التجاري وفا إيجيبت يفتش عن رواد الأعمال خارج حدود العاصمة
50 مستثمرًا مصريا حضروا منتدى إفريقيا بالمغرب وشاركوا في 600 لقاء B2B
أمنية إبراهيم
تضع الاستراتيجية العامة لبنك التجاري وفا إيجيبت التوسع والانتشار الجغرافي خارج حدود القاهرة، هدفًا ومحورًا أساسيًّا لتحقيق باقي أهداف الخطة الاستراتيجية للمجموعة المغربية في مصر، والتي يأتي في مقدمتها التوسع في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، سواء عبر توفير الاحتياجات المالية أو الخدمات غير المالية من الاستشارات ودراسات الجدوى والدعم الفني والإداري.
وأكدت قيادات التجاري وفا بنك إيجيبت، في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين الخميس الماضي، على هامش افتتاح البنك أول مركز لتطوير الأعمال BDS Hubs في فروعه، أن وحدة البنك المغربي في مصر ركزت منذ دخول السوق على اتخاذ عدة خطوات ترمي وتخدم تحقيق أهداف الاستراتيجية العامة للبنك وهي التوسع في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة SME’s والذي تمتلك فيه المجموعة قصة نجاح، منها التركيز على افتتاح فروع جديدة خارج العاصمة وآخرها المنيا والدقهلية، إلى جانب توقيع بروتوكولات لدعم القطاع.
وأضافوا أن تدشين البنك أول مركز لتطوير الأعمال تابع لمبادرة رواد النيل تحت رعاية البنك المركزي المصري، خطوة جديدة لدعم ريادة الأعمال والوصول لأصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة، وتقديم الخدمات غير المالية والتي يفقتدها أصحاب هذه المشروعات إلى جانب إمكانية توفير الاحتياجات المالية في مرحلة لاحقة.
ودشن التجاري وفا بنك إيجيبت، أول مركز لتطوير الأعمال تحت مظلة مبادرة البنك المركزي «رواد النيل» التي تهدف إلى تقديم الدعم الفني والخدمات غير المالية لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزز الإنتاج المحلي، ويتم تنفيذها بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية ويشارك فيها عدد من البنوك.
وافتتح مركز تطوير الأعمال التابع للتجاري وفا صباح الخميس الماضي، بحضور لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزي، ونرمين الطاهري وكيل محافظ مساعد قطاع التطوير المصرفي بالبنك المركزي، وتعد مراكز BDS Hubs مراكز تابعة للبنوك، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والجهات المعنية بتطوير المشروعات سواء الحكومية أو القطاع الخاص، وهي مراكز منتشرة في أنحاء المحافظات.
من جانبها أكدت هلا صقر، التي تم ترشيحها مؤخراً من قبل المجموعة المصرفية المغربية لتولي منصب رئيس مجلس إدارة وحدة البنك في مصر «التجاري وفا إيجيبت» (رهن الحصول على موافقة البنك المركزي المصري) في لقاء قيادات البنك مع الصحفيين، أن الاستراتيجية العامة للبنك تركز بصفة أساسية على تحقيق الانتشار الجغرافي لشبكة فروع البنك خارج نطاق القاهرة، بما يخدم تحقيق باقي أهداف الاستراتيجية وأهمها التوسع في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل الوصول لرواد الأعمال، مؤكدة أن التواجد خارج العاصمة جزء رئيسي من استراتيجية التجاري وفا.
توسيع نطاق التغطية الجغرافية يخدم أهداف الاسترايجية العامة للبنك
وقالت إنه منذ إطلاق أعمال البنك في مصر، تمت صياغة استراتيجية متكاملة روعي فيها تلبية احتياجات مختلف الفئات، مع التركيز على تحقيق النمو المستدام.
ولفتت إلى اتخاذ مصرفها عدة خطوات هامة لدعم ومساندة قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، كان آخرها إطلاق نادي إفريقيا والتنمية في مصر خلال شهر رمضان، ليكون بوابة للعملاء وأعضاء النادي للنفاذ إلى الأسواق الإفريقية، حيث يعمل النادي على فتح الأبواب أمام الشركات العاملة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر لدخول أسواق القارة السمراء.
والتقط عبد الرفيع الهاشمي رئيس قطاع الأعمال والتجزئة المصرفية في التجاري وفا بنك إيجيبت طرف الحديث، وقال إن افتتاح البنك آخر فرعين في المنيا وميت غمر بالدقهلية يأتي تأكيدًا على توجه التجاري وفا لتوسيع نطاق الانتشار الجغرافي والوصول لقرى ومحافظات مصر، واختيار المناطق التي تتواجد بها الفرص والشباب أصحاب الأفكار.
8 أفرع جديدة كمرحلة أولى في 2019
وردًّا على سؤال لجريدة «حابي» كشف الهاشمي عن أن خطة التوسع الجغرافي للعام 2019 تضم افتتاح 8 أفرع كمرحلة أولى، إلى جانب مركزين للأعمال مخصصين بالكامل لشريحة المشروعات المتوسطة والصغيرة، الأول في شارع عباس العقاد بمدينة نصر، والثاني في الأزاريطة بمحافظة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن مركزي الأعمال في طور البناء والتجهيز الآن وسيتم تدشينهما في غضون 3 إلى 4 أشهر المقبلة.
تدشين مركزي أعمال متخصصين في خدمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القاهرة والإسكندرية
وتابع الهاشمي، أن البنك نجح في بناء قاعدة أساسية خلال السنة الأولى وبداية العام الثاني من العمل في مصر، عبر خلق وتأسيس إدارات موازية داخل المركز الرئيسي لدعم خطط البنك في مصر في مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تم تأسيس هيكل جديد، لمديري علاقات العملاء RMS يهدف البنك من خلاله لتغطية كل منطقة صغيرة داخل محافظات مصر.
وأضاف الهاشمي، أنه تم تدريب وتخريج دفعتين داخل البنك، لإعداد وتجهيز 30 مديرًا لعلاقات العملاء، 15 في كل دفعة، لمدة تدريب أكثر من 5 أشهر، وتم تجهيزهم على أعلى مستوى لتقديم خدماتهم للعملاء من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ومن جانبه أكد هشام السفا، العضو المنتدب للتجاري وفا بنك إيجيبت، الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي، أن بنكه يطمح لتحقيق نتائج جيدة وقيمة مضافة في مجال الخدمات المصرفية لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تركز على عدة محاور من ضمنها تركيز كبير على شريحة المتوسط والصغير.
الأعمال الخاصة والمشروعات الصغيرة الحل الأمثل للبطالة
وقال السفا، إن المشكلات التي تواجهها مصر هي ذات المشكلات التي واجهتها تونس والمغرب العربي، فيما يخص البطالة ومعدلات التوظيف، وأن الاتجاه لتأسيس المشروعات والصناعات الصغيرة والأعمال الخاصة توجه عام لحل هذه المشكلات.
النصيحة والمشورة أكثر ما يهم أصحاب الأفكار ورواد الأعمال
وشدد السفا، أن تقديم النصيحة والمشورة هي أكثر ما يحتاجه ويفتقد إليه شريحة الشباب من أصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة، مؤكدًا أن الاحتياج للخدمات غير المالية والدعم الفني والإداري أعلى بكثير من احتياج هذه الفئة للتمويل البنكي.
وأضاف أن مشاركة بنكه في مباردة رواد النيل، تعتبر من أهم الخطوات التي تتماشى مع استراتيجية المجموعة لدعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدًا أن الخدمات التي ستقدمها مراكز التطوير عبر خطة استراتيجية تم رصدها، تعمل على تلبية احتياجات شرائح العملاء المستهدفة ودعم رواد الأعمال الصاعدين.
فيما قال الهاشمي، إن مركز تطوير الأعمال الذي تم افتتاحه كمرحلة أولى في خطة التجاري وفا لنشر مراكز الأعمال ضمن مبادرة رواد النيل، وذلك للحصول على النتائج والمؤشرات الأولية والإحصائيات التي سيتم بناء عليها رسم وصياغة خطة عمل المراكز.
وأكد الهاشمي، أن التجاري وفا إيجيبت سيسعى في المرحلة المقبلة لنشر مراكز تطوير الأعمال خارج نطاق القاهرة، في ضوء توجهات البنك المركزي للتركيز على المحافظات الأخرى ودعم أصحاب المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال فيها.
وبسؤاله عن عدد مراكز تطوير الأعمال التي يستهدف البنك تدشينها، أوضح الهاشمي أن تحديد عدد المراكز مرتبط بالتجربة الأولى، والتي سيتم صياغة الخطة المستقبلية بناء على نتائجها.
وأشار إلى أن مجموعة التجاري وفا بنك لديها تجربة ناجحة وقوية في المغرب وهي «دار المقاول» والذي تم تأسيسها لدعم أصحاب المقاولات الصغيرة بشكل أساسي، وتوفر منصة دار المقاول برامج تدريبية واستشارات وخدمات دعم فني وإداري لأصحاب الأفكار، وهناك متخصصون يردون على استفسارات أصحاب المشروعات أون لاين عبر المنصة.
كما أن هناك التزامًا بتوفير التمويل اللازم ورصد مبلغ سنوي يحدد من قبل رئيس مجموعة التجاري وفا مخصص لتمويل صغار المقاولين، لافتًا إلى أن المجموعة تخصص فرعًا بالكامل في منطقة لخدمة شريحة صغار المقاولين، ضمن برنامج «دار المقاول» إيمانًا بأن هذه الشريحة هي مستقبل كل بلد كما أنها مسقبل مجموعة التجاري وفا.
وأكد الهاشمي، أن مصرفه يركز منذ بدء تواجده في السوق المصرية على تمكين قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي إطار ذلك تم عقد مجموعة من البرتوكولات التي تهدف إلى تمويل ودعم هذه المشروعات، موضحًا أن افتتاح مركز تطوير الأعمال يهدف لتقديم العديد من الخدمات، التي تتضمن رعاية الأفكار، وتأسيس المشروعات الجديدة، وإرشاد العميل للخطوات والإجراءات والمستندات المطلوبة لتسجيل النشاط، والمساعدة في إعداد دراسة جدوى متكاملة للمشروع.
ولفت الهاشمي، إلى أن ركائز استراتيجية التجاري وفا تعتمد بشكل أساسي على العمل على تطوير ودعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسط بالتوازي مع توجهات البنك المركزي والحكومة المصرية لدعم هذا القطاع الاقتصادي الحيوي.
وأشارت صقر، إلى أنه في إطار توجهات مصرفها تم عقد عدة مشاركات منها اتفاقيات في قطاع التأجير التمويلي لدعم شريحة شركات SMEs، وكذلك بروتوكول الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، كما تم إطلاق منتدي نادي إفريقيا للتنمية والذي يساعد صغار المستثمرين على النفاذ للأسواق الإفريقية ويعمل على تنشيط الصادرات المصرية.
فيما ذكر الهاشمي، أن نحو 50 مستثمرًا مصريًّا شارك في منتدي إفريقيا للتنمية الذي عقدته المجموعة في مارس الماضي بالدار البيضاء، وعقدوا أكثر من 600 لقاء B2B، وهذا يؤكد اهتمام الشركات المصرية بالتعاون مع الأسواق الإفريقية، ويتيح للتجاري وفا بنك لعب دور همزة الوصل وقناة الاتصال بين السوق المصرية وغرب إفريقيا.
وأضاف أن بنكه عقد اتفاقية مع شركة ضمان مخاطر الائتمان التابعة للبنك المركزي المصري، بهدف تسريع الأعمال الخاصة بطلبات التمويل التي قد ترتفع نسب المخاطر فيها نسبيًّا.
كما قال الهاشمي، إن البنك يعمل حاليًا على تطوير عدة منتجات منها Online Trade الذي سيمكن العملاء من فتح الاعتمادات المستندية عبر الإنترنت دون الحاجة للذهاب لفروع البنك، وسيتم تدشين باقة الخدمات الجديدة في غضون الشهور القليلة المقبلة.
وحول خطة البنك لافتتاح فروع إلكترونية خلال المرحلة المقبلة، قال الهاشمي، إن البنك لديه رؤية مختلفة حيث سيتم تخصيص جزء في الفروع التقليدية التي سيتم افتتاحها لتقديم الخدمات المصرفية الرقمية، وقد يتم مد ساعات العمل فيها لفترة أطول طبقًا للموافقات التي سيتم الحصول عليها من قِبل البنك المركزي.
ننتظر موافقة البنك المركزي لتقديم خدمات الإنترنت البنكي للشركات وتدشين الموبايل البنكي
فيما أكدت صقر، أن حرص البنك على مواكبة التطور في الخدمات المصرفية الإلكترونية، وسيعمل على توفير الحلول الرقمية داخل شبكة الفروع، إلى جانب تدشين عدد من المنتجات والخدمات الجديدة، وكشفت عن تقدم مصرفها بطلب إلى البنك المركزي لطرح منتج للشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة عبر الإنترنت البنكي، إلى جانب انتظار الموافقات الخاصة بالموبايل البنكي.
وفي سياق آخر قالت صقر، إن مصرفها يولي اهتمامًا كبيرًا بدعم ريادة الأعمال، سواء عبر تقديم الخدمات المصرفية أو الخدمات غير المالية التي سيتيحها عبر مراكز تطوير الأعمال التابعة لمبادرة رواد النيل، والتي تمكن البنك من تشبيك رواد الأعمال مع سبل التمويل المختلفة مع جهات التخصيم والتأجير التمويلي وصناديق رأس المال المخاطر.
وتعد مهمة مراكز BDS Hubs دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وتزويدها بخدمات غير مالية وتمكينها من الحصول على التمويل والتواصل مع جميع مقدمي الخدمات، وتتميز بتصميم موحد من حيث الشكل الخارجي والداخلي والهيكل الوظيفي ودرجة كفاءة الموظفين وكذلك نموذج عمل موحد وشبكة معلومات متصلة بين كل المراكز ومنصة مشاريع مصر التي تم تدشينها مع مبادرة رواد النيل.
وتقدم المراكز عدة خدمات منها ربط المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم بشركائها في سلسلة التوريد من خلال شركاء رواد النيل، والتشبيك مع برامج الدعم الفني بالمبادرة ومنها التصميم، والتحدي، والنمو، وكذلك دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوصول إلى الأسواق المستهدفة عبر الربط مع برامج تأهيل التصدير.
وأكدت صقر، حرص البنك على التواصل مع شريحة الشباب ورواد الأعمال لاختيار الأفكار الواعدة ورعايتها، والمساهمة في رفع الوعي الخاص بالخدمات المصرفية المختلفة، وأن مركز تطوير الأعمال الذي تم افتتاحه سيقوم بدور حلقة الوصل بين الشركات ورواد الأعمال وسلاسل الإمداد والسوق المحلية والتصدير، بما يدعم نمو الاقتصاد المصري.