مصر توسع قدراتها السيبرانية عبر التدريب المستمر والتشريعات الداعمة وتمكين المواهب الرقمية

خلال جلسة "جواهر في طور الصنع"بمعرض ومؤتمر 2025 Cairo itc

محمد أحمد _ ناقشت جلسة «جواهر في طور الصنع: تطوير قادة أمن المستقبل في ظل أزمة المواهب» ضمن مؤتمر Cairo ICT، التحديات والفرص التي تواجه قطاع الأمن السيبراني محليًا وإقليميًا، مؤكدة أن الاستثمار في التدريب والابتكار وبناء الكوادر هو صمام الأمان لمستقبل الأمن الرقمي في مصر.

أكدت راما الصفتي، قائدة التكنولوجيا العالمية ومديرة الجلسة، على أن الأمن السيبراني أصبح حجر الأساس لأي بنية رقمية آمنة، وأن تطوير قادة المستقبل يتطلب الجمع بين الابتكار والتعليم المستمر وبناء منظومة تدريبية شاملة تتضمن المهارات التقنية والقيادية معًا.

E-Bank

وقالت إن المؤسسات التي تعتمد ثقافة تعلم مستدامة تصبح أكثر جاهزية للهجمات السيبرانية، مشددة على ضرورة التعاون الدولي وتبادل الخبرات، وعلى أهمية إدراج الأمن السيبراني في جميع مراحل البنية التحتية الرقمية.

من جانبه، قال عمار أدهمي، الرئيس التنفيذي لشركة سايبرتك، إن التدريب العملي هو محور بناء القدرات، مشيرًا إلى أن محاكاة الهجمات الرقمية تمنح الموظفين قدرة أعلى على الاستجابة الفورية.

وأوضح أن الاحتفاظ بمواهب الأمن السيبراني يبدأ من فهم المؤسسات لطبيعة فرقها وبناء ثقافة مؤسسية تحفّز الانتماء، مؤكدًا أن غياب الدعم والتقدير يؤدي إلى فقدان الكفاءات، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 70% من العاملين يتركون وظائفهم عند توفر فرص أفضل.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأشار أدهمي إلي أن الاستثمار في البشر هو استثمار في مستقبل الأمن السيبراني للدولة”، مشددًا على أن بناء ثقافة شغف وهدف لا يقل أهمية عن التدريب الفني.

فيما أكد أحمد سيد، الرئيس التنفيذي للعمليات في سايبر فورس، أن الأمن السيبراني أصبح عنصرًا أساسيًا لحماية البيانات الحساسة، مشيراً إلى ان الثغرات غير للمُدارة قد تكلف المؤسسات خسائر كبيرة.

أضاف أن دمج الأمن السيبراني في العمليات اليومية ورفع الوعي الأمني بين الموظفين يشكلان خط الدفاع الأول، مشيرًا إلى أن المهندسين المصريين يمثلون ركيزة مهمة لصناعة الأمن الرقمي المحلي.

وشدد على أن التدريب المستمر على سيناريوهات الهجمات هو ما يمكّن الفرق من اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة في أوقات الأزمات.

بينما، أشار سامح إمام، مدير الأمن السيبراني في سيسكو أفريقيا، إلي حاجة العالم إلى مليوني متخصص إضافي في الأمن السيبراني، وأن مصر تملك القدرة على سد جزء من هذه الفجوة عبر كوادرها المؤهلة.

وشدد علي أن وجود تشريعات قوية يمثل دعامة أساسية لبناء قطاع أمني متكامل، موضحًا أن القوانين ليست مجرد إطار قانوني، بل جزء من بناء ثقافة حماية البيانات داخل المؤسسات.

وأكد أن الشركات المصرية باتت قادرة على تقديم خدمات أمن سيبراني احترافية للأسواق الدولية، مما يعزّز مكانة مصر كمركز إقليمي لحلول الأمن الرقمي.

من جهته أشار محمد عاصم، مدير هندسة الحلول في سكيل سوفت – جلوبال نوليدج، إلى أهمية التدريب الشامل الذي يجمع بين التطبيق العملي والمحاكاة الرقمية، مؤكدًا أن هذا النوع من التدريب يرفع قدرة الفرق على التعامل مع التهديدات المعقدة.

وقال إن التعاون بين الفرق المختلفة لتبادل الخبرات العملية عنصر أساسي لبناء منظومة متكاملة في مواجهة الهجمات.

ومن جانبها، شددت ولاء صلاح الدين، مستشارة الأمن السيبراني والابتكار في WE، على أن دمج الابتكار في التدريب هو الطريق لبناء قادة أمن سيبراني قادرين على مواكبة التهديدات الحديثة.

وأوضحت أن برامج WE تشمل تدريبًا تقنيًا وقياديًا، موجهًا لجميع المستويات الوظيفية، لتعزيز الثقافة الأمنية ورفع كفاءة الفرق.
وكشفت أن الشركة أطلقت برامج لدعم وتدريب الشركات الناشئة بقيمة 5 ملايين جنيه، لتمكينها من تطوير مهارات كوادرها المحلية وبناء حلول أمنية مبتكرة في السوق المصري.

اتفق المشاركون على أن أزمة المواهب تمثل تحديًا عالميًا، لكن مصر استطاعت خلال العقد الأخير توسيع قاعدة الشركات العاملة في الأمن السيبراني، وخلق فرص تدريب ووظائف جديدة، مما يعكس قدرة السوق المحلي على بناء صناعة أمن رقمي قادرة على المنافسة إقليميًا.

الرابط المختصر