اقتحام إفريقيا على رأس خريطة إيجيترانس التوسعية.. وليبيا والسودان أبرز المستهدفين

عبير لهيطة: ندرس فرص الاستثمار في تكنولوجيا اللوجستيات

aiBANK

شاهندة إبراهيم _ قالت عبير لهيطة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل إيجيترانس، إن إيرادات النشاط خلال النصف الأول من 2021 ارتفعت بنسبة 6.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويأتي ذلك على الرغم من استمرار تأثير جائحة كورونا، إلا أن صافي الأرباح بعد الضرائب تقلص خلال المدة نفسها بنحو 98%.

أضافت لهيطة في تصريحات لجريدة حابي، إن التراجع في صافي الربح حجب ما استطعنا تحقيقه من تحسن في أداء الشركة بمجال توليد الإيرادات والتدفقات النقدية، وذلك نتيجة النفقات التشغيلية غير المتكررة التي وجهت خلال النصف الأول، بالإضافة لزيادة المبالغ الموجهة لمبادرات التطوير الاستراتيجي، والتي من شأنها تمهيد الطريق نحو تحقيق المزيد من النمو والتحسن في الأداء المستقبلي لإيجيترانس.

E-Bank

وتابعت: «من المتوقع خلال النصف الثاني تحقيق تحسن واضح في أداء الأعمال مقارنة بالنصف الأول، مع وجود تأثير مرة أخرى لبعض النفقات غير المتكررة والنفقات المرتبطة باستمرار عمليات التطوير الاستراتيجي».

ونوهت لهيطة، بأن نتائج الأعمال تطابقت بشكل جزئي مع التوقعات الموضوعة، إذ إن نظرة الشركة لعام 2021 كانت متحفظة إلى حد ما، حيث توجد حالة من عدم اليقين نتيجة التقلبات الشديدة في حركة التجارة والنقل والملاحة، بالإضافة لوجود ضغوط تنافسية مرتفعة مع تقلص حجم السوق، ويأتي ذلك تحديدًا مع تأجيل عدد من مشروعات البنية التحتية نتيجة جائحة كورونا، علاوة على أن إدارة الشركة قررت اعتبار 2021 عامًا لإعادة الهيكلة وتنفيذ التحول الاستراتيجي استعدادًا لتحقيق عدد من الأهداف التوسعية في المرحلة المقبلة.

وأوضحت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل، أن التحدي الأساسي الذي واجه أعمال الشركة هو كيفية تعويض ما حدث من تقلص في الربحية، حيث تأثرت نتائج الأداء كباقي الكيانات العاملة في السوق المحلية، بفعل حالة الإغلاق الاقتصادي التي فرضتها جائحة كورونا، مع توقف التجارة العالمية بشكل شبه كامل مما أثر على مسيرتها.

وأفادت بأن الإيرادات تقلصت بمعدل 12% مقارنة بعام 2019، مشيرة إلى أن من المتغيرات التي أحدثتها جائحة كورونا على القطاع، زيادة نسبة التخزين نتيجة الركود وتخوف المستثمرين، حيث أصبح المورد الأقرب هو المطلوب، لا سيما مع التقلبات التي شهدتها حركة الملاحة بكل أنواعها (الطيران – السفن).

ومع بداية الربع الأخير من عام 2020 بدأت الحركة تعود أدراجها، كما شهد النصف الأول من العام الجاري نشاطًا أكثر، وقالت: «نأمل أن تستمر السوق في التعافي مما يمكنا من مواكبة التوقعات والأهداف التي تضعها الشركة”.

ولفتت لهيطة، إلى أن الحكومة أطلقت العديد من المبادرات لدعم القطاع الخاص، وخاصةً لسوق النقل والملاحة، ومن بينها: مبادرة التطوير والميكنة والتي من شأنها الإسراع في أداء عمليات الإفراج الجمركي، وكذلك إتمام الإجراءات من خلال نافذة واحدة، وهو ما يتعلق بعمل الشركة بشكل مباشر والتي تقدم خدمات التخليص والإفراج الجمركي للعملاء.

ومن الجدير بالذكر أن إيجيترانس حصلت على شهادة الفاعل الاقتصادي المُعتمد من برنامج AEO من الفئة الذهبية، والتي تعتبر أحد المعايير الدولية التي تُطبقها منظمة الجمارك العالمية لتأمين وتيسير التجارة الدولية.

وأشارت إلى أن هذه الشهادة تكفل للشركة التمتع بالعديد من المزايا ومنها: الأولوية في تسجيل الإقرارات الجمركية والفحص، فضلًا عن تخصيص لجنة لشحنات الشركة، إلى جانب التفتيش الجمركي بمقرها، بالإضافة إلى العديد من المميزات الأخرى اتي استحقتها «إيجيترانس» نتيجة التزامها بالمعايير التي وضعها برنامج AEO الذي يهدف بدوره لتأمين وتيسير التجارة الدولية بالتعاون مع مصلحة الجمارك المصرية.

وذكرت أن «إيجيترانس» تتمتع بقدرة كبيرة في مواجهة التحديات، سواء على مستوى القطاع أو الاقتصاد بشكل عام، فهي شركة تمتلك من التاريخ والخبرة ما يؤهلها للحفاظ على مكانتها من خلال ما تنفذه من قواعد الحوكمة والعمل المؤسسي والفكر الاستراتيجي، وملاءتها المالية القوية، بالإضافة إلى ريادتها بصناعة نقل المشروعات في السوق المصرية، إذ إن كل هذه العوامل تساعد في مواجهة أي عراقيل أو نقاط ضعف من الممكن أن تقابل الشركة في أي وقت.

وأبرزت لهيطة التحديات المتوقعة بالنصف الثاني من العام الحالي، في القدرة على مواكبة التقلبات المستمرة في سوق الملاحة وأسعار الشحن، بالإضافة إلى سرعة الاستجابة للتطورات والتغييرات في منظومة العمل بمصر.

وذكرت أن شركتها وضعت أهداف أداء وتعمل على بلوغها في النصف الثاني من العام الحالي، حيث تستهدف تحقيق زيادة ملموسة في عدد العملاء وحجم أعمالهم من خلال خطة تسويقية وبيعية جديدة مصحوبة بتنمية قدراتها في مجال النقل الثقيل والتخزين.

وأوضحت أن قطاع النقل يشهد منافسة قوية نظرًا لأهميته وحيويته، و»إيجيترانس» تمتلك خبرة تقترب من نصف قرن في هذا النشاط مما يؤهلها لمواجهة أسلحة المنافسة التي تتلخص دائمًا فيما تقدمه الشركة من خدمات متميزة تجعل منها الاختيار الأول للعملاء بحسب وصفها، مضيفة أن المنافسة تشتعل مع زيادة الحركة وهو ما نتوقعه في حالة شهد السوق المزيد من الانفتاح خلال النصف الثاني من 2021.

واستطردت: من المتوقع أن يتمتع قطاع اللوجيستيات بفرص نمو تصل إلى 8% سنويًّا على مستوى العالم، حيث إنه يمثل 4.3% من الناتج القومي لمصر، في حين أنه يمثل 20% عالميًّا مما يعنى أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة.

وقالت: تشير التوقعات إلى أن هذا القطاع سيكون من أكثر النشاطات الجاذبة للاستثمار في الفترة الراهنة، وقد تتجاوز النفقات على الخدمات اللوجيستية في مصر حاجز الـ 50 مليار دولار بحلول عام 2024، ويأتي هذا من منطلق توجه الدولة للاستثمار والتنمية في مشروعات الطاقة والبنية التحتية وغيرها من العديد من المشروعات.

وكشفت لهيطة، عن أن مجلس الإدارة وافق بشكل مشروط على عرض غير متكامل الأعمال مع إتش آيه يوتيليتيز بي. في شركة المرافق الهولندية، وهي تابعة لمجموعة حسن علام القابضة، بحيث تستحوذ إيجيترانس على نسبة 100% من أسهمها، في مقابل زيادة رأسمال في الأخيرة.

وقام مجلس الإدارة بالموافقة على عمل دراسة للقيمة العادلة لأسهم كل منهما بواسطة المستشار المالي المستقل، شركة جرانت ثورنتون للاستشارات المالية، فبالإضافة إلى ما بين الكيانين من توافق وتكامل استراتيجي في الأنشطة فلا شك أن تبادل الخبرات بينهما سيشكل نقلة نوعية في المستقبل القريب، كما تمثل هذه الصفقة خطوة في استراتيجية التوسع التي تنفذها إيجيترانس في الأسواق الداخلية والخارجية، وخاصة قارة إفريقيا التي توليها الشركة اهتمامًا خاصًّا كسوق واعدة.

وأضافت، إن «إيجيترانس» تعمل دائمًا على دراسة كل السبل التي من شأنها دعم الأنشطة، وتدرس حاليًا فرص الاستثمار في تكنولوجيا اللوجستيات، وذلك بهدف تحقيق مستوى أعلى وأسرع في الخدمات التي تقدمها الشركة.

ولفتت إلى أن شركتها تتابع عن كثب ما توصلت إليه التكنولوجيا وما أحدثته من تطور هائل في قطاع التجارة الإلكترونية، وكيف سهلت الكثير من خطوات العمل وخاصةً مع جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، ومنها مجال اللوجيستيات والنقل والتخزين، بالإضافة إلى الاهتمام بالشركات المتوسطة والصغيرة وقطاع ريادة الأعمال، وقد تم الإعلان عن التعاون مع محفزات الأعمال Cash Cows و pmaestro لإطلاق برنامج Egytrans Startup Factory

كما تقوم الشركة منذ بداية العام بحركة كبيرة في إطار إعادة الهيكلة والتطوير بجميع الإدارات بهدف تقديم أفضل مستوى من الخدمة في قطاع اللوجيستيات والنقل.

وأفصحت عن أن الشركة تدرس اقتحام الأسواق الخارجية وخاصة الإفريقية منها، حيث تركز على السوقين الليبية والسودانية بشكل كبير، ودول إفريقيا بشكل عام وخاصةً مع ما تشهده من طفرة كبيرة في مشروعات البنية التحتية والطاقة الكهربائية، ولا تغيب السوق الأوروبية عن خطط الشركة المستهدفة أيضًا، ولكنها تأتي في مرحلة تالية، فالاهتمام الأول بعد السوق المحلية هو إفريقيا.

وقالت لهيطة: إن إيجيترانس تعمل جاهدة على إقامة الشراكات المثمرة، حيث يتوفر لديها شبكة قوية من الوكلاء مما يساعدها على توصيل البضائع من وإلى أكثر من 400 نقطة حول العالم، كما يوجد لدى الشركة تحالفات مع عدد من شركاء الأعمال الذين يكملون سلسلة الإمداد الخاصة بها، والتي تمكنها من تقديم حلول متكاملة تغطي جميع احتياجات عملائها في نقل بضائعهم من الباب إلى الباب.

وأضافت: الشركة تدرس الفرص المناسبة لاستراتيجيتها التوسعية الطموح وإمكانية التحالف مع مختلف الجهات سواء مع القطاع الخاص أو الحكومة لتحقيق ذلك.

وفي سياق مختلف، أعلنت عن أن شركتها تأمل في أن يكون الأداء أفضل في النصف الثاني من العام الجاري، ولكن لا يجب أن نغفل ما تشهده جائحة كورونا من تطورات، فحركة العمل بالأسواق تسير تبعًا لما يطرأ من تطورات عالمية ومحلية خاصة بالفيروس، ولكن بشكل عام نتوقع الخير ونعمل جاهدين لتحقيق أهدافنا خاصة مع التخطيط المتواصل لتطوير الخدمات المقدمة للعملاء، وهذا بالتوازي مع خريطة التوسع المستمرة بدراسة الأسواق الداخلية والخارجية.

نبدأ خطة التحول الرقمي لجميع الأنشطة .. خلال عامين

وبينّت أن الشركة ستبدأ في تنفيذ خطة خلال العامين المقبلين للتحول الرقمي لجميع أنشطتها، والعمل على رفع القدرة التكنولوجية، إلى جانب تنويع المنتجات المقدمة للعملاء.

وأنهت حديثها بأنها تنتظر المزيد من المبادرات الخاصة بتيسير الأعمال في قطاع النقل والملاحة، نظرًا لأنه حيوي ودائم الحركة، ويحتاج باستمرار إلى مواكبة أحدث التطورات العالمية، والمزيد من التطوير للبنية التحتية والتسهيل للإجراءات وأنظمة العمل.

وأكدت أن الحكومة تعمل بالفعل على ذلك، حيث قامت بتطوير عدد من المرافق والموانئ والطرق البرية واستحداث أنظمة رقمية جديدة لتحسين الأداء.

 

الرابط المختصر