د. محمود محيي الدين: نظام العمل متعدد الأطراف يحتاج لإصلاحات جذرية
التحديات ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة عابرة للحدود وتستوجب عملا جماعيا
أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء رفيعي المستوى لتقديم حلول لأزمة الدين العالمية، أن نظام العمل متعدد الأطراف يمر بمفترق طرق، موضحًا أنه دون تمكين المؤسسات متعددة الأطراف وإصلاحها ودعم رؤوس أموالها فسيكون هذا النظام مهددًا بالانهيار.
وقال محيي الدين، في حوار أجراه فى إطار مؤتمر نظمته مؤسسة Project Syndicate الإعلامية الدولية ومؤسسة Open Society وGlobal Fund for New Economy على هامش فعاليات أسبوع نيويورك للمناخ، وذلك بمشاركة ريتشارد مويونجي، مبعوث المناخ ومستشار رئيس تنزانيا، إن نظام العمل متعدد الأطراف الحالي، والقائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يحتاج إلى إصلاحات عديدة ومراجعة جذرية لديناميكياته وسياساته في ظل عدم قدرته على الوفاء بمتطلبات التنمية للدول كافة، ووجود عوار في آلياته لتمويل العمل التنموي والمناخي مما جعل نظام التمويل العالمي الحالي غير كافي وغير عادل وغير فعال.

وأوضح أنه رغم نجاح بعض التجارب الفردية للدول والتكتلات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا أن هذا النجاح لا يمكن تعميمه على المستوى العالمي، قائلًا إنه في الوقت الذي يسير فيه نحو 15% من أهداف التنمية المستدامة في المسارات الصحيحة فإن 35% من هذه الأهداف انحرف جزئيًا أو كليًا عن مساره المستهدف، والنسبة المتبقية تتفاوت بين التقدم والتراجع عما هو مستهدف لها بحلول عام 2030.
وأضاف محيي الدين أن بعض هذه الأهداف التي تم التوافق عليها عام 2015 لن تصبح كما هي في أجندة ما بعد 2030 سواء تم تحقيقها أو لا، وستفرض بعض المستجدات نفسها على أهداف ما بعد 2030، مشيرًا إلى أن أهداف التنمية المستدامة هي أهداف عالمية عابرة لحدود الدول، وهو ما يستلزم عملًا جماعيًا متعدد الأطراف حتى تتحقق الاستفادة لجميع الدول.
معالجة معوقات العمل التنموي تتطلب التوافق حول حلول عملية مجدية تقنيًا ومقبولة سياسيًا
وشدد على أن معالجة معوقات العمل التنموي مثل أزمة الديون وأزمة المناخ تتطلب التوافق حول حلول عملية مجدية تقنيًا ومقبولة سياسيًا في ظل تراجع الإرادة السياسية واحتدام الأزمات الجيوسياسية، قائلًا إن تنفيذ العمل التنموي والمناخي لن يتم على النحو المطلوب إلا إذا توافرت ثلاثة عوامل رئيسية هي التمويل الكافي والعادل، والابتكار التكنولوجي، وتغير المفاهيم والتوجهات على جميع المستويات المؤسسية مما يساهم في إيجاد الحلول المحلية والإقليمية والعالمية.
التزام أشبيلية أثبت أن أزمة العمل متعدد الأطراف تكمن في التنفيذ وليس في وجود أطر العمل
ونوه محمود محيي الدين عن التزام أشبيلية الصادر عن مؤتمر التمويل من أجل التنمية الرابع الذي استضافته إسبانيا في يونيو الماضي، حيث قال إن هذا الالتزام يعد إطارًا عمليًا لإيجاد الحلول لمشكلات التنمية والمناخ، والتوصل إليه يظهر أن المشكلة ليست في إيجاد أطر للعمل التعددي والجماعي ولكنها تكمن في التنفيذ ومشاركة جميع الأطراف الفاعلة من حكومات وقطاع خاص وبنوك التنمية الإقليمية ومؤسسات التمويل متعددة الأطراف في التنفيذ العملي لهذه الأطر.