المشهد الاقتصادي الأمريكي أمام منعطف: قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وبيانات اقتصادية

سي إن بي سي_ يستعد المستثمرون وصانعو السياسات لموجة من الأخبار الاقتصادية الأسبوع المقبل، في الوقت الذي يصل فيه موسم الأرباح الفصلية إلى ذروته.

ربما يكون الحدث الأبرز بعد ظهر الأربعاء، عندما تعلن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الذراع المسؤول عن وضع السياسات في مجلس  الفيدرالي الأمريكي، عن قرارها التالي بشأن أسعار الفائدة.

E-Bank

وفق الأجواء، يتوقع المحللون أن قرار اللجنة شبه مؤكد بتثبيت معدل الفائدة، وسيراقب المشاركون في السوق أيضاً بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم والتوظيف.

سيصدر مكتب التحليل الاقتصادي تقديره الأولي للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني يوم الأربعاء، 30 يوليو، الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الشرقي.

انكمش الاقتصاد بنسبة 0.5% في الربع الأول، وفقاً للرقم المُعدّل للمكتب، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى قيام الشركات بزيادة الواردات تحسباً لتأثير الرسوم الجمركية. تُخصم الواردات من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

تابعنا على | Linkedin | instagram

يتوقع الاقتصاديون قراءة أقوى هذه المرة، مع توقعات مُجمعة بنمو بنسبة 1.9%، وفقاً لـ FactSet.

اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة

ستجتمع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يومي الثلاثاء والأربعاء قبل الإعلان عن النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، والذي يتراوح بين 4.25% و4.5% منذ ديسمبر.

سيُعلن القرار الساعة الثانية ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وسيُلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، كلمة أمام وسائل الإعلام الساعة الثانية والنصف ظهراً.

لا تتوقع الأسواق أي مفاجآت، مما يُعطي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة احتمالًا ضمنياً بنسبة 95.9% لإبقاء أسعار الفائدة ثابتة، وفقاً لمنصة CME FedWatch. مع ذلك، صرّح كريستوفر والر، محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وميشيل بومان، نائبة رئيس مجلس الإشراف، المعينان من قِبل الرئيس دونالد ترامب، بأنهما قد يُعارضان القرار، في مشهد يظهر الانقسام في الفدرالي الأمريكي وسط ضغوط من الرئيس ترامب.

يأتي الاجتماع بعد أسبوع حافل بالأحداث لباول، الذي انتقده ترامب مراراً لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية التي تُرضيه.

وزار الرئيس مقر  الفدرالي يوم الخميس لتفقد مشروع تجديد المبنى الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار، والذي أثار الجدل في البيت الأبيض. الزيارات الرئاسية نادرة نظراً لدور الاحتياطي الفدرالي كبنك مركزي مستقل، إذ كانت هذه الزيارة الرابعة لرئيس في السلطة منذ عام 1937.

وطرح ترامب وأعضاء إدارته فكرة إقالة باول، لكن الرئيس صرّح بأنه يعتقد أن باول “سيفعل الصواب” ويخفض أسعار الفائدة خلال زيارة الخميس.

وقال ترامب عن إقالة باول: “إن القيام بذلك خطوة كبيرة، ولا أعتقد أنها ضرورية”.

وأضاف: “أريد فقط أن أرى شيئاً واحداً يتحقق، ببساطة شديدة: يجب أن تنخفض أسعار الفائدة”.

سيتابع الاقتصاديون تصريحات باول، وما إذا كان سيجيب على أسئلة حول ترامب، الذي عيّنه عام 2017. وقد صرّح باول بأنه يعتزم إكمال ما تبقى من فترة رئاسته، والتي تنتهي في مايو 2026.

نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يونيو

على صعيد البيانات الاقتصادية، سيصدر مكتب التحليل الاقتصادي BEA قراءته لشهر يونيو لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي، يوم الخميس 31 يوليو.

لا يزال التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%. وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.2% في مايو و2.7% عن العام السابق. ويتوقع الاقتصاديون أن تبلغ أرقام يونيو 0.27% و2.7% على التوالي، وفقاً لشركة FactSet.

قاوم الفدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة جزئياً لتقييم التأثير التضخمي المحتمل لرسوم ترامب الجمركية بشكل أفضل. قد يمنح إصدار التضخم يوم الخميس البنك المركزي مزيداً من الوضوح.

تقرير الوظائف لشهر يوليو

بدوره، سيصدر مكتب إحصاءات العمل تقريره عن وضع الوظائف لشهر يوليو يوم الجمعة، 1 أغسطس.

يتوقع الاقتصاديون زيادة قدرها 115.000 وظيفة في الوظائف غير الزراعية، وهو تباطؤ عن 147.000 وظيفة في يونيو، وفقاً لـ FactSet. ولكن من المتوقع أن يتسارع نمو وظائف القطاع الخاص إلى 120.000 وظيفة من 74.000 وظيفة في يونيو، عندما استفادت الأعداد الإجمالية من ارتفاع حاد في وظائف القطاع العام.

كذلك، من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.2% من 4.1% في يونيو. ويقدر الاقتصاديون الذين تتابعهم FactSet أن وتيرة نمو الأجور السنوية سترتفع إلى 3.9% من 3.7%.

الرابط المختصر