عوائد السندات الصينية ترتفع لأعلى مستوياتها في 3 أشهر

سي ان بي سي _ تراجعت أسعار السندات السيادية الصينية يوم الإثنين، مما دفع العوائد إلى أعلى مستوياتها هذا العام، وذلك مع قيام المستثمرين بتقليص حيازاتهم وسط توقعات بأن يؤدي الإنفاق المالي الإضافي إلى تعزيز النمو وتأجيل خفض معدلات الفائدة.

وارتفعت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات، التي تتحرك عكسياً مع الأسعار، بأكثر من 10 نقاط أساس يوم الإثنين لتصل إلى 1.865%، وهو أعلى مستوى لها هذا العام، وفقاً لبيانات (LSEG). ويمثل ذلك زيادة بمقدار 25 نقطة أساس مقارنةً بالمستويات المتدنية القياسية المسجلة في يناير.

E-Bank

كما تجاوزت عوائد السندات السيادية لأجل 30 عاماً حاجز 2% لتصل إلى 2.030% يوم الإثنين، في حين ارتفعت عوائد السندات لأجل عام واحد بمقدار 10 نقاط أساس لتصل إلى 1.643%. وبحلول الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت بكين، قلّصت العوائد بعض مكاسبها.

وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا في بنك «إتش إس بي سي»، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ«CNBC»: «عاد التفاؤل بالنمو في الصين، حيث أشار المؤتمر الوطني الشعبي إلى تبنّي الحكومة موقفاً أكثر دعماً للنمو، يتمحور حول التيسير المالي».

وقد ارتفعت عوائد السندات الحكومية الصينية من مستوياتها المنخفضة تاريخياً في يناير وسط تفاؤل بآفاق الاقتصاد، بعد أن حدد المسؤولون هدف نمو طموحاً بنحو 5% في تقرير العمل الحكومي رفيع المستوى الأسبوع الماضي.

تابعنا على | Linkedin | instagram

كما أعلنت بكين عن زيادة نادرة في عجز ميزانيتها المالية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الأعلى منذ عام 2010 على الأقل، إلى جانب خطة لإصدار 1.3 تريليون يوان (178.9 مليار دولار) من السندات الخاصة طويلة الأجل للغاية في عام 2025، ما يمثل زيادة بمقدار 300 مليار يوان عن الحصة المخصصة للإصدار في العام الماضي.

ويؤدي ازدياد المعروض من السندات عادةً إلى جعل السندات القائمة أقل جاذبية للمستثمرين، مما يضغط على أسعارها ويدعم ارتفاع العوائد.

وقال جو وانغ، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية وأسعار الفائدة لمنطقة الصين الكبرى في بنك «بي إن بي باريبا»، إن إصدارات السندات الحكومية قد تتزايد بوتيرة أسرع إذا تصاعدت التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

وأضاف وانغ: «لا يزال هناك مجال لتصحيح أكبر في العوائد طويلة الأجل، وذلك بسبب احتمالية تسريع وتيرة إصدار السندات طويلة الأجل، وسعي الحكومة إلى دعم سوق العقارات والاستهلاك، فضلاً عن استمرار انتعاش أسواق الأسهم».

قلّص المستثمرون توقعاتهم بشأن خفض معدلات الفائدة في المدى القريب، وذلك بعدما أكد بنك الشعب الصيني مجدداً على أولويته في استقرار اليوان في مواجهة تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

وخلال مؤتمر صحفي حظي بمتابعة وثيقة يوم الخميس الماضي، كرر محافظ البنك المركزي بان قونغ شنغ موقفه بأن البنك سيخفض معدلات الفائدة ويضخ السيولة في النظام المالي عبر خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك «في الوقت المناسب».

ورغم أن المسؤولين ألمحوا مراراً منذ أواخر العام الماضي إلى إمكانية خفض معدلات الفائدة، فإنهم لم ينفذوا ذلك حتى الآن.

كما جدد بان يوم الخميس تأكيده على رغبة بنك الشعب الصيني في الحفاظ على استقرار العملة عند «مستوى معقول ومتوازن». ويرى الاقتصاديون أن منع اليوان من التراجع بسرعة كبيرة قد يُفسَّر على أنه بادرة حسن نية قبل أي مفاوضات محتملة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اتفاق تجاري.

وتراجع اليوان الخارجي الصيني بنحو 0.24% يوم الاثنين ليصل إلى 7.2588 مقابل الدولار الأمريكي.

شاهد أيضاً: بنك الشعب الصيني يتعهد بسياسات نقدية داعمة للنمو الاقتصادي في 2025

وقال فريدريك نيومان: «ارتفاع عوائد السندات في الصين يوفر عاملاً معادلاً للضغوط التي تدفع اليوان نحو الانخفاض، لا سيما في ظل تراجع العوائد الأميركية». وقد فقد العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات أكثر من 50 نقطة أساس منذ يناير كانون الثاني، وتم تداوله عند نحو 4.2839% يوم الاثنين.

ومع ذلك، أشار نيومان إلى أن موجة بيع السندات قد «تفقد زخمها سريعاً»، مع استمرار البنك المركزي في إعطاء الأولوية للنمو على حساب إدارة سعر الصرف، حيث «لا يزال التوجه العام للسياسة النقدية يميل نحو التيسير».

جاءت موجة بيع السندات عقب انتعاش السوق الصينية للأسهم الخارجية، مما يشير إلى تحوّل السيولة نحو الأصول الأكثر خطورة.

أدى ظهور شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة DeepSeek إلى دفع المستثمرين العالميين إلى توجيه مزيد من رؤوس الأموال نحو الأسهم الصينية، معولين على تقدم البلاد في نماذج اللغة الضخمة والفوائد التي ستنعكس على الاقتصاد بشكل أوسع.

وقال كارلوس كاسانوفا، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا في UBP: «أصبحت معنويات المستثمرين أكثر تفاؤلاً بعد إعادة تقييم الأسهم الخارجية بفعل DeepSeek، مما أدى إلى تحول لصالح الأسهم على حساب السندات الحكومية».

وارتفع مؤشر MSCI China بنحو 20% منذ بداية العام، في حين تفوق مؤشر هانغ سنغ المدرج في هونغ كونغ على نظرائه العالميين، مسجلاً مكاسب تجاوزت 18% حتى الآن.

الرابط المختصر