النفوذ يشعل المنافسة بين نتفليكس وباراماونت على وارنر براذرز ديسكفري
رويترز_ قدمت شركة باراماونت سكاي دانس عرضًا عدائيًا بقيمة 108.4 مليار دولار للاستحواذ على شركة وارنر براذرز ديسكفري، في خطوة تصعّد من حدة المنافسة مع العرض المنافس المقدم من نتفليكس، وتثير تساؤلات واسعة حول مستقبل واحدة من أعرق شركات الإعلام والترفيه في هوليوود.
ويأتي هذا التطور بينما تستعد وارنر براذرز ديسكفري لعملية إعادة هيكلة جديدة، تُعد الرابعة منذ عام 2000، في ظل تغيرات متسارعة تشهدها صناعة البث الرقمي والإنتاج السينمائي عالميًا.



وتشير التقديرات إلى أنه في حال نجاح باراماونت في إتمام الصفقة، فإنها ستتجاوز ديزني في المنافسة السوقية، ما قد يسهم في إعادة رسم خريطة سوق شباك التذاكر في الولايات المتحدة وكندا.
ورغم حفاظ منصة ديزني+ على موقعها كمنافس قوي في سوق البث، بنسبة مستخدمين نشطين شهريًا تبلغ 15% عبر تطبيقاتها العالمية، إلا أن معدلات تفاعل المستخدمين لا تزال أقل من تلك الخاصة بـ Netflix وHBO Max، وفقًا لبيانات شركة Sensor Tower المعنية بتحليلات السوق.
ومن المتوقع أن يدعم الاستحواذ المحتمل المحتوى المملوك لباراماونت، خصوصًا مع انضمام مكتبة أعمال HBO Max التي حصدت إشادات نقدية واسعة، وعلى رأسها “صراع العروش”، و“الخلافة”، إلى جانب أعمال كلاسيكية راسخة مثل “ذا واير” و“ذا سوبرانو”.
في المقابل، يواصل يوتيوب، التابع لشركة ألفابت، هيمنته على سوق البث، مستحوذًا على الحصة الأكبر من وقت مشاهدة التلفزيون، مدعومًا بمزيج من المحتوى المُنتج من قبل المستخدمين، وإيرادات الإعلانات، والخدمات المدفوعة.
وكانت منصة البث التابعة ليوتيوب قد أعلنت في مارس وصول عدد مشتركيها المدفوعين إلى أكثر من 125 مليون مشترك، رغم أن هذه الأرقام تشمل المسجلين في الفترات التجريبية المجانية. كما بلغ عدد المستخدمين النشطين شهريًا لتطبيقات يوتيوب على الهواتف المحمولة نحو 2.9 مليار مستخدم في الربع الحالي، متفوقًا على إجمالي المستخدمين النشطين شهريًا لمنصات البث الكبرى، مثل نتفليكس، وديزني+، وHBO Max، وباراماونت+، وبيكوك، بحسب بيانات Sensor Tower.

ووفقًا لبيانات نيلسن، تصدّر يوتيوب قطاع البث في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر بنسبة مشاهدة بلغت 12.9%، تلاه نتفليكس بنسبة 8%. وفي المقابل، لم تتجاوز حصة وارنر براذرز ديسكفري 1.3% في الشهر نفسه.
وشهدت أسهم وارنر براذرز ديسكفري ارتفاعًا بأكثر من 4% عند إغلاق تعاملات الاثنين، مع تصاعد التوقعات بأن صفقة بيع الشركة ستكون من أبرز الأحداث التي قد تعيد تشكيل صناعة الإعلام خلال المرحلة المقبلة.
وبقيمة سوقية تتجاوز 60 مليار دولار، تضاعفت أسهم الشركة منذ بداية ظهور تقارير حول اهتمام باراماونت بالاستحواذ عليها في سبتمبر الماضي.
وقال روس بينيس، محلل eMarketer، إن باراماونت ونتفليكس تُعدّان من أكبر المنفقين على المحتوى عالميًا، مؤكدًا أن الاستحواذ المحتمل لأي منهما على وارنر براذرز ديسكفري سيجذب تركيزًا كبيرًا على حجم الإنفاق على المحتوى، مع احتمالات إثارة مخاوف مرتبطة بمكافحة الاحتكار.
وأشار إلى أن أعمال باراماونت تتداخل بشكل أكبر مع وارنر بسبب الإصدارات السينمائية، فيما يظل حجم الاستثمار في المحتوى نقطة حساسة قد تخضع لتدقيق تنظيمي.

وتُقدَّر ديون وارنر براذرز ديسكفري بحوالي 35 مليار دولار، ما يجعل أي صفقة استحواذ مصحوبة بعبء مالي كبير. وكانت الشركة قد رفضت في السابق عروضًا من باراماونت، قبل أن تتطور المفاوضات إلى عرض عدائي بقيادة ديفيد إليسون.
كما أدى اندماج وارنر ميديا وديسكفري في عام 2022 إلى تراكم مديونيات ضخمة أعاقت تنفيذ المبادرات الاستراتيجية طويلة المدى للشركة.
وتشير التوقعات إلى أنه بموجب الصفقات المحتملة، ستتحمل باراماونت ديونًا تُقدّر بنحو 30 مليار دولار من وارنر براذرز ديسكفري، بينما ستتحمل نتفليكس ديونًا تُقدر بحوالي 10 مليارات دولار في حال نجاحها في الاستحواذ.










