الأسواق الناشئة عالقة بين بهجة خفض أسعار الفائدة ورعب الحرب التجارية
ذكرت صحيفة بلومبرج أن الأسواق الناشئة تواجه حاليا قوتان متعارضتان، الأولى تتعلق بالإثارة المحيطة بانخفاض الدولار، مع تزايد التكهنات باتجاه الولايات المتحدة لخفض أسعار الفائدة قريبًا، والثانية هي المخاوف من الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت، في تقرير حديث يرصد توقعات أسعار الفائدة بالأسواق الناشئة، إلى أنه في الوقت الذي تجنبت فيه المكسيك بدء تعريفة جديدة، فإن حملة واشنطن لزعزعة الاتفاقيات التجارية في جميع أنحاء العالم لا تزال تلحق الضرر بالاقتصادات العالمية.
وأوضحت بلومبرج أن تأثير تغريدات ترامب غير المتوقعة يمكن أن يكون أقل ضررا على الأصول بالأسواق الناشئة إذا ثبت اتجاه انخفاض الدولار الذي سجل الأسبوع الماضي الأداء الأسوأ مقابل سلة من العملات منذ فبراير 2018 .
وقال بول جرير، مسئول بمؤسسة فيديلتي إنترناشونال، التي تفوق صندوقها لديون الأسواق الناشئة على 97٪ من أقرانه هذا العام بعد تقليص المخاطر في الربع الأول: “على نطاق واسع، مازلنا نتطلع إلى ديون الأسواق الناشئة، ونرى الآن بعض الفرص تتجدد بعد ثلاثة أو أربعة أشهر قاسية على عملات الأسواق الناشئة”.
وسجلت سندات العملة المحلية في البلدان النامية يوم الجمعة الماضية اليوم الثامن من المكاسب، وهو أطول سلسلة انتصارات لها منذ يناير 2018.
ورصدت بلومبرج التغيرات التي طرأت على توقعات أسعار الفائدة، وكذلك تطورات المؤشرات الاقتصادية بعدة دول.
فعلى صعيد أسعار الفائدة، ذكرت بلومبرج أن محافظ البنك المركزي الروسي الفيرا نابلينا قال إن صانعي السياسة قد يخفضون أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام في اجتماعهم يوم الجمعة، بينما يراهن المتداولون على خفض أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في أكثر من عام.
وأشارت إلى أن البنك المركزي التركي من المقرر أن يحدد أسعار الفائدة يوم الأربعاء، في حين يتوقع جميع الاقتصاديين تقريبا الذين شملهم استطلاع بلومبرج أن تبقى السلطة النقدية على المعدلات الحالية، حتى بعد انخفاض التضخم إلى ما دون 19٪ الشهر الماضي.
وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها الليرة في الآونة الأخيرة، فمن السابق لأوانه تخفيف السياسة النقدية، حيث عكف البنك المركزي في الآونة الأخيرة على رفع سعر الفائدة في حالات الطوارئ فقط كما في مايو، وفقًا لـ Bloomberg Economics
وأشارت بلومبرج إلى أنه من المحتمل أن يحافظ البنك المركزي في بيرو على سعر الفائدة الرئيسي للإقراض عند أدنى مستوى في تسع سنوات للجلسة الخامسة عشرة على التوالي يوم الخميس، حيث تؤدي التوترات التجارية إلى انخفاض أسعار النحاس وتراجع توقعات الصادرات.
ومن ناحية آخرى، أظهرت بيانات صدرت يوم الاثنين أن نمو الصادرات الصينية انتعش بشكل غير متوقع في مايو، بينما انخفضت الواردات بأكثر من المتوقع وسط الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن الإصدارات الأخرى هذا الأسبوع، والتي تشمل الاستثمار في الأصول الثابتة، ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي، ستساعد في تسليط الضوء على كيفية تعثر الاقتصاد.
وقالت مجموعة إي إن جي المالية العالمية في مذكرة بتاريخ 6 يونيو: “يبدو أن الاقتصاد يعاني من هزات فقط في الوقت الحالي ويبدو أن النمو توقف، كما في الربع الأول من العام”.
أما بالنسبة للهند، فمن المنتظر أن تعلن بيانات التضخم لشهر مايو يوم الأربعاء، فيما يتوقع الاقتصاديون أن تسارع مكاسب الأسعار.
وكان البنك المركزي الهندي خفض الأسبوع الماضي سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة هذا العام ، ومهد الطريق لمزيد من تخفيف السياسة.
ووفقا لبلومبرج من المحتمل أن يظل التضخم راكدا في مايو – مما يعزز الضغط على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة أكثر .
وأشارت إلى أن جنوب إفريقيا من المنتظر أن تعلن عن بيانات التصنيع في أبريل يوم الثلاثاء، تليها مبيعات التجزئة وإنتاج التعدين يوم الأربعاء، ما سيمنح المستثمرين أدلة حول ما إذا كان هناك ما يبرر رهانات خفض الفائدة الشهر المقبل.
ولفتت إلى أن أسعار العقود الآجلة في فرصة بنسبة 80 ٪ لتخفيض 25 نقطة أساس في سعر الريبو.
في المكسيك، ستتم مراقبة أرقام الإنتاج الصناعي لشهر أبريل عن كثب يوم الثلاثاء بحثًا عن علامات على المزيد من الضغوط على الاقتصاد بعد تقلص الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة
وأشارت بلومبرج إلى تفاخر ترامب بالمبيعات الزراعية “الكبيرة” للمكسيك كجزء من الصفقة التي تم التوصل إليها يوم الجمعة حول أمن الحدود والهجرة غير الشرعية التي حالت دون تهديد التعريفات الأمريكية، بينما يقول ثلاثة مسئولين مكسيكيين إنهم ليسوا على علم بأي اتفاق جانبي.
ومن ناحية آخرى، توقعت بلومبرج أن تعلن الأرجنتين يوم الخميس عن تباطؤ أكثر للتضخم في مايو، بعد أن جمدت الحكومة أسعار عشرات السلع في محاولة لتعزيز محاولة الرئيس موريسيو ماكري لإعادة انتخابه.
ولفتت إلى استقر عملتها البيزو الشهر الماضي، على الرغم من استمرار تصدره للخسائر العالمية لهذا العام.
وعلىى صعيد البرازيل، ذكرت بلومبرج أن من المقرر أن يرسل مقترح الرئيس يير بولسونارو لإصلاح نظام المعاشات التقاعدية إلى مجلس النواب، وقد يتم التصويت على مشروع القانون بمجرد نهاية هذا الشهر.
وأكدت أن البرازيل قادت المكاسب الإقليمية في الشهر الماضي.