ارتفاع الأسهم الأمريكية مع انحسار المخاوف من تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران
سي إن بي سي_ سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً في تداولات الإثنين، بدعم من تفاؤل المستثمرين بإمكانية احتواء الصراع بين إسرائيل وإيران، في وقت هدأت فيه أيضاً وتيرة ارتفاع أسعار النفط التي كانت قد صعدت بفعل التوترات المتصاعدة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 340 نقطة، أي بنسبة 0.8%. وتقدم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.4%.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 1% لتسجل 72.22 دولاراً للبرميل، بعد أن تجاوزت 77 دولاراً خلال تداولات ما قبل افتتاح الأسواق.

ويتابع المستثمرون عن كثب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية على إيران يوم الجمعة، وردّ طهران بإطلاق صواريخ، ما زاد من حدة الصراع في المنطقة.
غير أن تفاؤلاً حذراً ساد الأسواق يوم الإثنين، بعد تقرير لصحيفة وول ستريت غورنال أفاد بأن إيران أبدت عبر وسطاء استعدادها لاستئناف المفاوضات، بشرط ألا تنضم الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية. كما نقل التقرير أن طهران أرسلت رسالة إلى إسرائيل تدعو فيها إلى إبقاء الهجمات في نطاق محدود.
وقال كريشنا جوا، نائب رئيس شركة Evercore ISI، في مذكرة: “السوق تجد بعض الطمأنينة في احتمال بقاء الصراع ضمن حدود حرب محدودة”.
وأضاف: “نحن نرى أن هذا السيناريو ممكن، لكننا ما زلنا نتوقع أن يستمر الصراع لعدة أسابيع في السيناريو الأساسي، مع استمرار وجود مخاطر مرتفعة للتصعيد قد تشمل قطاع الطاقة وتستدرج الولايات المتحدة إلى النزاع”.
استمرار الهجمات بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع
تواصلت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع على التوالي، مع استهداف متبادل لمنشآت الطاقة، ما يُنذر بتداعيات أوسع على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية خلال الأسبوع الجاري.
وذكرت إيران أنها تدرس إغلاق مضيق هرمز، أحد الممرات الحيوية لسوق النفط العالمي، فيما أعلنت إسرائيل، على لسان متحدث عسكري، أنها حققت “تفوقاً جوياً” فوق الأراضي الإيرانية يوم الإثنين.
وكانت هذه التطورات قد تسببت في موجة بيع واسعة في الأسواق يوم الجمعة، حيث هبط مؤشر داو جونز بأكثر من 700 نقطة، وتراجعت المؤشرات الثلاثة الرئيسية بأكثر من 1%.
وأنهى داو جونز الأسبوع الماضي منخفضاً بنسبة 1.3%، بينما فقد ستاندرد آند بورز 500 نحو 0.4%، وناسداك المركب تراجع بـ0.6%.
وقد قفزت أسعار النفط في البداية بعد الضربة الإسرائيلية، ما ضغط على الأصول عالية المخاطر، فيما ارتفعت أسعار الذهب بوصفه ملاذاً آمناً في أوقات اضطراب الأسواق.
كما استوعب المستثمرون بيانات مسح قطاع التصنيع التي جاءت أضعف من المتوقع صباح الاثنين، والتي جاءت قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة يوم الأربعاء.
لكن مع تراجع أسعار النفط يوم الإثنين، عاد المستثمرون لشراء الأسهم، مما عزز أسهم «السبعة العظماء»، فارتفعت تسلا بأكثر من 1%، وصعدت ميتا بلاتفورمز بنحو 3%. كما قفزت أسهم شركات مثل بالانتير بأكثر من 3%، وسط توقعات بأنها قد تستفيد من تزايد التوترات الجيوسياسية.
في الوقت نفسه، تابع المستثمرون صدور بيانات ضعيفة لمسح النشاط الصناعي في الولايات المتحدة صباح الإثنين، قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة المرتقب يوم الأربعاء.
أسعار الفائدة
في شأن آخر، تُظهر عقود الفائدة الآجلة لدى مجموعة CME أن الأسواق تسعّر احتمالاً بنسبة 100% بأن يبقي الفدرالي على معدلات الفائدة دون تغيير، رغم ضغوط الرئيس دونالد ترامب على رئيس البنك المركزي جيروم باول لخفض الفائدة.
ويُرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط بسبب التوتر في الشرق الأوسط إلى تقليص فرص أي تيسير نقدي في المدى القريب.
ارتفاع أسهم اليورانيوم
قفزت أسهم اليورانيوم بعد إعلان شركة إدارة الأصول “سبروت” عن نيتها شراء يورانيوم مادي بقيمة 200 مليون دولار.
ارتفع سهم شركة “يورانيوم إنرجي كورب” للتعدين بنسبة 7% تقريباً، بينما ارتفع سهم شركة “سنتروس إنرجي” للتخصيب بنسبة 5% تقريباً.
وارتفع صندوق “غلوبال إكس يورانيوم” المتداول في البورصة بأكثر من 4%.
وأفاد بيان لشركة “كاناكورد جينويتي كورب” أنها تشتري 11.6 مليون وحدة من صندوق “سبروت” لليورانيوم المادي بقيمة 200 مليون دولار تقريبًا، وستُستخدم العائدات لشراء اليورانيوم المادي.
انخفاض أسهم شركات الدفاع
انخفضت أسهم شركات الدفاع الرئيسية، الاثنين، بعد أن أفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال بأن إيران منفتحة على استئناف المفاوضات طالما لم تنضم الولايات المتحدة إلى الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وانخفضت أسهم شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin بنسبة 4% تقريباً.
بينما انخفضت أسهم شركة نورثروب غرومان Northrop Grumman بأكثر من 3%. كما انخفضت أسهم شركة إل 3 هاريس تكنولوجيز بنسبة 2.7%.
ارتفاع أسهم “السبعة العظماء”
وارتفعت أسهم “السبعة العظماء” يوم الاثنين، حيث دفع تراجع أسعار النفط المستثمرين إلى الإقدام على المزيد من المخاطرة. وارتفع سهم تسلا بأكثر من 1%، وزاد سهم ميتا بلاتفورمز بنحو 3%.
كما ارتفعت أسهم أخرى، مثل بالانتير، التي يُنظر إليها على أنها مستفيدة من تزايد الصراعات العالمية، بأكثر من 3%.
ارتفاع سهم شركة الصلب
قفزت أسهم شركة يو إس ستيل U.S. Steel بنسبة 5.12% بعد أن أصدر الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يوم الجمعة بالموافقة على اندماجها مع شركة نيبون ستيل Nippon Steel اليابانية. كما وقّعت الشركتان اتفاقية أمن قومي تتضمن حصة ذهبية للحكومة الأمريكية.
ورغم أن يو إس ستيل لم تُحدد الصلاحيات التي ستُمنح للحكومة باستخدام حصتها، إلا أن ترامب صرّح يوم الخميس بأن الحصة الذهبية تمنح الرئيس الأمريكي “سيطرة كاملة”.