صلاح فتحي: التقلبات العالمية تؤثر على صناعة السكر المحلية
السوق شهدت انضباطا في الأسعار بعد موجة من التذبذب
فاطمة أبو زيد ومحمد أحمد _ أكد صلاح فتحي العضو المنتدب التنفيذي لشركة السكر والصناعات التكاملية، أن صناعة السكر من الصناعات الإستراتيجية التي تواجه تحديات متعددة لا تقتصر على الوضع المحلي فقط، بل تتعلق كذلك بالظروف والتقلبات العالمية.
أوضح في تصريحات لجريدة حابي، أن الأسعار العالمية تأثرت خلال فترات سابقة بعوامل كثيرة، من بينها التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، وهو ما ينعكس بدوره على استقرار الصناعة محليًّا، سواء من حيث الإنتاج أو التسعير أو توافر المواد الخام.

وفيما يتعلق بالسوق المحلية، أشار فتحي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حالة من الانضباط، بعد موجة من التذبذب في الأسعار بسبب التأثيرات العالمية، مشيرًا إلى أن أسعار السكر في السوق الحرة أصبحت تخضع لقواعد العرض والطلب، ما ساعد على استعادة التوازن تدريجيًّا.
إجمالي إنتاج الشركة بلغ 815 ألف طن الموسم الحالي .. والمخزون يتخطى 12 شهرًا
وقال إن إجمالي إنتاج الشركة من السكر خلال الفترة من يناير حتى 30 يونيو 2025 بلغ نحو 815 ألف طن، تشمل سكر القصب والبنجر، بالإضافة إلى الكميات المنتَجة عبر التكرير. ولفت إلى أن المخزون الإستراتيجي يكفي لمدة تتجاوز 12 شهرًا، مع وجود فائض إضافي.
أوضح فتحي أن الشركة تمتلك 8 مصانع، من بينها «أبو قرقاص»، الذي يعد الوحيد الذي يجمع بين إنتاج السكر من القصب والبنجر، كاشفًا وجود خطة مستقبلية للتوسع في إنتاجه من سكر البنجر.
وأشار إلى أن المصنع كان متوقفًا العام الماضي بسبب عدم توافر كميات كافية من محصول القصب، إلى جانب حاجته لأعمال صيانة وتطوير، ونوه إلى نجاح الشركة في إنشاء خط جديد لاستقبال القصب المحصود آليًّا في المصنع، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى مصانع الشركة.
ولفت إلى أن الكميات الأولية من القصب المحصود آليًّا تم توريدها للمصنع من مشروع «مستقبل مصر» بمدينة السادات، حيث تم تشغيله لإنتاج الكمية المتاحة والتي بلغت 25.2 ألف طن، وأسفرت عن إنتاج 2700 طن سكر.
كما لفت إلى أن إجمالي كميات البنجر التي تم استقبالها بالمصنع حتى الآن بلغ نحو 930 ألف طن، أسفرت عن إنتاج ما يقرب من 126 ألف طن من سكر البنجر، مع توقعات بارتفاع هذه الكميات إلى نحو مليون و20 ألف طن بنجر، لإنتاج نحو 130 ألف طن من السكر.
وفيما يخص موسم القصب، أوضح فتحي أن الشركة عالجت عدة ملاحظات ظهرت في الموسم السابق، بالتعاون مع قيادات الشركة الفنية ورؤساء القطاعات، مؤكدًا أن الموسم هذا العام شهد تحسنًا ملحوظًا، رغم انخفاض الكميات المورد بنحو 500 ألف طن عن الموسم الماضي.
توريد 5.4 ملايين طن من محصول القصب بتراجع 500 ألف طن عن الموسم السابق
وأوضح أن إجمالي الكميات التي تم توريدها لمصانع الشركة الـ 8 هذا الموسم بلغ 5.476 ملايين طن، بينما ارتفعت نسب الاستخلاص إلى 11%، ما مكن الشركة من إنتاج 600 ألف طن سكر من القصب.
سداد 90% من مستحقات المزارعين بقيمة 14.7 مليار جنيه.. وتجري تسوية المتبقي
ونبه العضو المنتدب التنفيذي لشركة السكر والصناعات التكاملية، إلي سداد نحو 90% من مستحقات المزارعين حتى الآن، بقيمة 12 مليار جنيه لمزارعي القصب، و2.7 مليار جنيه لمزارعي البنجر، موضحًا أن النسبة المتبقية (10%) قيد التسوية ضمن الحسابات الختامية.
وشدد على أن هذه المبالغ لا تشمل المصروفات التشغيلية الأخرى، مثل الوقود والكهرباء والمرتبات ومواد التعبئة، مؤكدًا التزام الشركة الكامل بسداد مستحقات الموردين والعاملين.
وعن حجم التوريدات، أوضح فتحي أن الشركة تضخ نحو 95 ألف طن سكر في السوق المحلية شهريًّا، موزعة بين 65 ألف طن للبطاقات التموينية و30 ألف طن للسوق الحرة، بإجمالي 800 ألف طن سنويًّا .
وفيما يخص الجانب الزراعي، كشف فتحي عن خطة طموح لتعزيز إنتاجية محصول القصب، من خلال استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية والسكرية.
وأكد أن الشركة تستهدف مضاعفة الكميات المنتَجة في الموسم المقبل، من خلال توسيع الرقعة المزروعة وتحفيز المزارعين على التوريد المنتظم.
إنتاجية فدان القصب تراجعت إلى 30 ألف طن ونسعى لاستعادة المعدلات الطبيعية
أضاف أنها تركز كذلك على الزيادة الرأسية في إنتاجية الفدان، مشيرًا إلى أن الإنتاجية التي كانت تصل سابقًا إلى 40–42 طنًّا للفدان تراجعت إلى 30 طنًّا فقط، وتسعى الشركة لاستعادتها عبر تحسين الأداء ورفع الكفاءة.
وذكر أن البحوث شملت أكثر من 20 صنفًا، تم اعتماد 5 منها، بينها «جيزة 4» و»حوامدية 24» اللذان دخلا مرحلة الزراعة التجارية، بالإضافة إلى 3 أصناف لا تزال تحت الدراسة.
ولفت فتحي إلى زراعة 164 فدانًا من صنف «جيزة 4»، ويجري التوسع في زراعته بالوجه القبلي خاصةً جرجا وكوم أمبو، في حين تم زراعة فدانين من «حوامدية 24» كبداية تمهيدية للتوسع، أما صنف «سين 9»، فلا يزال يُزرع على نطاق واسع.
وقدر فتحي الإنتاجية المتوقعة من الأصناف الجديدة بين 35 و37 طنًّا للفدان، إلى جانب ارتفاع نسبة السكر المستخلصة، ما يجعلها أصنافًا واعدة.
وأكد أن الشركة بدأت في إنتاج شتلات من صنف «سين 9» باستخدام تقنية زراعة الأنسجة، لتحسين جودة المحصول ومعالجة التلف الناتج عن المعدات أو ظروف الزراعة، مشيرًا إلى إقامة عدد من الصوب الزراعية في المصانع لإنتاج هذه الشتلات.
وأوضح أنها تتحمل 25% من تكلفة هذه الشتلات، بينما يتحمل المزارع 75%، ضمن خطة لدعم عمليات الترقيع ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي.
وذكر فتحي أن صناعة السكر في مصر، وخاصة المستخرجة من قصب السكر، تُعد من الصناعات النظيفة والصديقة للبيئة، حيث تعتمد على الغاز الطبيعي ومصادر طبيعية أخرى في عمليات التصنيع، بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات بشكل كامل.
وتابع: «كل منتج ثانوي في هذه الصناعة يتم توظيفه في صناعات أخرى، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تطبيق الاقتصاد الدائري؛ فمثلًا يُستخدم المولاس في صناعات التقطير والتخمير، وتُستغل بقايا القصب (الباجاس) في صناعة الورق والخشب الحبيبي وألواح MDF ذات الكثافات المتنوعة».
ولفت إلى أنه يتم استخدام الطين الناتج عن عمليات الترويب كسماد عضوي فعال في مشروعات استصلاح الأراضي، فيما تُعاد معالجة المياه الناتجة عن العمليات الصناعية لاستخدامها مرة أخرى في أنظمة التبريد أو التصنيع، ما يعكس التزام الشركة بالمعايير البيئية والاستدامة.