العربية نت : قال الخبير الاقتصادي محمد العريان، إن عمليات البيع التي شهدتها أسواق الأسهم العالمية أمس الاثنين، بسبب أزمة مجموعة إيفرجراند الصينية، تشير إلى أن المستثمرين يعيدون النظر في مدى استدامة الاستثمار في بكين.
شبح إفلاس إيفرجراند الصينية يعمق خسائر العملات المشفرة
واستشهد العريان بالحملة التنظيمية المستمرة في بكين وأزمة المطور العقاري إيفرجراند، الذي يعمل على تجنب التخلف عن سداد ديون ضخمة بقيمة 300 مليار دولار مستحقة يوم الخميس.
وبحسب ما ورد، بدأ المطور العقاري، ثاني أكبر شركة في الصين، في عرض سداد ديون المستثمرين بخصم.
وأدت المخاوف من انهيار إيفرجراند وإلحاق الضرر بالاقتصاد الصيني الأوسع إلى انخفاض مؤشر هانغ سينغ، في هونج كونج بنسبة 3.3% مع هبوط أسهم العقارات.
وخلال الجلسة في أمركيا، انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2% على الأقل وخسر مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 800 نقطة. وفي أوروبا، تراجع مؤشر داكس الألماني بأكثر من 2%.
ويرى العريان أن عدوى إيفرجراند بدأت تظهر بالفعل في الأسواق، كما يأتي في الوقت الذي فرضت فيه بكين قيوداً وتغييرات في القواعد على مجموعة واسعة من الشركات في الأشهر الأخيرة.
وقد حثت شركات التكنولوجيا ومقدمي التعليم وخدمات توصيل الطعام وغير ذلك على إصلاح ممارساتهم التجارية، مع موضوع ثابت يتمثل في تأكيد الدولة للسيطرة على قطاع الشركات.
وقال كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز والرئيس التنفيذي السابق والمدير التنفيذي المشارك لشركة بيمكو العملاقة للسندات، إن انتقال عدوى انهيار إيفرجراند للأسواق يرجع إلى اهتزاز ثقة الممولين العالميين للقطاع العقاري، حيث يمكن القول إن الصين توقفت عن دعم الشركة ضمن إجراءاتها لإعادة التوازن للسوق، فمن ناحية يتم معاقبة المجازفة المفرطة للشركات، ومن ناحية أخرى لا ترى ضرورة للتدخل لأن الخطر ليس نظامياً.
ويكمل “إلا أنه يرى أن الأمر لا يمكن النظر إليه بهذه البساطة. ما ينتج عن ذلك هو أن الناس يتساءلون عن أحد المبادئ التي كانت راسخة لدى المستثمرين، وهي أن الحكومة ستقف دائماً وراء القطاع المالي”، “حالياً، هي ليست كذلك. ليس الآن على الأقل”. أضف إلى ذلك ما كان هجوماً على قطاعات مختلفة والتي هزت ثقة المستثمرين في أن الصين سوق قابلاً للاستثمار.
وقال العريان إن السوق الصيني يمر بمرحلة انتقالية وهناك حديث بين المستثمرين أن إيفرجراند يمكن أن يعيد تكرار سيناريو “ليمان براذرز” بالنسبة للصين، في إشارة إلى انهيار بنك الاستثمار الأمريكي الذي تسبب في الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
ونفى احتمالية حدوث أزمة مالية أخرى على غرار عام 2008، قائلاً “لا أعتقد أننا وصلنا لهذه المرحلة”، “لكن هذا [الشعور] موجود”، الأمر الذي يترك السؤال مفتوحاً الآن عما إذا كان إيمان المستثمرين على المدى الطويل سيهتز حول آفاق الاستثمار في الأسواق الصينية بشكل دائم.
وأكد العريان: “لكن تذكر أن السياق مهم”، مشيراً إلى أن نمو الاقتصاد الصيني يفقد الزخم، كما تظهر الولايات المتحدة علامات على التباطؤ، وبما أن الفيدرالي الأمريكي “يواجه وقتاً غير مؤكد للغاية” حيث يدرس كبح إجراءات التحفيز الطارئة.
وقال: “السؤال الكبير هو هل تتعرض لحادث في السوق أو خطأ في السياسة يشكل الحالة السلوكية للأسواق لشراء الانخفاضات، وهذا ما سيتم اختباره خلال الجلسات القليلة المقبلة”.
وسيبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء اجتماعاً للسياسة لمدة يومين يتوقع فيه المستثمرون أن يشير البنك المركزي إلى متى قد يبدأ في خفض 140 مليار دولار شهرياً من مشتريات سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.