ما سنتذكره بعد عامين من الآن

بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز

القرارات التي نتخذها يوميًّا لا تتماشى مع أهمية تأثير هذه القرارات على حياتنا. فنحن دائمًا ما نحتفظ بالأسهم الخاسرة لخوفنا من بيعها وصعودها بعد ذلك رغم أن صعود سهم بعد بيعه سيكون تأثيره السلبي علينا مؤقتًا لا يتعدى عدة ساعات.

E-Bank

ما معنى هذا الكلام؟ باختصار، ما سنتذكره بعد عدة أعوام هي القرارات التي أثرت علينا بشكل كبير لدرجة أننا نتذكرها بعد مرور فترة كبيرة من الوقت، أو بالأحرى، هي القرارات التي لم نتخذها خوفًا من ضرر مؤقت متناسيين أن الضرر الآخر هو ضرر دائم لا يمحوه الزمان.

فعدم البيع عندما تكون الخسائر صغيرة خوفًا من صعود الأسعار بعد أن نبيع هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. بمعنى آخر، هو بمثابة التضحية بالمستقبل لغرض وقتي ومؤقت. فالتأثير الدائم (أو شبه الدائم) للخسائر الكبيرة، حتى لو كانت قليلة، هو تأثير قوي ويؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفات نفسية وصحية.

أما الخسائر الصغيرة مهما زاد عددها فلن يكون لها أي تأثير يذكر على المدى الطويل بل إن كل تأثيرها لا يتعدى الساعات أو الأيام القليلة على الأكثر.
وهذا يؤدي بنا إلى التأكيد مرة أخرى على استخدام حدود الخسارة حتى لو كانت كثيرة، والتخلص من الخسائر الكبيرة حتى لو كان عددها قليلًا.

تابعنا على | Linkedin | instagram

على جانب آخر إذا ما نظرنا إلي وضع السوق الحالي والسيكولوجية شديدة التشاؤم فمن المنطقي أن نقول إن الصعود الذي بدأ مؤخرًا لم ينتهِ بعد، بل على العكس من المتوقع أن نرى موجة صاعدة قوية إن شاء الله حتى لو كسر السوق مستوى الـ 13800 لأسفل مؤقتًا.

و لكن بغض النظر عن نظرة أي منا على السوق يجب دائمًا احترام حدود الخسارة حتى لو كانت نظرتنا إيجابية حيث من الممكن الشراء مرة أخرى، في حين أن الخسائر الكبيرة ليس لها علاج.

الرابط المختصر