مدير عام مجموعة عز العرب: خريطة جديدة لسوق السيارات بعد إلغاء جمارك الأوروبية

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

توقع المهندس باسم عشماوي مدير عام مجموعة عز العرب -واحدة من كبرى الشركات العاملة فى سوق السيارات المحلى ووكيل عدد كبير من العلامات التجارية -، أن تتغير خريطة السيارات فى مصر، بعد إلغاء الجمارك على ورادات السيارات الأوربية، وإتساع الفجوة بين تسعيرها مقارنة بباقي السيارات غير أوروبية المنشأ، خاصة بعد تحرير سعر الدولار الجمركي.

وقال عشماوي أن قرار تحرير سعر الدولار الجمركي متوقعا منذ فترة بناء على بعض المؤشرات، يتصدرها إقراب تطبيق الخفض على جمارك السيارات الأوروبية والمنتظر فى شهر يناير المقبل، لافتا إلى أن القرار يحمل جوانب إيجابية لبعض الأطراف وسلبية لأطراف آخرى.

وأوضح أن السيارات الأقل من 1300 سي سي والتى تمثل شريحة كبيرة من موديلات أغلب الماركات الأوروبية أعفت من الجمارك نهائيا منذ العام الماضي، إلا أن العميل لم يشعر بهذا الخفض الذي أمتصه إرتفاع سعر العملة.

وأشار إلى أن أسعار السيارات 1300 سي سي مرشحة للزيادة فى ضوء القرار الجديد بتحرير الدولار الجمركي، كما أنها لن تستفيد من الإعفاءات الجديدة المنتظرة مع بداية العام، فى حين قد تستقر أسعار السيارات فئة 1600 سي سي بعد إزالة الجمارك والتي سيعادلها نسبيا معدل التغير فى سعر الدولار بعد تحريره على الواردات غير الأساسية.

الشركات ترفع الأسعار سنويا فى حدود 2 إلى 5% وكذلك عند طرح طرازات جديدة

وأكد عشماوي أن الشركات العالمية ترفع أسعارها تلقائيا مع بداية السنة الجديدة من كل عام، وكذلك مع طرح طرازات جديدة ، بنسب تدور بين 2 إلى 5%، وبالتالي ستنحصر فرص إستفادة أسعار السيارات الأوروبية بالخفض المرتقب فى فئة 2000 سي سي.

وأكد عشماوي أن هذه الفئة من السيارات الأوروبية تمثل شريحة صغيرة جدا من سوق السيارات المحلية، حيث تستحوذ فئة السيارات 2000 سي سي على نحو 10% فقط من مبيعات السوق ، فى حين أن العلامات التجارية الأوروبية التي توفر هذه الفئة تتركز فى عدد محدود لا يتجاوز 4، يستحوذون على نحو 20% فقط من حصة هذه الفئة بالسوق .

فرص الاستفادة من الخفض ستنحصر فى فئة 2000 سى سى وهى شريحة صغيرة جدا

ورجح مدير عام مجموعة عز العرب أن تتوسع الشركات فى إستيراد السيارات الأوروبية من فئة 2000 سي سي خلال الفترة المقبلة للاستفادة من إعفائها جمركيا مقارنة بالسيارات المنافسة، خاصة أن باقي العلامات غير الأوروبية سترتفع أسعارها على صدى تحرير الدولار الجمركي.

ولم يستبعد عشماوي أن يشهد قطاع السيارات تعديلات جديدة سواء بمكونات الضريبة المفروضة على السيارات أو زيادة الرسوم ومصاريف التراخيص، وغيرها من الإحتمالات الوارد تطبيقها بالتزامن مع إلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية .

وقال عشماوي «أؤيد قرارات الحكومة بهذا الصدد، فهى تحترم إتفاقاتها الدولية وفى نفس الوقت تحاول أن توازن من خلال باقي أدواتها، وفى النهاية حجم التأثير الإيجابي أو السلبي على باقي المنافسين لا يمكن التحكم به فى ظل أننا سوق مفتوحة تتأثر بتغيرات الأسواق العالمية و إتفاقيات التجارة الدولية».

وتوقع عشماوي أن تعود حركة المبيعات لرواجها مع بداية العام الجديد، بعد حالة التجمد التي يعاني منها السوق منذ نهاية الربع الثالث، لافتا إلي أن السوق سجلت معدل نمو جيد حول 15 إلي 20% حتى نهاية شهر سبتمبر، فى ظل ترقب العملاء لقرار خفض الجمارك وما يتبعه من إنخفاض فى أسعار السيارات.

العملاء سيتجاوبون سريعا مع المتغيرات السعرية أيا ما تكون

ورجح مدير عام مجموعة عز العرب أن يتجاوب العملاء سريعا مع التسعيرات الجديدة بغض النظر عن درجة التخفيض أو الزيادة.

وأكد عشماوي أن السوق المصرية واعدة جدا على صعيد قطاع السيارات، ومحط إهتمام كبير من الاستثمارات الأجنبية، سواء المتخصصة بالقطاع أو المستثمرين الماليين، لافتا إلي أن عدد من التوكيلات الكبيرة فى مصر تدار بالفعل عبر رؤوس أموال عربية وأجنبية.

وأكد أن الإتجاه للتصنيع و التجميع يعد استثمار المستقبل، سواء على صعيد تجميع السيارات أو تصنيع المكونات و المواد المكملة والصناعات المغذية.

وأكد أن جذب إستثمارات فى هذا القطاع يتطلب العمل على تهيئة البنية التحتية ، وكذلك وضع مجموعة من الحوافز التي من شأنها إحياء الصناعة المحلية، مطالبا الدولة بتبنى إستراتيجية لتصنيع السيارات على غرار المشروع الذي طرح منذ فترة طويلة.