فايزر الأمريكية تستحوذ على ميتسيرا الناشئة مقابل 10 مليارات دولار

سي ان بي سي _ توصلت شركة فايزر الأمريكية للأدوية إلى صفقة بقيمة 10 مليارات دولار للاستحواذ على مطوّر أدوية السمنة «ميتسيرا»، منهية بذلك حرب العروض الشديدة بين شركة الأدوية الأمريكية ومنافستها الدنماركية «نوفو نورديسك».

وقبلت «ميتسيرا» عرض فايزر المعزز يوم الجمعة، مشيرةً إلى مخاطر مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة المتعلقة بعرض نوفو، الذي كانت تعتبره سابقاً الأعلى قيمة. وأعلنت «نوفو نورديسك» يوم السبت انسحابها من المنافسة.

E-Bank

ويتيح فوز فايزر في هذه الحرب على العروض دخول سوق أدوية السمنة المربح، رغم أن علاجات «ميتسيرا» ما تزال بعيدة عن الوصول إلى السوق. وتعد الصفقة ضربة لشركة «نوفو» في محاولة تعويض خسائرها أمام منافستها الأميركية «إيلي ليلي».

وكانت فايزر قد اقتربت من إغلاق الصفقة في سبتمبر، قبل أن تقدم نوفو عرضاً غير مطلوب الأسبوع الماضي، ما أثار صراعاً على هذه الشركة المستهدفة في سوق فقدان الوزن المتنامي. وتسعى فايزر للحصول على موطئ قدم في سوق أدوية السمنة لتعويض إخفاقاتها السابقة في تطوير هذه الأدوية داخلياً.

ووافقت فايزر على دفع 86.25 دولاراً للسهم الواحد نقداً، بزيادة قدرها 3.69% عن إغلاق سهم «ميتسيرا» يوم الجمعة، بحسب بيان الشركة. ويتضمن العرض 65.60 دولاراً للسهم نقداً وحقاً في القيمة المشروطة يتيح للمساهمين الحصول على مدفوعات إضافية تصل إلى 20.65 دولاراً للسهم.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وقالت «نوفو نورديسك» يوم السبت إنها لن تقدم عرضاً أعلى، مضيفةً أنها تواصل تطوير محفظتها الخاصة من علاجات السمنة، وستواصل تقييم فرص التطوير والنمو أو الاستحواذ بما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجية.

وأوضح مصدر قريب من «نوفو» أن عرضها الأخير غير الناجح كان «القيمة القصوى» لـ«ميتسيرا»، وأن الشركة لا تزال واثقة من محفظة أدوية السمنة الخاصة بها، مؤكداً أن الصفقة لم تكن «مصيرية» بالنسبة لهم، بل كانت دائماً عملية استحواذ مكمّلة ضمن خطط الشركة.

دفعت حرب الاستحواذ المتصاعدة أسهم «ميتسيرا» إلى الارتفاع بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت قيمة أسهم الشركة بنحو 60% منذ اللحظة التي دخلت فيها «نوفو نورديسك» بالمزايدة وحتى إغلاق يوم الجمعة، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 8.75 مليار دولار.

ولوقتٍ من الزمن، بدا أن «نوفو» كانت الأكثر تقدماً في الصفقة، في مسعى لاستعادة مكانتها السابقة في سوق أدوية السمنة التي فقدتها لصالح «إيلي ليلي».

وأوضحت «ميتسيرا» في بيانها يوم الجمعة أنّ عرض «نوفو» يحمل «مخاطر قانونية وتنظيمية غير مقبولة» مقارنة بالاندماج المقترح مع فايزر، مشيرة إلى اتصال من لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية لمناقشة المخاطر المرتبطة بالصفقة المقترحة مع «نوفو». وقد أرسلت اللجنة رسالة في وقت سابق من الأسبوع الحالي لكل من «نوفو» و«ميتسيرا» تحذر فيها من احتمال خرق الصفقة لقوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية.

وردت «نوفو» في بيانها بالقول إنها تعتقد أن هيكل عرضها «متوافق مع قوانين مكافحة الاحتكار».

وفي بيان، أعربت فايزر عن رضاها لإبرام الاتفاق المعدّل مع «ميتسيرا»، وتتوقع إغلاق الصفقة قريباً بعد اجتماع مساهمي الشركة المقرر في 13 نوفمبر.

وقالت المحللة كورتني برين من بيرنستين إن سعر 10 مليارات دولار يستند إلى توقعات متفائلة بشأن الأداء المستقبلي لشركة «ميتسيرا»، مشيرة إلى أن فايزر ستحتاج لتحقيق 11 مليار دولار إيرادات بحلول 2040، وهو ما يقارب ضعف توقعات «ميتسيرا» الحالية. وأضافت أن هناك شكوكاً متزايدة حول تسعير عقاقير GLP-1 على المدى الطويل، ما قد يضغط على الهوامش.

وأوصى مجلس إدارة «ميتسيرا» مساهميه بالموافقة على عرض فايزر المعدّل. وتُظهر الشركة خسائر حالية، ويتوقع المحللون استمرارها أثناء تطوير أدوية الشركة.

وكانت حرب المزايدات بين فايزر ونوفو قد رفعت السعر عن عرض فايزر الأصلي البالغ 7.3 مليار دولار في سبتمبر.

وقال جون لاماتينا، رئيس أبحاث وتطوير فايزر السابق، إن هذه المعركة تذكر بمحاولة الاستحواذ العدائية التي نفذتها فايزر عام 2000 على «وارنر-لامبرت» مقابل 90 مليار دولار للسيطرة على عقار «ليبيتور» لخفض الكولسترول. وأضاف: «رغم صغر حجم الصفقة الحالية، إلا أن فايزر ترى أن محفظة أدوية ميتسيرا أساسية لمستقبلها».

وأشار محللون ومستثمرون إلى شراسة المنافسة للسيطرة على «ميتسيرا»، رغم أن علاجاتها المبكرة للسمنة ما تزال غير مثبتة، لكنها قد تكون حاسمة في سوق يُقدّر بعض المحللين أنه سيصل إلى 150 مليار دولار بحلول أوائل العقد القادم.

وتتضمن أدوية ميتسيرا التجريبية للسمنة، MET-097i، حقن GLP-1، وMET-233i، الذي يحاكي هرمون البنكرياس أملين، ومن المتوقع أن تحقق مبيعات ذروتها مجتمعة بقيمة 5 مليارات دولار، وفقاً للمحلل ديفيد رايزينغر من شركة Leerink Partners.

الرابط المختصر