أماني أبو الفتوح: مستوى تاريخي للتمكين السياسي والاقتصادي للمرأة

aiBANK

شاهندة إبراهيم _ قالت أماني أبو الفتوح، المدير التنفيذي لشركة وياك كوميونيكيشنز، إن المرأة حصدت مكاسب كبيرة في السنوات الأخيرة ، لم تحصل عليها من قبل، ووصلت إلى مستوى تاريخي في التمكين السياسي والاقتصادي، كما تواجدت بقوة في جميع المناصب الحكومية، وهناك إنجازات بارزة في ملف تمكين المرأة والمرحلة الجديدة التي تعيشها حاليًا، بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عام 2017 هو عام للمرأة المصرية، فقد وصلت نسبة الوزيرات في الحكومة إلى 25% أي ربع الوزراء من السيدات، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق في تاريخ مصر.

واستطردت: نسبة نائبات المحافظين في 2020 بلغت 31% لأول مرة في تاريخ مصر، وهو ما يعكس التمثيل غير المسبوق للنساء في مجلس الشيوخ بمعدل 38 نائبة بنسبة تصل لـ12.5% من إجمالي الأعضاء.

E-Bank

كما بلغ عدد النائبات بمجلس النواب نحو 162 نائبة بنسبة 27% من إجمالي الأعضاء، وزيادة نسبة المشروعات الموجهة للمرأة إلى 68.8% خلال عام 2018، كما وصلت نسبة مشاركة المرأة في الوظائف الحكومية إلى 45% لأول مرة، هذا بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة.

كما نوهت أبو الفتوح إلى بدء عمل العنصر النسائي في مجلس الدولة والنيابة العامة اعتبارًا من أول أكتوبر المقبل لأول مرة في تاريخ مصر، بالإضافة إلى مبادرات التمكين الاقتصادي مثل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ومبادرات تكافل وكرامة ومستورة، إلا أن المرأة العاملة تواجه العديد من التحديات التي تعرقل حياتها اليومية، وعلى الرغم من أن هذه المشكلات تقل مع الوقت في ظل التطور الثقافي والفكري، لكنها لم تتخلص منها نهائيًّا حتى الآن.

وأضافت أبو الفتوح، أنه ما زالت هناك بعض التحديات ومن بينها علي سبيل المثال وليس الحصر: عدم تقبل صاحب العمل لتوظيف المرأة ظنًّا منه أنها أقل كفاءة أو تحملًا للمسؤولية من الرجل، فهذه النظرة التهميشية للمرأة سببت لها تراجعًا في ميادين العمل لسنوات طويلة.

وتابعت: البعض يرفض توظيف المرأة التي لديها أطفال ظنًّا أنها ستفشل في تحقيق التوازن بين متطلبات أطفالها والمنزل والعمل، إلى جانب العادات والتقاليد في بعض المجتمعات التي ترفض عمل المرأة واقتصار دورها على المنزل ورعاية أولادها.

وتطرقت أبو الفتوح إلى أن حرمان المرأة من التعليم بسبب العادات والتقاليد في بعض الأقاليم والقرى يسبب انخفاض فرص حصولها على العمل المعتمد على الشهادات، علاوة على التفريق بين الجنسين في العمل فبعض الشركات تفضل توظيف الرجال، فضلًا عن رفض بعض الأزواج لفكرة عمل الزوجة.

وأوضحت المدير التنفيذي لشركة وياك كوميونيكيشنز، أن التحدي الأساسي الذي يواجهها على مستوى عملها، هو إثبات الذات وتقديم الخدمات بجودة عالية بالتوازي مع مراعاة تطبيق المبادئ التي تضمن لتحقيق النجاح في ظل الأوضاع التنافسية الصعبة.

وترى أبو الفتوح، أن الركود الاقتصادي الناتج عن جائحة كورونا، أدى إلى ارتفاع البطالة بين السيدات بمستويات غير مسبوقة، فقد ألقت تدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي بظلالها على الوضع الاقتصادي العالمي، وأدت تداعياتها إلى إغلاق الحضانات والمدارس وغيرها من المؤسسات التي تولد فرص عمل للمرأة أو تساعدها على التركيز في عملها، وبالتالي زادت الضغوط على السيدات مما دفع الكثير منهن في النهاية لترك العمل.

وأشارت أبو الفتوح إلى أن هذه الأوضاع تسببت في أزمات اقتصادية كبيرة للشركات والهيئات خاصة بالقطاع الخاص، وهو ما أدى إلى تخفيض العمالة فتقلص سوق العمل بالنسبة للمرأة، وبحسب الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية السيدات اللواتي يعملن في القطاع الخاص هن الأكثر تضررًا، كما أظهر تقرير مكتب العمل الدولي أن ثاني أعلى انخفاض في عدد النساء العاملات خلال الجائحة كان في الدول العربية، حيث انخفضت عمالة المرأة بنسبة 4.1% مقابل 1.8% فقط بين عامي 2019 و2020.

وأكدت أن المنافسة بوجه عام سواء كانت بين الرجل والمرأة أو بين امرأة وأخرى مفيدة وتصب في مصلحة العمل بنهاية الأمر، وأن خلق روح التنافس بين أعضاء الفريق الواحد يساعد علي الإبداع وتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات، إلا أن الأهم هو ألا تخرج هذه المنافسة عن القواعد المعمول بها، معتبرة أن المنافسة لا تختلف حسب النوع والجنس.

وقالت إن مزايا العمل مع فريق نسائي لا تختلف كثيرًا عن العمل مع فريق من الرجال، فالأمر متساوٍ خاصة ما دام الهدف واحدًا، وأن الأهم هو القدرة على التفاهم والإيمان الكامل بأهمية العمل، بجانب أن وجود النساء يكسب العمل المزيد من المرونة.

وتابعت: المرأة تتمتع بموهبة التنظيم فهي تراعي عن كثب مشاكل الموظفين، وتتميز بقدراتها على التواصل الفعال وبالتالي تحفز العمل وفقًا لمبدأ روح الفريق، كما تتمتع أيضًا بالهدوء وهو ما يجعلها تتعامل بحكمة في المواقف الصعبة وتستوعب التغييرات المفاجئة في بيئة العمل المليئة بالتوتر والتعقيدات.

وطالبت المدير التنفيذي لشركة وياك كوميونيكيشنز، بألا يكون هناك موقع يشغله الرجل ولا تشارك فيه المرأة على قدم المساواة، وذلك بعد أن أثبت الواقع العملي قدرتها وإمكاناتها.

وقالت إن أبرز المطالب للمرأة حاليًا هو وقف العنف ضد المرأة وأن تحصل على حقها الطبيعي في إدارة الشركات الكبرى، نظرًا لكون نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات المصرية عام 2020 سجلت 13% فقط، بما يعادل 714 سيدة، وفقًا للتقرير السنوي الخاص بمرصد المرأة المصرية فى مجالس الإدارات، فيما تصل نسبتها في مجالس إدارات الشركات المدرجة بالبورصة إلى 57% فقط، وهو الأمر الذي يحتاج للمزيد من المراعاة خلال الفترة المقبلة .

وترى أبو الفتوح أن رئاسة الشركات الكبرى سواء في مصرأو العالم ما زالت بعيدة عن قيادة النساء بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن نسبة قيادة النساء عالميًّا لا تتعدى 20% من الشركات، وأنه ما زال أمام المرأة العديد من المجالات التي تحتاج للمزيد من العمل الجاد منها، ومن بينها مجالات البحث العلمي ورئاسة الجامعات والمراكز البحثية.

وأكدت أبو الفتوح أن خطط ومستهدفات العام الجديد تختلف من شخص لآخر، وأن لديها خطط طموحة على المستوى المهني وتأمل تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتطلب الكثير من الجهد والاجتهاد.

الرابط المختصر