سباق أمريكي أوروبي على خفض الجمارك قبل انهيار قطاع السيارات

العربية.نت_ قررت الولايات المتحدة عدم تخفيض الرسوم الجمركية الباهظة على السيارات الأوروبية حتى تُقدِّم بروكسل تشريعاً لخفض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية، مما يُثير الشكوك بشأن سرعة حصول إحدى أكثر الصناعات قيمةً في الاتحاد الأوروبي على إعفاء مؤقت.

واتفق المسؤولون الأمريكيون على خفض الرسوم الجمركية البالغة 27.5% المفروضة على معظم السيارات إلى 15% كجزء من اتفاق أُبرم في اسكتلندا الشهر الماضي، لكن إدارة ترامب لم تُحرِّك ساكناً حتى الآن لخفض الرسوم، بحسب ما أورد تقرير نشرته جريدة “فاينانشال تايمز” البريطانية، واطلعت عليه “العربية Business”.

E-Bank

وصرح مسؤول أمريكي مساء الأربعاء بأن واشنطن ستؤجِّل خفض الرسوم الجمركية على السيارات لضمان “قيام الاتحاد الأوروبي بدوره”.

وضغطت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق مُتعجِّل تمَّ التوصل إليه مبدئياً في اسكتلندا لوقف خسائر بمليارات اليوروهات تكبَّدتها صناعة السيارات لديها، والتي تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة.

وفرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على صادرات السيارات الأوروبية في مارس الماضي، وهي رسوم تُضاف إلى معدل حالي قدره 2.5%، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى إعادة تشكيل التجارة العالمية في ولايته الثانية بفرض رسوم جمركية شاملة على عشرات الشركاء التجاريين.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وحصل الاتحاد الأوروبي على تعريفة جمركية أقل بكثير من نسبة 30% التي هدد ترامب بفرضها في وقت سابق، إلا أن هذه التعريفة لا تزال تُمثل زيادة قدرها ثلاثة أضعاف عن متوسط معدلها قبل عودة الرئيس الأميركي إلى منصبه.

تفاصيل كثيرة عالقة

ويُظهر الجدل المستمر حول اتفاقية الاتحاد الأوروبي أنه على الرغم من الضجة الإعلامية التي أحاطت باتفاقيات التجارة المبرمة مع إدارة ترامب، لا تزال تفاصيل كثيرة عالقة في المفاوضات.

ومقابل تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات إلى 15%، وافق الاتحاد الأوروبي على إلغاء التعريفات الجمركية على جميع المنتجات الصناعية الأميركية، بما في ذلك السيارات، ومنح العديد من المنتجات البحرية والزراعية، بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان والمكسرات، وصولاً تفضيلياً إلى الأسواق.

ويتطلب هذا موافقة الدول الأعضاء، وربما البرلمان الأوروبي، وهو ما قد يستغرق بعض الوقت، لذا ضغط مسؤولو الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة للتحرك فور طرح التشريع.

وكشف بيان مشترك صادر عن واشنطن وبروكسل اليوم الخميس التفاصيل الكاملة للاتفاقية لأول مرة بعد أسابيع من المفاوضات.

وأكد البيان أن الاتفاق سيُحدد سقفاً للرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات الصيدلانية والأخشاب والرقائق بنسبة 15%.

تحقيقات الأمن القومي

ومع ذلك، لا تزال جميع هذه القطاعات خاضعة لتحقيقات الأمن القومي الأمريكية الجارية، والتي قد تؤدي في النهاية إلى فرض رسوم جمركية أعلى.

وأضاف البيان أيضاً أن الولايات المتحدة ستُطبق تعريفة جمركية صفرية على الطائرات وقطع غيارها، والأدوية ومكوناتها، و”الموارد الطبيعية غير المتاحة” مثل الفلين.

وفي حين سينخفض المعدل على السيارات الأوروبية إلى 15%، سيستمر مستوردي شاحنات البيك أب، الذين يشكلون شريحة كبيرة من السوق، في دفع 25%.

وتعهدت بروكسل بعدم تغيير لوائحها الداخلية المتعلقة بمعايير السيارات كجزء من الاتفاق، لكن البيان أظهر أنها وافقت على “الاعتراف المتبادل” بالمعايير الأمريكية، ولطالما اشتكى ترامب من استخدام معايير الاتحاد الأوروبي لمنع دخول المركبات الأميركية.

وأكد الاتحاد الأوروبي أيضاً نيته شراء ما قيمته 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال والنفط والطاقة النووية الأميركية بحلول عام 2028.

وأضاف أنه يعتزم شراء ما لا يقل عن 40 مليار دولار من رقائق الذكاء الاصطناعي والمزيد من الأسلحة، مؤكدًا بذلك التعهدات التي قطعتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال لقائها بترامب في اسكتلندا.

الصلب والألمنيوم

إلا أن المستوى النهائي للرسوم الجمركية على صناعة الصلب والألمنيوم الأوروبية، التي كانت تأمل في إعفاء فوري من الرسوم الجمركية البالغة 50%، لا يزال غير واضح.

وأكد البيان أن الجانبين سينظران في خفض حصة الرسوم الجمركية على المعادن في إطار جهودهما “لتأمين سلاسل التوريد بينهما”، لكنه أضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات.

وإضافةً إلى ذلك، اتفق الجانبان على العمل معاً في مراجعات الاستثمار وضوابط التصدير، في محاولة للحد من النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين.

وقال مسؤول أميركي كبير مساء الأربعاء إن الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع الاتحاد الأوروبي كان “أحد أهم” الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها الولايات المتحدة مؤخراً.

 

الرابط المختصر