سامح سعد: نسبة نجاح ضئيلة لإستراتيجية القاهرة الكبرى الجديدة.. وتحتاج إلى مجهود كبير للتنفيذ
أسعار الإقامة المرتفعة والسلوكيات الخاطئة ضد السياح أبرز المعوقات
حمدي أحمد _ قال سامح سعد العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، إن وزارة السياحة تحاول تقديم منتج جديد للقاهرة الكبرى من خلال إستراتيجية جديدة، ولكن تنفيذها يحتاج إلى مجهود ووقت طويل.
أضاف سعد، أن هذه الإستراتيجية قد تنجح ويكون لها مردود جيد، ولكن بأعداد بسيطة من الـ 15 مليون سائح الذين يأتون إلى مصر سنويًا، نتيجة وجود عدة مشكلات تواجه قطاع السياحة حاليًا، وخاصة في مناطق القاهرة.
وأوضح العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، أنه لكي تنجح هذه الإستراتيجية يجب في البداية أن نحدد نوعية السائح المستهدف منها، لأننا لدينا أنواع مختلفة من السياحة، فهل نستهدف سائح الإقامة أم الترفيهية أم الثقافية، بالإضافة إلى الجنسيات، وبالتالي يجب تحديد النوع والجنسيات بدقة، لأن السياح العرب مثلًا من الممكن أن يقيموا في مصر 12 يومًا، ويستطيعوا التعامل مع الأجواء المصرية سواء في المواصلات أو الخدمات المقدمة وغيرها، وبالتالي هذا النوع من السياح من الممكن أن يتخذ قرار الإقامة في مصر هذه المدة، وزيارة القاهرة التاريخية والمتاحف والأماكن الأثرية المختلفة بها.
وتابع: «أما السائح الأوروبي والأمريكي فإن 90% منهم يأتون إلى مصر ارتباطًا ببرنامج مع شركة سياحة، خلال فترة سفر محددة غالبًا ما تكون أسبوعًا أو 10 أيام يزور فيها القاهرة والأقصر وأسوان معًا وليس القاهرة فقط، وهذا البرنامج يكون معدًّا مسبقًا، ولكن هناك قلة منهم تصل نسبتها إلى 1% يأتون إلى القاهرة بشكل منفرد ويحجزون في فنادق وسط المدينة الصغيرة، للتجول فيها بحرية كما يشاؤون، ولكن هذه النوعية من السياح تكاد تكون اختفت بعد 2011، بسبب زيادة معدلات التحرش والسلوكيات الخاطئة بعد هذا العام، حيث كانوا يعتبرون ذلك نوعًا من المغامرة، ولكن بعد 2011 امتنعوا عن القيام بذلك».
وأشار سعد، إلى أن الحكومة يجب أن تحدد نوعية السائح المستهدف بشكل دقيق حتى تحقق الاستفادة من هذه الإستراتيجية، لأن سائح الإقامة غالبًا لا يأتي إلى القاهرة، ويتجه إلى شرم الشيخ والغردقة للاستجمام والاستمتاع بالجو الدافئ في مصر مقارنة بالأجواء الباردة في بلاده، كما أن السائح الذي تعدى عمره الـ 60 عامًا لن تصلح معه القاهرة وأجواؤها، لأن مناخها ملوث بالنسبة له، ولا يستطيع الذهاب والتحرك بين مناطقها الأثرية المتنوعة يوميًّا، وبالتالي يجب استبعاد هذا النوع من الإستراتيجية.
ولفت العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، إلى أن ركوب تاكسي أو أوبر في القاهرة حاليًا أصبح مغامرة ضخمة، بسبب السلوكيات الخاصة بالسائقين وطلب أجرة أكبر من العادية ومحاولة استغلال السائح بأي شكل، وهذا يضر بالسياحة المصرية كثيرًا، ولذلك دائمًا ما نقول إن مصر تمتلك مقومات سياحية لكننا لسنا دولة سياحية للأسف.
كما أن أسعار الفنادق في القاهرة تصل إلى 200 دولار في الليلة، والسائح لن يدفع هذا المبلغ لمدة 12 يومًا مقابل زيارة بعض الأماكن التاريخية فقط في النهاية، وقد يتم معاملته معاملة سيئة من سائقي التاكسي وعمال البازارات، فضلًا عن التحرش وغيرها من السلوكيات الخاطئة، ولذلك هذه الإستراتيجية نظرية أكثر منها واقعية، وتحتاج إلى وقت ومجهود كبير لتنفيذها.
وطالب سعد، بضرورة إصدار قوانين بعقوبات مغلظة بالحبس والغرامة ضد التحرش بالسائح ولو بالنظر وليس بالجسد فقط، مع وضع برامج توعوية طويلة المدى في وسائل الإعلام عن كيفية معاملة السائح، وبرامج دراسية مكثفة عن أهمية السياحة وأنها مصدر رزق كبير للمصريين.