كريم هلال: التحديات الاقتصادية أثرت سلبا على الاستثمار بالشركات التكنولوجية
هدف التحول الرقمي وراء مراهنة صناديق الاستثمار على القطاع
رنا ممدوح _ يرى كريم هلال رئيس مجلس إدارة شركة سيكونس فينشرز ، أن التحديات الاقتصادية التي شهدتها دول العالم ومن ضمنها مصر أثرت سلبًا على أحجام الاستثمار في شركات التكنولوجيا، معلقًا: “أصبح رأس المال جبانًا في الفترة الراهنة”.
وقال كريم هلال في تصريحات لجريدة حابي، إن التدفقات النقدية في شركات رأسمال المخاطر كالتكنولوجية والناشئة تراجعت في الفترة الأخيرة، بسبب اضطراب مناخ الاستثمار بصفة عامة، والذي أدى إلى ارتفاع أحجام المخاطر الناتجة عن تذبذب المؤشرات الاقتصادية، بالإضافة إلى مخاطر المجال نفسه.
وتطرق إلى بعض الأسباب التي أدت إلى تراجع الاستثمار في شركات التكنولوجيا، وأبرزها التحديات التي واجهت بعض الشركات الناشئة مثل كابيتر وسويفل، والتي أدت إلى تغيير السيناريوهات المتوقعة تجاهها بعد تعرضها لمخاطر بسبب التحديات الاقتصادية.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة سيكونس فينشرز، أنه على الرغم من حجم المخاطر التي طالت شركات التكنولوجيا مؤخرًا، إلا أن هناك صناديق استثمار ما زالت تراهن على القطاع التكنولوجي باعتباره العالم الجديد للمرحلة القادمة، في إطار منهج أغلب الدول حاليًا في التحول الرقمي.
ولفت هلال إلى أن القطاع المصرفي بقيادة البنك المركزي المصري كان من أبرز الأسباب التي دفعت الصناديق للتسابق على الدخول بالشركات التكنولوجية، وذلك بعد أن قرر تحقيق التحول الرقمي على جميع البنوك واستخدام تكنولوجيا الفنتيك.
وتابع: ليس فقط القطاع المصرفي هو حامل راية الفنتيك، والسبب الوحيد وراء اتجاه صناديق الاستثمار للمراهنة على القطاع التكنولوجيا، ولكن هناك كيانات مقيدة داخل البورصة المصرية برحلة صعود تؤكد أن هذا القطاع هو الورقة الرابحة والحصان الأسود للمرحلة القادمة، مثل شركتي إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية وفوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية.
نموذج العمل الأفضل يجب أن يركز على النمو المستدام أكثر من زيادة قاعدة العملاء
ووضع رئيس مجلس إدارة شركة سيكونس فينشرز، تصورًا للنموذج الأفضل أن يحكم عملية الاستثمار في شركات التكنولوجيا من قبل الصناديق وشركات الاستثمار المباشر، مؤكدًا على ضرورة عدم الانسياق وراء القيم المبالغ فيها والتي لم تبن على أساس منطقي.
وأكد كريم هلال على ضرورة دراسة معدلات نمو الشركة المرغوب في الاستثمار داخلها، والتأكد من أنه ضمن أهداف أخرى وليس الهدف الوحيد، موضحًا أن أغلب العقبات التي تقع فيها الشركات التكنولوجية وخاصة الناشئة تكون بسبب الإسراف في الإنفاق لزيادة قاعدة المستهلكين أو المستخدمين للتطبيق في أسرع وقت بدون أي اعتبارات.
وقال: “إن تنمية قاعدة العملاء هدف محوري في استراتيجية الشركات التكنولوجية، ولكن الهدف الرئيسي يجب أن يكون في التمويل المستدام”، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق مزيد من الحوكمة من قبل المستثمرين الذين يضخون أموالهم في تلك الشركات.
ونوه رئيس مجلس إدارة شركة سيكونس فينشرز، إلى أن نموذج العمل المحترف في عملية الاستثمار بالشركات التكنولوجية يجب أن يدرس مؤسس (صاحب الفكرة) والتأكد من جدية استراتيجيته في السوق والتحقق من سجله الائتماني.
واستبعد هلال أن يفقد المستثمرون شهيتهم تجاه شركات التكنولوجيا باعتبارها الحصان الأسود القادم، لافتًا إلى أن معايير الاستثمار وأيضًا تقييم الشركات من شأنها أن تتغير وفقًا للتغيرات الأخيرة مع التشديد على الرقابة، مشيرًا أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض أحجام الشركات الجديرة بالاستثمار.
وعلى صعيد أعمال شركة سيكونس فينشرز قال هلال إن وتيرة الاستثمارات الجديدة تباطأت على الرغم من وجود شهية الاستثمار، وأرجع ذلك إلى تداعيات التحديات الاقتصادية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الشركة تركز على استثماراتها الحالية ولا توجد خطط على الأجندة.