مرحلة أخرى من المتاعب تنتظر قطاع الأسمنت

aiBANK

رنا ممدوح

قالت مي عبد العزيز، محلل مالي بشعاع كابيتال، إن صناعة الأسمنت في مصر مرت بمراحل وتطورات مختلفة خلال العقد الماضي؛ حولتها من كونها صناعة ذات ربحية وهوامش مرتفعة إلى أخرى تعاني.

E-Bank

وأرجعت عبد العزيز، في تقرير صادرعنها اليوم، رويتها لقطاع الأسمنت نظرًا لأنه واجه تحدٍ بسبب انخفاض الطلب نسبيًا خلال مرحلة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بعد ثورة 25 يناير 2011، ثم حوصر بسبب نقص الغاز الطبيعي ما أجبر الشركات على البحث عن بدائل لسد احتياجاتها من الطاقة عن طريق مصادر أخري.

وأشارت إلى أن الشركات اضطرت لاستخدام مزيج من الفحم ، المازوت/ الديزل، ووقود بديل مثل المستخرج من النفايات كبديل عن الغاز الطبيعي.

ولفتت المحلل مالي بشعاع كابيتال إلى أن أسعار المازوت في وقت لاحق ارتفعت كجزء من برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر مما مثل عائقًا أمام قطاع يعاني بالفعل.

وقالت إن صناعة الأسمنت عانت من زيادة المعروض وانخفاض الطلب بعد أن ضاعفت شركة أسمنت العريش من إنتاجها في مصنعها بمدينة العريش إلى 6.4 مليون طن بنهاية 2017، قبل إطلاقها مصنعًا ضخمًا بطاقة إنتاجية تبلغ 13.3 مليون طن في محافظة بني سويف، في الربع الثاني من عام 2018.

وأضافت أن هذا المصنع رفع الطاقة الإنتاجية للشركات الموجودة بسوق الأسمنت من 70 مليون طن إلى 83 مليون طن بنهاية 2018 بينما كان الطلب عند 53 مليون طن فقط مما يعني معدل استغلال بلغ حوالي 64%.

ورجحت مي عبد العزيز مغادرة شركة أسمنت بورتلاند طرة السوق بنهاية عام 2019، وطاقتها الإنتاجية البالغة 3 ملايين طن، مقابل دخول أسمنت المصريين بطاقة إنتاجية 2.2 مليون طن.

وتوقعت أن تكون الطاقة الإنتاجية لشركات الأسمنت بنهاية المطاف قرابة 82.3 مليون طن بنهاية الربع الأخير من 2019.

انخفاض الكميات المباعة بشكل عام مع بعض الاستثناءات

ووفقًا لتقرير شعاع، فإن الربع الأول من عام 2019 شهد انخفاض حجم المبيعات بنسبة 6.4%، متأثرا بضعف الطلب المحلي حيث تراجعت المبيعات إلى السوق المحلية بنسبة 6.6% على أساس سنوي إلى 12.4 مليون طن، بينما ارتفعت الصادرات بنسبة 7% على أساس سنوي إلى 157.930 ألف طن في الربع الأول من 2019 مايمثل 1.3% فقط من إجمالي المبيعات.

وأشار التقرير إلى أن 4 شركات فقط من بين 16 شركة أسمنت بالسوق سجلت نموًا في أحجام المبيعات، وأن منهم اثنتان مدرجتان بالبورصة المصرية، هما: مصر للأسمنت قنا، التي تمتلك مصنعين في قنا والمنيا، وشركة أسمنت سيناء.

وعرضت شعاع في تقريرها مجموعة من أحجام مبيعات شركات الأسمنت في الربع الأول من 2019.

مصر للأسمنت – قنا: ارتفعت مبيعات مصنعي قنا والمنيا بنسبة 91% و10% على التوالي في سوق متباطئة إلى حد كبير.

وقالت شعاع ” بالرغم من قرب مصر للأسمنت قنا النسبي من مصنع أسمنت العريش في بني سويف، صاحب الحجم الكبير للمبيعات، فقد زادت الحصة السوقية لمصر للأسمنت من 6% إلى 8.7% في الربع الأول 2019″.

أسمنت سيناء: حققت نموًا في مبيعاتها على أساس سنوي بنسبة 39% على أساس سنوي.

وذكرت شعاع أن الحصة السوقية لأسمنت سيناء ارتفعت من 1.7% في الربع الأول من 2018 إلى 2.6 % في الربع الأول من 2019.

العربية للأسمنت: تراجع حجم مبيعاتها 3% على أساس سنوي بعد انخفاض مبيعاتها المحلية 2% وصادراتها 15%، رغم زيادة حصتها السوقية من 8.6% في الربع الأول من 2018 إلى 8.9% في 2019.

السويس للأسمنت: تقلصت مبيعاتها 16% لتراجع المبيعات المحلية بنسبة 17% وارتفاع حجم صادراتها إلى 28.681 طن مقابل 7.274 طن في الربع الأول من 2018 بزيادة 294% على أساس سنوي.

مصر بني سويف للأسمنت: شهدت مبيعاتها تراجعًا بنسبة 20% على أساس سنوي، وتقلصت حصتها السوقية من 6.1% بالربع الأول من 2018 إلى 5.3% في 2019.

ومع ذلك استطاعت الشركة اقتناص حصة بلغت 6.9% من صادرات الأسمنت المصرية في الربع الأول 2019 لتحتل المرتبة الرابعة بعد كل من لافارج مصر والسويس للأسمنت والعربية للأسمنت.

الإسكندرية لأسمنت بورتلاند:
تراجعت مبيعاتها بنسبة 29%، وتأثر مصنعَيِها بالإسكندرية وبني سويف بديناميكيات السوق الجديدة، حيث انخفضت مبيعات المصنعين بنسبة 28% و31% على أساس سنوى على التوالي.

كما انخفض حجم صادراتها من 9.015 آلاف طن في الربع الأول من 2018 إلى 550 ألف طن في 2019.

الضغط على الأسعار أدى لانخفاض الإيرادات

وأشارت مي عبد العزيز، المحلل المالي بشعاع كابيتال، إلى أن متوسط أسعار السوق تراجعت بنسبة 15% على أساس سنوي منخفضًا من 971 جنيه للطن في الربع الأول من 2018 إلى 828 جنيه للطن في 2019.

وأرجعت ذلك إلى أن تنافسية المعروض فيها أعلى من الطلب وقيم الشركات ببيع سلع يكاد لا يوجد تباين بينهما فتم الضغط على الأسعار وفقًا للديناميكيات الجديدة في السوق.

وقالت المحلل المالي بشعاع كابيتال إن الشركات لم تستطع الحفاظ على أسعارها مرتفعة كما كان الحال في 2018 حيث كانت تأمل في دعم هوامشها وذلك بعد ارتفاع أسعار المازوت/ الديزل بعد خفض الدعم .

تقلص الهوامش كان العنصر الرئيسي في الربع الأول 2019

باستثناء كل من جنوب الوادي للأسمنت وأسمنت سيناء والسويس للأسمنت، تراجع متوسط هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في الشركات المدرجة من 25% في الربع الأول من 2018 إلى 6% في 2019.

وهذا التراجع لم يكن فقط نتيجة تراجع الإيرادات 16% على أساس سنوي ولكن كان الأمر متعلقًا أيضًا بتكلفة البضاعة المباعة.

ووترى مي عبد العزيز المحلل المالي بشعاع كابيتال أن هناك حقبة جديدة من الأسعار المضغوطة والهوامش المنخفضة والتي تعتقد أنها ستكون حديث الساعة في الفترة القادمة.

وأشارت عبد العزيز إلى أن الزيادة المنتظرة في أسعار الكهرباء والنفط في يوليو 2019 ستؤثر على عمليات النقل والمواد الخام وفقًا لإدارة العربية للأسمنت.

وبحسب التقرير من شأن هذه الزيادة إضافة 10 إلى 20 جنيه للطن في التكلفة على المنتجين، وهو ما قد يتم تمريره إلى المستهلك في ذلك الوقت.

وتوقعت شعاع ارتفاع الهوامش وأحجام المبيعات في الربع الثاني من 2019 بسبب الموسمية حيث يتباطأ الطلب عادة في كل من شهر رمضان وفترة الصيف.

ورجحت تحسن حجم الطلب إلى المبيعات في حالة خروج المزيد من المنتجين من السوق مثل القومية للأسمنت، وحدوث عمليات اندماج واستحواذ وتوافق الطلب مع المعروض.

ومن حيث التقييم، رأت شعاع أن السويس للأسمنت تبدو أرخص على أساس مضاعف الربحية 6.1 مرة بناء على ربحية الأسهم آخر 12 شهرًا بينما العربية للأسمنت تبدو أغلى 19.7 مرة.

وتوقعت أن يكون العائد المنتظر من السويس للأسمنت 143% بينما العائد المتوقع في العربية للأسمنت يبلغ 97%.

الرابط المختصر