العربية نت _ تخطط مجموعة أداني الهندية لسداد مسبق لقرض معبري قيمته 500 مليون دولار مستحق الشهر المقبل بعد أن امتنعت بعض البنوك عن إعادة تمويل الدين في أعقاب تقرير “هيندنبورج” أدى إلى تراجع أصول المجموعة.
وكان “باركليز بي إل سي“، و”ستاندرد تشارترد”، و”دويتشه بنك إيه جي”، من بين البنوك التي أقرضت شركة “أداني” 4.5 مليار دولار لتمويل شراء أصول الأسمنت التابعة لشركة “Holcim Ltd” العام الماضي. جزء من هذا القرض مستحق في 9 مارس.
وكان المقرضون يجرون محادثات لإعادة تمويل القرض لنحو أسبوع قبل نشر تقرير “هيندنبورج”، وفقاً لما نقلته “بلومبرج” عن مصادر.
وقالت المصادر، إن تلك المفاوضات تعثرت بعد أن أدى التقرير الذي يزعم الاحتيال إلى عمليات بيع واسعة النطاق، مما قلل من رغبة البنوك في إعادة التمويل.
ويعد هذا التطور هو أول علامة ملموسة على أن البنوك العالمية أصبحت أكثر حذراً من تمويل امبراطورية أداني ويتزامن مع تعليقات من شركة “توتال إنرجي” الفرنسية بأن خطة بمليارات الدولارات لإنتاج الهيدروجين الأخضر مع رجل الأعمال الهندي قد تم تعليقها، وفي انتظار عمليات تدقيق مجموعته.
بدورها، قالت شركة “MSCI Inc” يوم الأربعاء، إنها ستراجع أهلية بعض الأوراق المالية لمجموعة “أداني” المدرجة في مؤشراتها المعيارية، في حين أن مديري الأصول الرئيسيين في اليابان يكثفون الإفصاح عن الصناديق التي لديها تعرض لأسهم المجموعة الهندية، وهي علامات على التقلب بين المستثمرين الدوليين والتي يمكن أن تثبط الارتفاعات الوليدة في أسهم “أداني”.
وقال متحدث باسم شركة أداني إن المجموعة كانت تجري محادثات مع البنوك لإعادة تمويل جزء من القرض لكن المجموعة تخطط لدفعه مقدماً. وقال المتحدث إن المناقشات مع البنوك لم تتوقف.
وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي تتخذ فيها المجموعة خطوات لسداد الديون مقدماً في الوقت الذي تكافح فيه لاستعادة ثقة المستثمرين ووقف تراجع الأسهم. وقالت المجموعة يوم الاثنين، إن الملياردير غواتام أداني وعائلته دفعوا قروضاً بقيمة 1.11 مليار دولار مدعومة بالأسهم.
وفي حين أنه من الإيجابي أن المجموعة قادرة على سداد مثل هذه الالتزامات، فإنها تؤكد أيضاً أن الارتفاع المفاجئ في العوائد على ديون أداني بعد تقرير “هيندنبورغ” سيجعل إعادة تمويل تلك الأوراق المالية باهظة التكلفة. كما تثير عمليات السداد تساؤلات حول المقدار الذي يمكن أن تستخدمه الشركات من الكومة النقدية لسداد ديونها دون إعادة التمويل.
على الجانب الآخر، تكثف البنوك العالمية من رقابتها على المجموعة في أعقاب تقرير “هيندنبورغ”. إذ أوقفت ذراع إدارة الثروات التابعة لـ “سيتي جروب” قبول الأوراق المالية لمجموعة “أداني” كضمان لقروض الهامش، في أعقاب خطوة مماثلة من قبل مجموعة “كريدي سويس”.
ارتفعت أسهم مجموعة أداني هذا الأسبوع بعد سداد الديون وتغطية مراكز البيع على المكشوف.
وصعدت 7 من الأسهم العشرة للمجموعة في جلسة الأربعاء، مع صعود شركة “Adani Enterprises” الرائدة بنسبة 20% بعد أن قفزت إلى أعلى مستوى منذ عام 2020 في اليوم السابق. وتضاعف السهم أكثر من المستوى المنخفض الذي سجله خلال عمليات البيع الأخيرة.