رغدة عامر: جهود استثمارية لتحويل مصنع أوبو مصر إلى مركز إنتاج إقليمي
تطوير القدرات البشرية وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية محوران حاسمان
شاهندة إبراهيم _ قالت رغدة عامر، مديرة العلاقات العامة في شركة أوبو مصر، إن ملامح الإستراتيجية الاستثمارية للشركة خلال العام المقبل تتمحور حول ترسيخ التزامها تجاه السوق المحلية عبر التوسع الرأسي والأفقي المتكامل، والذي انطلق بالفعل بافتتاح أول مصنع لـ OPPO في مصر خلال الفترة الماضية، مع خطة لزيادة إجمالي الاستثمار المخطط له إلى 50 مليون دولار.
أشارت عامر في تصريحات لجريدة حابي، إلى أن الشركة تستهدف إضافة خطين جديدين للإنتاج بغرض زيادة الطاقة الاستيعابية خلال 2026، وليس فقط لتغطية الطلب المحلي، بل والأهم هو الانطلاق نحو خطط التصدير الإقليمية لترسيخ موقع مصر كمركز للإنتاج.

وأكدت أن التوسع الخارجي يمثل محورًا إستراتيجيًّا لـ OPPO لضمان تنويع مصادر الدخل، وبفضل موقع مصنع الشركة في مصر، أصبحت في وضع مثالي للعمل كمركز إقليمي للتصدير.
الشركة تعتزم تصدير منتجاتها المجمعة محليًّا إلى الأسواق العربية
أوضحت أن الشركة تعتزم تصدير منتجاتها المجمعة محليًّا إلى الأسواق العربية، لتكون هذه هي البداية لخطتها التصديرية المستقبلية، مستفيدين من المزايا التجارية التفضيلية المتاحة، فيما أشارت إلى أن الخطوات العملية تتضمن البدء بتصدير الموديلات التي تتمتع بطلب مرتفع، بهدف ضمان وصول المنتجات إلى الأسواق المجاورة بسرعة وكفاءة عالية.
وأشارت عامر، إلى أن الشركة تستهدف تجميع موديلين جديدين كليًّا في فئة الهواتف المتوسطة (Mid-Range) الأكثر طلبًا في السوق المصرية، بالإضافة إلى التوسع في موديلات الأجهزة اللوحية الاقتصادية.
ونبهّت إلى أن تركيز OPPO مصر يتمحور على سلاسل مثل Reno و A Series، التي تخدم شريحة الشباب الباحثة عن الأداء القوي للألعاب والقدرات المبتكرة في التصوير، إلى جانب الاستثمار الإستراتيجي في إطلاق سلسلة Find، التي تمثل نقطة ارتكاز قوية تجمع بين الابتكار المتميز والسعر التنافسي.
مساعٍ جادة لرفع نسبة المكون المحلي إلى 50%
وفيما يتعلق بملف التعميق المحلي، قالت إن الشركة تسعى بشكل جاد لرفع نسبة المكون المحلي من مستواها الحالي البالغ 42% إلى 50% خلال العام المقبل، مع التركيز على المكونات التي يمكن توفيرها محليًّا بجودة عالية وتنافسية، وبالتوازي مع كل ذلك تؤكد التزامها بتوفير تجربة العميل الشاملة عبر تقديم خدمة ما بعد البيع وتوفير ضمان ممتد لمدة 14 شهرًا.
وقدّرت حجم الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع بحوالي 400 ألف هاتف شهريًا، وهو ما يعطي مؤشرًا قويًّا على فاعلية استثمارات أوبو في مصر، فيما توقعت أن يتجاوز حجم الإنتاج الفعلي الإجمالي لهذا العام 3 ملايين وحدة نظرًا لأن المصنع لم يبدأ العمل بكامل طاقته التشغيلية منذ البداية.
الشركة تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى نحو 500 ألف وحدة شهريًّا
وعن مستهدفات التصنيع للعام المقبل، قالت إن أوبو مصر تتبنى خطة طموح تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية لتصل إلى نحو 500 ألف وحدة شهريًّا، أي ما يوازي أكثر من 5 ملايين وحدة سنويًّا.
وأوضحت أن هذه الزيادة الضخمة في الإنتاج سيتم تنفيذها بمرونة ووفقًا لاحتياجات السوق المحلية المتنامية وخطط التوسع في الأسواق الإقليمية عبر التصدير.
ونوهت بأن الشركة تركز جهودها الاستثمارية على تحويل هذا المصنع إلى مركز إنتاج إقليمي متطور، من خلال زيادة خطوط الإنتاج وتبني أحدث تقنيات الأتمتة لرفع الكفاءة.
ولفتت إلى أن أوجه الإنفاق الرئيسية ستتركز على محورين حاسمين: وهما بناء وتطوير القدرات البشرية المصرية عبر برامج تدريب متقدمة، وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية لرفع نسبة المكون المحلي، بما يتماشى مع خطط الدولة لتعميق وتوطين الصناعة الوطنية.
وأكدت مديرة العلاقات العامة في شركة OPPO مصر، على أن أداء OPPO في السوق المحلية خلال عام 2025 كان مُرضيًا للغاية بفضل إستراتيجية واضحة وشاملة قامت بتلبية جميع احتياجات شرائح المستهلكين المختلفة.
وشددت على أن السوق المصرية كونها إحدى أعلى أسواق المنطقة في معدلات الاستهلاك، تمثل فرصة كبرى أمام التوسعات المستقبلية للشركة.
ونبهت إلى أن OPPO مصر قادت استخدامات تقنيات 5G منذ ثلاث سنوات، ولذلك ستستغل هذا التقدم وستتركز مستهدفاتها للعام المقبل على تعميق التزامها عبر التوسع الكبير في التصنيع المحلي عبر منشأتها الصناعية.
وفي سياق آخر، ترى أن الكوادر المحلية تملك إمكانات هائلة ومستعدة للتعلم والتطور، فضلًا عن أن الشركة ينصب تركيزها الأساسي على صقل هذه الإمكانات لضمان أعلى مستويات الأداء والجودة التي تتوافق مع المعايير العالمية لـ OPPO.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن تحقيق ذلك يعتمد على تطبيق منهجية تدريب صارمة وديناميكية، حيث أن جميع العاملين المحليين في الشركة يخضعون لدورات تدريبية عالية التخصص تغطي أحدث تقنيات الصناعة وعمليات الجودة، بجانب تحديث هذا التدريب بشكل شهري منتظم، مما يتيح للكوادر اكتساب مهارات جديدة باستمرار ومواكبة كل تطور تقني في القطاع.
التطوير التكنولوجي والاستثمار في مجالات البحث والتطوير أولوية قصوى
وشددت على أن التطوير التكنولوجي والاستثمار في مجالات البحث والتطوير (R&D) عالميًّا يعتبر أولوية قصوى لـ OPPO. لذلك، تخصص نسبة ثابتة ومهمة من إجمالي إيراداتها السنوية لهذا الغرض على مستوى العالم، وهذه النسبة تتزايد باستمرار لتلبية متطلبات الابتكار المتسارعة في القطاع التكنولوجي.
وتابعت: هذا الاستثمار العالمي الضخم يوجه بشكل أساسي نحو تبني أحدث تقنيات الأتمتة المتقدمة في عمليات الإنتاج، وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المستهلك وتعزيز الأداء، بالإضافة إلى التطوير المتواصل لبرمجيات الأمان وأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزتها.
وعن الخطط الاستثمارية التوسعية، قالت إن OPPO مصر تركز حاليًا على توسيع الاستثمار التصنيعي في السوق المحلية، تأكيدًا على الأهمية المحورية لهذا السوق، فيما أضافت: “الشركة بدأت رحلة الاستثمار في منشأة التصنيع المحلية برأسمال قدره 20 مليون دولار، وبصدد تجاوز حاجز الـ 30 مليون دولار من الاستثمارات المُنفذة”.
الخطة التوسعية الحالية تستهدف الوصول بإجمالي الاستثمار إلى أكثر من 50 مليون دولار في المراحل القادمة
وتابعت: الخطة التوسعية الحالية تستهدف الوصول بإجمالي الاستثمار إلى أكثر من 50 مليون دولار في المراحل القادمة، ويعكس هذا التنامي في حجم الاستثمار ثقة الشركة المطلقة في السوق المصرية وقدرتها على تحقيق نمو قوي مزدوج الرقم، كونه أحد الركائز الأساسية التي سيعتمد عليها نمو الشركة في عام 2026.
وكشفت عن أن الشركة تستهدف توسيع نطاق إنتاجها ليشمل تطوير وتقديم مجموعة واسعة من الأجهزة الذكية والمنتجات المتصلة (IoT)، ومن المستهدف أن يشمل هذا التوسع الأجهزة القابلة للارتداء والسماعات الذكية والمنتجات المنزلية المتصلة. يضاف إلى ذلك أن الشركة تولي أهمية قصوى لخدمة ما بعد البيع. وتؤكد على العمل باستمرار على تطوير وتحديث تقنياتها ومنظومة خدماتها بشكل عام.
ونوهت عامر بأن ملف الاستدامة والمسؤولية البيئية يعدان من أهم الملفات الإستراتيجية التي تعمل الشركة عليها حاليًا، حيث تم دمج فلسفة “التطوير الأخضر ومنخفض الكربون” في كل جانب من العمليات، ما أسفر عن خفض إجمالي انبعاثات الكربون بنسبة 3.2% وإعادة تدوير ما يقرب من 210 أطنان من المخلفات في عام 2024.











