعد أهم عناصر مدخلات الإنتاج الزراعي، مشيرًا إلى أن وفرة الإنتاج المحلي دفعت مصر إلى تصدير جزء منها إلى الخارج.

وأشار إلى أن صادرات مصر من تقاوي الذرة تصل إلى نحو 1000 طن سنويًا، تستحوذ «هاي تك» على 600 طن منها، موضحًا أنه يتم التصدير إلى عدة دول، من بينها الجزائر، والسعودية، والأردن، وليبيا، بالإضافة إلى سوريا التي بدأت مؤخرًا في الاستيراد.

وفيما يتعلق بتقاوي القمح، أوضح المنشد أنها من المحاصيل المحظور تصديرها، نظرًا لإمكانية استخدامها كحبوب غذائية تدخل في إنتاج الدقيق، مشيرًا إلى أنه من غير المنطقي تصديرها ثم استيراد قمح بديل عنها.

استيراد 95% من تقاوي الخضراوات.. والبرنامج الوطني يدعم التوسع في الإنتاج المحلي

وفيما يخص تقاوي الخضروات، أشار المنشد إلى أن مصر لا تزال تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد، حيث تستورد نحو 95% من احتياجات السوق المحلية منها.

لكنه كشف، في الوقت ذاته، عن إطلاق الدولة مشروعًا طموحًا لإنتاجها محليًّا، يتمثل في «البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر»، والذي يُعد خطوة إستراتيجية لتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير احتياجات المزارعين منها بأسعار مناسبة.

وشدد على أهمية هذا البرنامج، الذي تُشرف عليه وزارة الزراعة، معتبرًا إياه بارقة أمل حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من التقاوي في المستقبل القريب.

وفيما يتعلق بخطط الدولة للتوسع في الزراعة، أشار إلى أن مشروعي «مستقبل مصر» و»الدلتا الجديدة» يُعدان من أبرز المشروعات القومية التي تسهم في إضافة نحو مليوني فدان إلى الرقعة الزراعية الحالية، ما يعزز فرص تحقيق الاكتفاء الذاتي من عدد كبير من المحاصيل.

أضاف أن هناك سباقًا مع الزمن لاستكمال تنفيذ هذه المشروعات التي تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لعدد من المحاصيل الإستراتيجية بحلول عام 2030.

ونبّه إلى أن من أبرز هذه المحاصيل: الذرة البيضاء، والسكر، الذي اقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل التوسع في زراعة محصول البنجر، كما بلغت نسبة الاكتفاء من القمح نحو 50 إلى 55%، ويُجرى العمل على زيادتها خلال السنوات المقبلة.

وأشار المنشد، إلى أن خطة التوسع الزراعي تستهدف كذلك تقليل حجم الفجوة الاستيرادية لمحصول الذرة الصفراء من خلال التوسع في زراعته.

أوضح أن مصر تستورد نحو 75% من احتياجاتها منه، وهو يُستخدم أساسًا في صناعة الأعلاف، فضلًا عن فول الصويا الذي يدخل في إنتاج الزيوت والأعلاف.

ولفت إلى أن استمرار التوسع في الرقعة الزراعية من شأنه أن يُخفف التنافس بين المحاصيل المختلفة على الأراضي، مما يسهم في تقليص الفجوة الاستيرادية تدريجيًّا.