زائيري: بناء المستقبل يحتاج أفكار ملهمة وتفكير خلاق.. ومفهوم التميز يؤثر على كل عناصر الاقتصاد

استعرض عدد كبير من التجارب الدولية فى جلسة افتتاحية بمؤتمر "مصر للتميز الحكومى"

حابي

قال البروفسور محمد زائيري الرئيس التنفيذي للمركز الأوروبي لإدارة أفضل الممارسات ومقره المملكة المتحدة، أن مفهوم “التميز” بمعناه الإداري يحتاج عملية مراجعة مستمرة ليبقى متوائماً مع العصر الجديد، والذي يحتاج الانتقال من مفهوم التميز العادي ونتائجه المتوقعة، إلى نموذج جديد وتفكير تحولي خلاق لتحقيق الرؤى بشكل أسرع، وصولاً إلى استشراف وبناء المستقبل بأفكار ملهمة.

E-Bank

كما تطرق الي عدد كبير من التجارب الدولية خلال جلسة “أهمية التميز وأثره العالمي في مستقبل الدول” ضمن الجلسات الافتتاحية لمؤتمر مصر للتميز الحكومي، الذي بدأت فعالياته اليوم ويستمر حتى غداً الاربعاء فى إطار الشراكة بين وزارة التخطيط والحكومة الإماراتية.

وتطرق زائيري إلى أصل وأهمية مفهوم التميز المؤسسي، حيث تناول الموضوعات المتعلقة بكيفية تبني التميز في أنحاء العالم المختلفة وفائدته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأثره على جودة الحياة، وعلاقته مع الجودة والإنتاجية والقدرة التنافسية، وكيف يمكن أن يساعد في تشكيل مستقبل الأمم.

ولفت إلى علاقة التميز بالناتج المحلي الإجمالي، وبعناصر اقتصادية متنوعة، بدءاً من تحديد القيمة إلى تأثيره على البضائع والخدمات، وعلاقته بالأداء الاقتصادي وارتباطه بالمقاييس، والأداء الاقتصادي.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وقدم زائيري رؤيته للتميز وتأثيره على النمو الاقتصادي والتنافسية، مستعرضاً تصنيف عدد من الدول حالياً وتوقعاتها المستقبلية، معتمداً على معلومات معيارية مقارنة من مركز الأبحاث الاقتصادية والتجارية “cebr” ومجلة “CEOWORLD”، كما تحدث عن دعم التميز لتنافسية الدول، ومؤشرات الجودة والتميز المؤثرة على القدرة التنافسية، من خلال العلاقة بين الجودة والسرعة والكفاءة وانعكاسها على التكلفة.

كما إستعرض خلال الجلسة دراسة حالة على اليابان، التي قامت باختيار الجودة كأساس لبناء المستقبل منذ سنة 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث قامت قوات الاحتلال الأميركية لليابان، بإحياء وإعادة هيكلة قطاع معدات الاتصالات، وتأسيس مختبر لفحص المعدات ووضع معايير صارمة لجودة المنتجات.

وتطرق أيضا إلى مجموعة جوائز مرتبطة بهذا المجال مثل جائزة ديمينج، وجائزة التميز في اليابان، وانتقل منها إلى حركة الجودة في الولايات المتحدة.

كما ركز على أهمية التميز في المجال السياسي وبالذات في رئاسة الولايات المتحدة، لينتقل إلى جائزة مالكولم بالدريج” الوطنية للجودة وقيمها ومفاهيمها الأساسية، وحركة الجودة في أوروبا، والتي بدأت مع الآباء المؤسسين للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة سنة 1988 من قبل رؤساء 14 دولة أوروبية رئيسية، وبتأييد من المفوضية الأوروبية، مع القاء الضوء على تجارب أخرى مثل الصينية والهندية والسنغافورية.

وتحدث محمد زائيري عن الأثر العالمي المتولد عن التميز والمتمثل في توليد فرص العمل، والزيادة في المبيعات والأرباح والحصة السوقية، وتحسين التعليم والعائد على الاستثمار، ونقل المعرفة، ومشاركة أفضل الممارسات.

وأشار إلى الدراسات العالمية التي أثبتت تأثيرات وفوائد التميز، ومنها دراسة اتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين، ودراسة برادفورد، ودراسة المعهد الوطني للمعايير والتقنية، ودراسة سنغهال وهندريكس، لينتقل منها إلى دور الجودة والتميز في رسم ملامح المستقبل، عبر الانتقال من التركيز على المنتج والخدمة إلى مفهوم خلق القيمة، وعلاقة ذلك بمستويات مختلفة من الاحتياجات المادية والنفسية والعاطفية والروحية.

كما استعرض تاريخ تطورالجودة وعلاقتها بالثورات الصناعية، وفق ما أسماه “ثورة الجودة” والذي ابتدأ مع استخدام الآلات والطاقة المائية والبخارية، ومن ثم تأثرها بالإنتاج الشامل وخطوط التجميع والطاقة الكهربائية، وفي مرحلة أخرى الأثر الذي أحدثته الحواسيب والأتمتة، وصولاً إلى يومنا الحالي، حيث بتنا نملك أنظمة الكترونية ورقمية.

واختتم البروفيسور زائيري الجلسة مذكراً بمقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “وظيفة الحكومات خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم.. فوظيفة الحكومات هي تحقيق السعادة”.

ويشغل البروفسور محمد زائيري مناصب عدة منها: مستشار أول في مكتب رئاسة مجلس الوزراء في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس لجنة التحكيم في برنامج أبوظبي للتميز الحكومي وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز وبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وهو أحد أهم الرواد والخبراء العالميين في مجال الجودة الشاملة وإدارة التميز وأهم المؤثرين في فكر إدارة الجودة بخبرة تزيد عن 35 عاماً.

الرابط المختصر