طارق عامر: تمويلات صندوق النقد والبنك الدوليين لإفريقيا لا توازي المطلوب لانتشال الدول من أزماتها

دعوة لفتح المفاوضات مع دول السبع الاقتصادية الكبرى لوقف تهريب الأموال من إفريقيا لصالح الدول المتقدمة

أمنية إبراهيم – شارك طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، في الاجتماع السنوي لمحافظي صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي عن الدول الإفريقية، والذي عقد أمس الخميس، افتراضيا عبر شبكة الإنترنت، واستضافته الكاميرون تحت رعاية الرئيس الكاميروني بول بيا، بعنوان “حماية رأس المال البشري لإفريقيا في مواجهة جائحة كورونا: إنقاذ الأرواح والحفاظ على الرفاهة وحماية الإنتاجية والوظائف”.

إضغط لتحميل تطبيق جريدة حابي

E-Bank

وفى كلمته أمام الاجتماع، أكد طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، أن التمويل المقدم إلى الدول الإفريقية من جانب صندوق النقد والبنك الدوليين، لا يمثل المطلوب لانتشال اقتصادات الدول من أزمتها الاقتصادية، مؤكدا على أهمية استناد ذلك التمويل على مؤشرات ملموسة للوقوف على الحجم المناسب من التمويل المطلوب لتحقيق نتائج فعلية في مواجهة آثار فيروس كورونا.

إضغط لتحميل العدد العشرون من نشرة حابي

كما شدد عامر، على أن حجم التمويل الذى استعرضه كل من صندوق النقد والبنك الدوليين خلال الاجتماع، والبالغ نحو 3 مليارات دولار، يجب أن يتناسب مع حجم واردات السوق الإفريقية من العالم المتقدم، والذي بلغ مؤخرا حوالي 549 مليار دولار من السلع والخدمات.

تابعنا على | Linkedin | instagram

حجم التمويل يجب أن يتناسب مع واردات إفريقيا من العالم المتقدم والبالغة 549 مليار دولار

وتابع عامر: أن هذا التدفق الخارج من الموارد النادرة من العملات الأجنبية يجب أن يقابله تمويل من جانب العالم الغربي.

وأوضح محافظ البنك المركزي المصري، أن العملات الأجنبية بالنسبة للدول الإفريقية تعتبر بمثابة طوق نجاة في الظروف العادية، حيث تغطي نسبة كبيرة منها واردات الغذاء للقارّة، على الرغم من استنزاف نسبة كبيرة منها في تهريبها للخارج بأشكال غير مشروعة وإلى ملاذات آمنة.

ودعا عامر، كلا من صندوق النقد والبنك الدوليين نيابة عن الدول الإفريقية إلى فتح باب المفاوضات مع دول السبع الاقتصادية الكبرى G7 فيما يتعلق بالتدفقات المالية غير المشروعة التي تفقدها القارة لصالح الدول المتقدمة.

كما دعا عامر الدول المتقدمة إلى تغيير منهجياتها تجاه مساعدة الدول الإفريقية بما يحقق نتائج فعّالة في ظل انفجار أوضاع الفقر في القارّة، مؤكداً على أهمية أن تشمل الحزمة التشجيعية التي أطلقتها الدول المتقدمة – والتي بلغت 4 تريليونات دولار – القارَة الإفريقية.

وطالب محافظ المركزي المصري، أيضا الدول الإفريقية بابتكار حلول جديدة مثل الاتفاقيات الرسمية لمبادلات العملات الأجنبية، وتقديم ضمانات لتدبير اقتراض الدول الإفريقية من أسواق المال العالمية بشروط ميسرة من أجل توفير العملات الأجنبية وتحفيز الخروج من الأزمة الحالية.

وألقى جوزيف نجوتى رئيس الوزراء الكاميروني كلمة افتتاحية في بداية الاجتماع رحب فيها بالمشاركين من مختلف الدول الإفريقية والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية.

وترأس الاجتماع الأمين عثمان ماي وزير الاقتصاد والتخطيط والتنمية الإقليمية بدولة الكاميرون، والرئيس الحالي لمجموعة المحافظين الأفارقة بصندوق النقد والبنك الدوليين، وأشار إلى أن اجتماع هذا العام يعد مناسبة رئيسية تجمع المحافظين اﻷﻓﺎرﻗﺔ وﻗﺎدة المنظمات الدولية والإقليمية الرئيسية للمساهمة ﻓﻲ تقوية الاستجابة في مواجهة جائحة كوروناﻓﻲ اﻟﻘﺎرة الإفريقية وتعزيز القدرة على التعافي من آثار الجائحة.

كما أشار رئيس المجموعة الإفريقية إلى أن الهدف من الاجتماع يتمثل فى تبادل الخبرات والاستراتيجيات واﻟدروس المستفادة والمبادرات المتصلة بالوقاية من أزمة فيروس كورونا وإدارتها وبناء القدرة على التكيف مع آثارها، فضلا عن تقييم فعالية المعونة من حيث الاستجابات والتنسيق على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، علاوة على تمهيد الطريق إلى تعاف سريع له مقومات البقاء بعد زوال الجائحة.

وتضمن الاجتماع كلمة وعرض تقديمي من جانب كل من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي حول استجابة كلتا المؤسستين لجائحة كورونا واستراتيجية كل منهما للتعافى من آثار هذه الجائحة.

ويصدر المؤتمر إﻋﻼن بشأن القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها، وتقييم فعالية المعونات التي سيتم تقديمها، عن مجموعة من التوصيات وتدابير السياسة لمعالجة آثار جائحة كورونا في الأمدين القصير والطويل، كما سيصدر عن الاجتماع مذكرة يتم إرسالها إلى رئيسي صندوق النقد والبنك الدوليين خلال الاجتماعات السنوية للمؤسستين المزمع عقدها في شهر أكتوبر 2020.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة المحافظين الأفارقة بصندوق النقد والبنك الدوليين قد تأسست في عام 1963، وعرفت باسم “المجموعة الإفريقية” بهدف تعزيز صوت المحافظين الأفارقة في مؤسسات بريتون وودز (BWIs) ، أي صندوق النقد الدولي (IMF) ومجموعة البنك الدولي (WBG) حول قضايا التنمية ذات الأهمية الخاصة لإفريقيا.

خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي

الرابط المختصر