المهندس حازم بركات: دخول مجال البنوك الرقمية فور صدور اللائحة التنفيذية

احتياج الشركات المحلية لرأس المال أبرز أسباب اختراق قطاع الاستثمار المباشر

aiBANK

حابي _ كشف رجل الأعمال المهندس حازم بركات رئيس شركة بي إنفستمنتس القابضة، عن خلاصة رحلته المهنية وأهم المحطات والخبرات التي اكتسبها خلال مسيرته الطويلة بمجالي الصناعة والاستثمار، في لقاء موسع مع “حابي بودكاست”، بأولى حلقات موسمه الأول- الرحلة.

تناول اللقاء مسيرة بركات منذ مرحلة التعليم وحتى توليه إحدى كبريات شركات صناعة التكييف في مصر، وصولا إلى كواليس تحوله لمجال الاستثمار المباشر، وفلسفته في انتقاء الفرص واختيار التوقيت الأنسب للتخارج من الاستثمار.

E-Bank

وقدّم بركات من خلال إجابته عن عدد كبير من الأسئلة، الكثير من التفاصيل المهمة والمفيدة لرواد الأعمال، وكذلك أهم التوصيات التي يقترحها لتحسين مناخ الاستثمار.

وأشار إلى أن احتياج الشركات المحلية لرأس المال كان من أبرز أسباب اختراق قطاع الاستثمار المباشر، مؤكدا توافر فرص جاذبة للغاية بقطاعات الصحة والتعليم والتجزئة والصناعات التصديرية.

كما أكد أهمية التخارج من الشركات في مرحلة معينة من عمر الاستثمار بهدف ضخ دماء جديدة تحافظ على استمرار النجاحات وتحسن مؤشرات النمو.

وأوصى بركات بضرورة تحديث النظرة الاستثمارية للقطاعات الاقتصادية بصورة مستمرة في ظل تغير خريطة الفرص الجاذبة بالسوق المحلية، مدللا على ذلك بقرار اختراق شركته مجال الطاقة المتجددة على سبيل المثال، الأمر الذي كان مستبعدا تماما حتى اعتمدت الحكومة المصرية سعر تعريفة جاذبًا للمستثمرين.

وطالب بضرورة تعيين مسؤول مختص لإدارة ملف الاقتصاد يتولى إعداد الخطط اللازمة لذلك، مع منحه صلاحيات كبيرة للتعديل والتشريع كيفما يرى.

أدار اللقاء أحمد رضوان رئيس تحرير والرئيس التنفيذي لصحيفة حابي، وياسمين منير ورضوى إبراهيم مديرا التحرير والشريكتان المؤسستان للصحيفة.

وإلى نص الـ”بودكاست”:-

المهندس حازم بركات رئيس شركة بي إنفستمنتس القابضة

أحمد رضوان: أهلاً وسهلاً بحضراتكم في الحلقة الأولى من “حابي بودكاست”، وهو عبارة عن منتج يستهدف إجراء مجموعة من الحوارات العميقة والموسعة مع نخبة من مجتمع الأعمال.

هدف “حابي بودكاست” الأساسي يكمن في تقديم الدروس عبر إلقاء الضوء على المحطات المهمة في مسيرة رجال الأعمال، ليسهم المنتج في توجيه بعض الرسائل المهمة لشباب مجتمع الأعمال.

كما يستهدف المنتج إبراز التحديات التي واجهت الرحلات الناجحة لمجتمع الأعمال، لتتمكن “حابي بودكاست” عبر محطات الحوارات الموسعة، من الوقوف عند النقاط المضيئة، وتعطي دروسًا مستفادة لجميع المهتمين بالاقتصاد بشكل عام ومجتمع الأعمال والاستثمار أيضًا.

تستضيف “حابي بودكاست” في حلقتها الأولى، رجل الصناعة والاستثمار المهندس حازم بركات، رئيس شركة بي إنفستمنتس القابضة، أحد الكيانات المهمة في سوق الاستثمار المباشر والصناعة، وهي نموذج زاخر بالخبرات، ويستهدف المنتج من خلال هذا الحوار نقل هذه الخبرات لكل مستمعي ومشاهدي “حابي بودكاست”.

أجدد الترحيب بالمهندس حازم بركات، في البداية نود استعراض أبرز النقاط المهمة التي تمثل تحولًا أو تحديا أو درسا على مدار رحلة الشركة، ولا ترتبط فقط بفترة العمل في مجال الاستثمار، فمن الممكن أن يرتبط هذا التحدي بفترة التعليم أو قرار جوهري على مستوى الحياة الاجتماعية.

هل ترى أن الاتجاه الذي سلكته كان مؤثرًا في رحلة عملك؟ وهل تشعر بالرضا حياله؟

م. حازم بركات: أشعر بالرضا عن كل ما تم تحقيقه بصفة عامة، بغض النظر عن الأمور التي لم تُنجز، وفي الحقيقة لقد غيرتُ مسار عملي بشكل جوهري وسط رحلتي العملية.

درستُ هندسة الميكانيكا تخصص إنتاج التكييف للتماشي مع خطط والدي التصنيعية

حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية دفعة 1982، ومن ثم درست دبلومة متخصصة في التبريد والتكييف لمدة 6 أشهر، وبدأت مجال العمل في شهر ديسمبر من نفس عام التخرج.

في أواخر الثمانينيات افتتح والدي أول مصنع تكييفات تابع للقطاع الخاص في مصر، وكان تتواجد وقتها شركة كولدير التابعة للقطاع العام، ومن أبرز التحديات التي ظهرت حينها، المرور بمراحل بناء المصنع وضرورة معاينته من جانب المختصين للحصول على رخصة التصنيع.

اللجنة الحكومية المكلفة بفحص ومعاينة المصنع ضمت الشركة المنافسة

ومن أبرز المعوقات التي واجهت المصنع، أن اللجنة المكلفة من وزارة الصناعة بفحص المصنع ومنح التراخيص كانت تضم شركة كولدير المنافسة، فكانت التحديات أمام القطاع الخاص متشابكة.

بدأتُ العمل بشكل فعلي في نفس عام التخرج الجامعي

وكان جهاز تكييف الشباك هو الأوسع انتشارًا في السوق المصرية خلال هذه الفترة، وقدم المصنع الخاص بوالدي بناء على ذلك للحصول على التراخيص، ولكن الطلب تم رفضه بعد بناء المصنع.

رحلة نشر تكييفات “سبلت يونت” بالسوق المحلية شاقة للغاية لكنها نجحت

ثم تقدم المصنع مرة أخرى للحصول على تراخيص تصنيع تكييفات سبلت يونت، رغم عدم انتشاره لدى المستهلكين أو معرفة ثقافة اقتنائه، ورغم أنها كانت رحلة شاقة للغاية في ظل اختبار السوق بمنتج جديد أمام جهاز تكييف الشباك، فإن تجربة تصنيع تكييفات سبلت يونت كُللت بالنجاح والتوفيق بعد بذل مجهودات كبيرة.

والدي افتتح أول مصنع تكييفات يتبع القطاع الخاص أواخر ثمانينيات القرن الماضي

وفي عام 2006 بدأتُ تغيير المسار، من خلال الشراكة مع علاء السبع وهو يعد من رواد القطاع المالي، وكانت فكرة الشريك وقتها تتمحور حول التخصص في الاستثمار المباشر بالسوق المصرية، وسط تواجد شركتين في هذا المجال وعلى نطاق ضيق وبنظام مختلف عن المتبع الآن نوعا ما، لكنهما في النهاية استثمار مباشر.

تغيير مساري المهني عبر «بلتون» المالية بمشاركة علاء سبع في 2006

وأسس علاء السبع حينها “بلتون” المالية، وكانت تستهدف الشراكة تأسيس شركة استثمار مباشر ولكن بفكر مختلف من خلال الدمج بين الخبرة العملية الصناعية مع الخبرة المالية.

لم يكن هناك رأسمال كاف عند تأسيس المصنع

وكان يتم النظر للاستثمار المباشر على أنه عملية تمويل، لكنه في الحقيقة حقق نجاحا قويا، بدعم من الخبرات المالية والإدارية المتعددة.

وفي الحقيقة نفذت عمليتي تغيير مسار وسعيد للغاية بالتجربة وأشعر بالرضا، خاصة أن التوفيق صاحبني في القطاعين سواء الصناعي أو المالي، حتى مع اختلافهما تمامًا.

نفذت عمليتيْ تغيير مسار وسعيد للغاية بالتجربة

ياسمين منير: هل ميولك التعليمية كانت تتجه نحو الهندسة أم أنها رغبة عائلية؟

م. حازم بركات: أرى أنني كنت طالبًا غير متفوق، رغم ذلك درست هندسة الميكانيكا تخصص إنتاج تكييف، لتتمشى مع خطط والدي التصنيعية لمصنع التكييف الذي أسسه، لكنني لم أعمل بمجال دراستي التعليمية يوما واحدا.

لم أعمل بمجال دراستي التعليمية يومًا واحدًا

ياسمين منير: ميولك تتجه نحو إدارة الأعمال بصورة أكبر؟

م. حازم بركات: نعم، ترأست إدارة شركة ميراكو عام 1992 بشكل كامل، ولم أعمل في مجال الهندسة مطلقا منذ تخرجي، لكنني توليت أعمال البيع والتسويق في الشركة.

ميولي تتجه نحو إدارة الأعمال بصورة أكبر

رضوى إبراهيم: في البداية شاركت في مصنع الوالد ومن ثم خلقت نقطة انطلاقك من خلاله، وبالتأكيد شكّل قدومك من أسرة تمتلك استثمارات عاملا مساعدا، إلا أننا نتفهم أنه أمر لا يمثل كلمة السر في النجاح فقط، فلقد شاهدنا نماذج لم تستطع أن تكون امتدادا لعائلاتها، وهناك نماذج أخرى صنعت نفسها من العدم، فإلى أي مدى ترى وزن المال مؤثرًا في رحلة صناعة رجل الأعمال؟

م. حازم بركات: في الحقيقة والدي كان لا يمتلك رأسمال كافيًا عند تأسيس المصنع خلال عامي 1981 و1982، خاصة أن المصنع كان من بين الشركات التي تم تأميمها، ما دفعه للسفر إلى الكويت بغرض العمل عام 1965، ليعود مرة أخرى مع بداية الانفتاح ورجوع السادات.

والدي غادر البلاد بعد تأميم مصنعه ليعود مع بداية الانفتاح بعصر السادات

واستطاع والدي إقامة شراكات مع بعض المؤسسات المصرية في هذا المصنع حينها، وهذه كانت البداية.

رضوى إبراهيم: كيف استطعت تغيير مسار عملك والدخول في شركات أخرى مختلفة؟

م. حازم بركات: كان من بين أهدافي دفع شركة ميراكو لتصبح مؤسسة غير فردية، حتى أصبحت كيانا منظما للغاية عام 2006، خاصة أن الشراكة مع شركة كاريير بدأت عام 1992، ولم تعد ميراكو كيانا عائليًا.

دفع شركة “ميراكو” لتصبح مؤسسة غير فردية كان هدفًا

كما شهد عام 1997 طرح ميراكو في البورصة ومن ثم بدأ التفكير في تأسيس شركة استثمار عائلي متخصصة في الاستثمار المباشر.

هذه الخطوة جاءت بعدما شاهدت شركات عديدة تحتاج لرأس المال في مصر، بجانب امتلاكي خبرات تمثل قيمة مضافة في هذا المجال، ولكن كنت أفكر في تأسيس شركة استثمار مباشر بشكل منفرد، بعيدًا عن دخول مستثمرين آخرين.

«ميراكو» استحوذت على أكثر من 50% حصة سوقية عام 1992

وعندما تواصلت مع علاء سبع لأخذ المشورة لكونه يمتلك رؤية جيدة في مجال الاستثمار المباشر، اقترح تنفيذ شراكة بيننا وجذب مجموعة من المساهمين الخليجيين يمتلكون الاهتمام نفسه، ليتم الشروع في تأسيس شركة الاستثمار المباشر بالشراكة.

أحمد رضوان: قبل التوسع في الحديث عن شركة الاستثمار المباشر وبدايتها، يعد جذب الشركة المنافسة “كاريير” للدخول في هيكل ملكية ميراكو، ومن ثم الطرح في البورصة، محطتين مهمتين، فما الدروس والتحديات التي تراها في هذه التجربة؟ وهل المفاوضات كانت شاقة أم بسيطة؟

م. حازم بركات: “ميراكو” استطاعت الاستحواذ على حصة من السوق قدرت بأكثر من 50% خلال 1992، كما أن شركة كاريير كانت الأكبر عالميا، إلا أنها لم تتمكن من اختراق السوق المصرية بشكل قوي حينها حتى مع امتلاكها مصنعًا بمنطقة العاشر من رمضان.

تنفيذ الشراكة مع «كاريير» استهدف تبادل الخبرات والاستفادة من التكنولوجيا الخاصة بها

وتمكنت من اجتذاب شركة كاريير لتنفيذ شراكة مع ميراكو بغرض نقل وتبادل الخبرات، وسط تمتع الأولى بتكنولوجيا خاصة بها.

ياسمين منير: فكرة التعلق بالاستثمار دائمًا ما تسيطر على المؤسسين، فما التحدي المرتبط بتأسيس كيانات ومن ثم التخارج منها؟

م. حازم بركات: أعمل بمنهج بات معروفًا للمستثمرين، وأرى أن المكسب في التخارج، بعد تأسيس الشركات ووصولها لمرحلة معينة من النجاحات، فعلى سبيل المثال شركة ميراكو أسستها من بدايتها، ورغم ذلك تخارجت منها في النهاية.

التخارج بعد وصول الشركات لمرحلة معينة من النجاحات مكسب

أرى أن كل شركة تمر بمحطات معينة، وعملية التخارج لا بد أن تتم ما بين مرحلة وأخرى، لضمان ضخ دماء جديدة في شرايين الشركة ما يحافظ على نجاحها، وتنطبق هذه الطريقة على الكيانات العائلية أيضا، فعلى سبيل المثال التخارج من شركة ميراكو جاء عبر تعيين إدارة تنفيذية بفكر مختلف لأبتعد عن الصورة تمامًا.

عندما أسست شركتي بي بي إي وبي بي إنفستمنتس عام 2006، توليت منصب رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي، وتم تعيين عضو منتدب، ثم تخارجت من شركة بي بي إي بالكامل لصالح شركة ميديا الصينية عام 2010، وحققت نجاحات كبيرة.

أحمد رضوان: لم تشعر بمقاومة سواء ذاتية أو من العاملين أو من العائلة؟

م. حازم بركات: بالتأكيد، بعض العاملين شعروا كأنني خنتهم، بفعل قلقهم من المجهول، إلا أن الموجودين في شركة بي بي إي يشعرون بالرضا تجاه وضعها الحالي، كما أن عمليات التخارج تتم في جميع استثماراتنا.

أعمل بمنهج بات معروفًا للمستثمرين.. و«ميراكو» أفضل مثال

وعلى سبيل المثال، تم التخارج من شركة جيزة منذ 2 إلى 3 أشهر، بعد اختراق عدة دول إفريقية بجانب دولة السعودية، وكان المؤسسين يثقون في كتابة المشتري الجديد قصة نجاح جديدة بفضل إمكانياته.

المؤسسون يحققون أرباحًا من عمليات التخارج بالفعل ولكن أيضًا أوضاع الشركة التي يتم التخارج منها تتحسن، وأؤكد أن العاملين في شركة جيزة سعداء بالشراكة الجديدة على صعيد كل النواحي، ومن بينها الفنية، لأنه بات لديهم فرص بشكل أكبر.

رضوى إبراهيم: ما معاييرك عند اختيار الكوادر ومنح الصلاحيات خاصة الذين يشغلون مناصب تنفيذية مؤثرة في الكيانات التي تستثمر داخلها، وهل أجريت تعديلات على هذه المواصفات تزامنًا مع الخبرة التي اكتسبتها من رحلتك؟

م. حازم بركات: دائما أجري تعديلات على مدار الرحلة خاصة أن أحيانًا قد نتعرض للانخداع، فهناك كوادر تُعطي انطباعًا جيدًا عن قدرتها على تحقيق عدد من الآمال والخطط، ثم تظهر نتائج مختلفة، وبالتالي يتم اللجوء دائما إلى إجراء التغييرات.

التخارج بين مرحلة وأخرى ضرورة لضخ دماء جديدة تحافظ على نجاحات الشركات

اختيار الأشخاص المناسبة للمناصب القيادية في الشركات تشبه القرارات في الحياة الشخصية، أحيانًا تكون صائبة وفي بعض الأوقات خاطئة، ما يستوجب تعديلها لتصبح أفضل.

رضوى إبراهيم: ما أكثر معيار مؤثر في اختيار الكوادر، هل التعليم أم الخبرات والمناصب السابقة أم التمتع بطموح وحماس المؤهل لتحقيق نجاح؟

أحمد رضوان: أريد إضافة جزء على سؤال رضوى، إلى أي مدى ترى تطابقًا في السير الذاتية المقدمة والأداء الواقعي؟

م. حازم بركات: تعلمت ضرورة مراجعة الخبرات العملية في السير الذاتية المقدمة، فليس كل ما يكتب يكون دقيقا، وبالطبع حال تحقق موظف الموارد البشرية من وجود أخطاء أو مبالغة في طريقة العرض، يتم استبعاد المتقدم.

أحمد رضوان: على نفس مسار اختيار الكوادر بغض النظر إذا قمت باختياره أم لا، ما المواصفات التي تراها في بعض الأشخاص وتتمنى انضمامه سواء على مستوى الشراكة، أو يتولى أحد استثماراتك؟

م. حازم بركات: هناك العديد من المواصفات، أبرزها الشعور بالاطمئنان، وأن يتمتع بسمعة طيبة، وتتوافر فيه عناصر الجدية، ويمتلك طموحًا يساعده على النجاح.

تخارجت من شركة بي بي إي بالكامل لصالح «ميديا» الصينية عام 2010

إذا كنا نتحدث عن أشخاص ستتولى مناصب قيادية، فهي تمتلك سابقة أعمال قياسية، فيجب التفرقة بين شاب حديث التخرج لا يمتلك خبرة، وآخر لديه خبرة في سوق العمل، إذ يسهل الاستعلام عن الأخير.

ياسمين منير: في بداية رحلتك في الاستثمار المباشر، رغبتك الأولى كانت الدخول بمفردك وليس ضمن شراكة استثمارية، فما وجهة نظرك في القطاعات ومعايير اختيارها، وحاليًّا على أي أساس يتم تحديدها؟

م. حازم بركات: النظرة للقطاعات دائمًا ما تحتاج للتحديث المستمر، خاصة أن الفرص في مصر متغيرة.

بيع شركة جيزة بعد اختراق أسواق السعودية وعدة دول إفريقية

رضوى إبراهيم: ما معايير الفرص الجاذبة حاليًّا في مختلف القطاعات؟

م. حازم بركات: عند الحديث عن الفرص الجاذبة فنحن ننظر حاليًّا إلى قطاعات الصحة والتعليم وكل ما يتعلق بالمستهلك النهائي والتجزئة، كما ننظر إلى الصناعات التصديرية.

تعلمت ضرورة مراجعة الخبرات العملية في السير الذاتية المقدمة

أحمد رضوان: تقصد بالصناعات التصديرية التي تؤسسونها؟

م. حازم بركات: لا، دعنا نتفق أن “بي إنفستمنتس” القابضة كشركة استثمار مباشر لا تتولى ملف الإدارة وإن امتلكت 70% من أي كيان، فدائما ما يتم الاعتماد على إدارة تنفيذية ناجحة، ويتركز دورنا في تقديم المشورة وبفضل الخبرات المحصلة، ولكن لا نتابع بشكل يومي.

«بي إنفستمنتس» القابضة لا تتولى ملف الإدارة وإن امتلكت %70 من أي شركة.. والاعتماد على إدارة تنفيذية ناجحة واقتصار دورنا على تقديم المشورة

نستبعد تمامًا في شركة بي إنفستمنتس فكرة تأسيس مشروع من البداية لأن المستثمر لدينا يريد استرداد نقوده خلال فترة تتراوح بين 5 و8 سنوات بعائد استثماري جيد، وهذا أمر يتطلب وصول الشركة لمعدلات نمو جيدة، في حين أن تأسيس مصنع من البداية، يحتاج إلى نحو عامين أو ثلاثة قبل بدء الإنتاج الفعلي.

التمتع بسمعة طيبة وتوافر عناصر الجدية والطموح سمات مطلوبة في الشريك المستثمر

وبالحديث عن الخطوات المهمة للغاية في مسألة تغيير المسار المهني نحو الاستثمار المباشر، كانت عملية طرح بي إنفستمنتس القابضة في البورصة المصرية منذ خمس سنوات، فلم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، لأن شرح مفهوم شركة الاستثمار المباشر إلى المستثمر الصغير من ضمن مهام الرحلة.

قطاعات الصحة والتعليم والتجزئة والصناعات التصديرية من الفرص الجاذبة

كما تولينا شرح مزايا وجود شركة استثمار مباشر في البورصة، إذ تتيح للمساهم الحصول على عوائد الاستثمار المباشر والتي تكون أعلى من العادية، دون التعرض لعيوب القطاع.

فعند الدخول لمجال الاستثمار المباشر عن طريق مدير استثمار، يتم إلزام المستثمر بعدم التخارج إلا بعد قضاء المدة المتفق عليها، ولتكن 7 سنوات على سبيل المثال.

ضرورة تحديث نظرتك للقطاعات باستمرار في ظل تغير الفرص الاستثمارية محليًّا

وعند قيد شركة للاستثمار المباشر في البورصة المصرية، تكون لدى المستثمر حرية الاختيار في حال رغب في البقاء حتى بيع الاستثمارات المتاحة أو إحداهما، أو بيع أسهمه لأي أسباب.

ومن بين التحديات أيضًا، إقناع السوق أن “بي إنفستمنتس” ليست شركة قابضة، وتأكيد أن الشركة لن تحتفظ باستثماراتها لوقت محدد، ولكنها ستختار التوقيت المناسب وهو المعيار الأساسي في اتخاذ قرار البيع، ونجحنا في إثبات هذا الأمر للسوق، خاصة في التخارجات التي تمت مؤخرًا.

طرح «بي إنفستمنتس» القابضة في البورصة نقطة تحول مهمة في المسار المهني

كما أن أي عمليات بيع لأي استثمار خاص بشركة بي إنفستمنتس، يتم تخصيص حصة من الأموال لصالح زيادة الاستثمارات ومواصلة الأعمال، على أن توزع بقية الأموال على المساهمين، وهو ما ظهر في أرباح “بي إنفستمنتس” القابضة، إذ رصدت كوبونًا نقديا بقيمة 5 جنيهات للمساهمين، مع العلم أن القيمة الاسمية للسهم وقتها كانت 5 جنيهات.

رضوى إبراهيم: متي تتخذ قرارًا بمد أجل استثمار كان محددًا له سلفا مدة زمنية معينة؟

م. حازم بركات: لا نحدد مدة زمنية معينة لأي استثمار حاليًّا.

المستثمر يرغب في استرداد نقوده خلال 5 إلى 8 سنوات بعائد استثماري جيد.. في حين تأسيس مصنع يحتاج لعامين قبل بدء الإنتاج الفعلي

رضوى إبراهيم: على أي أساس تحدد وقت التخارج؟

م. حازم بركات: الشركة دائما ما تستهدف مضاعفة حجم أعمالها كل 3 أو 4 سنوات، وحال امتلاك استثمار يحقق المستهدف بالفعل، لماذا نبحث عن استثمار جديد قد ينجح أو يفشل.

استهداف مضاعفة حجم أعمال «بي إنفستمنتس» كل 3 أو 4 سنوات

أعود إلى ما ذكرته في بداية الحديث، أن كل شركة يجب أن تجري تعديلات في مرحلة معينة، لتمر إلى المرحلة التالية.

وفي الوقت الذي نجد فيها أن أحد استثماراتنا وصل بقدراتنا لتحقيق معدلات نمو تتراوح بين 12 و15% أو 20%، نتخذ قرارًا بالتغيير بدخول إدارة ومالك جديد.

إقناع السوق بعدم وجود مدة زمنية معينة للاحتفاظ باستثمارات من أبرز تحديات المسيرة المهنية

ياسمين منير: بالنسبة لقطاعي التعليم والصحة، فهما موجودان على أجندتك منذ سنوات طويلة مضت، تخللهما بعض المحاولات، هل هناك مجالات أخرى على قائمة طموحاتك؟

م. حازم بركات: القطاعات تتغير في مصر مع فرص الاستثمار، فقرار الدخول إلى قطاع الطاقة المتجددة كان مستبعدًا تمامًا حتى اتخذنا الخطوة منذ 3 سنوات تقريبًا، وذلك عندما أتاحت الدولة الفرصة، وأصبح سعر التعريفة جاذبًا تزامنًا مع وجود شريك فني متخصص، ما عزز من فرص ضخ استثمارات بالقطاع.

كما أن هناك تعديلات تجري في بعض التشريعات داخل الدولة يمكن أن تفتح مجالات جديدة للاستثمار.

تخصيص حصة من عوائد بيع أي استثمار لزيادة الأعمال وتوزيع الباقي على المساهمين

رضوى إبراهيم: ما الظروف التي دفعتك للتخارج من استثمار بشكل سريع، فعلى مدار الرحلة رأينا تخارجًا سريعًا في شركة الشمس الصناعية و”بيك الباتروس” مقارنة باستثمارات أخرى، فما الدوافع في كل منهما؟

م. حازم بركات: صحيح، ولكن الكيانين مختلفان تمامًا، فبالنسبة لشركة بيك الباتروس المؤسسة قبل عام 2011، تم الاتفاق مع كامل أبوعلي، بشأن الدخول قبل الطرح، ثم طرح الشركة في البورصة المصرية، ويتم بعدها عملية التخارج.

فمنذ بداية الاستثمار كان الاتفاق على أنه استثمار سريع، مثل ما قمنا به في جي بي أوتو، ومع اندلاع ثورة 25 يناير وتعطل عملية الطرح، لجأنا للتخارج بالاتفاق مع كامل أبوعلى.

رصد كوبون نقدي بنحو 5 جنيهات ما يعادل القيمة الاسمية للسهم وقتها

هناك بعض الاستثمارات الأخرى نشعر أن العلاقة لا تسير بشكل جيد مع الشريك، ولا يتمتع المشروع بالمواصفات التي يتم رسمها، فيتم حينها اللجوء لمقولة “خسارة قريبة ولا مكسب بعيد”، ولا أتحدث هنا عن الشمس الصناعية، ولا أرغب في ذكر أسماء شركات من الأساس.

أحمد رضوان: ما الذي يسعدك أكثر، هل اقتناص الفرصة أم التخارج؟

م. حازم بركات: ليس أيٌّ منهما، عندما تحقق الشركة النمو بسبب السياسات المتبعة وما تقوم به، هو أكثر ما يجلب السعادة.

أحمد رضوان: هل شعرت بتلك السعادة كثيرا في مسيرتك؟

م. حازم بركات: نعم، الحمد لله.

ياسمين منير: إلى أي شيء تحتاج سوق المال لتصبح بوابة ملائمة لإدارة الأعمال والتخارجات وجذب استثمارات؟

م. حازم بركات: حجم التداول

الطروحات الحكومية مهمة للغاية

ياسمين منير: حجم التداول مبني على وجود سوق جاذبة، فكيف نفعل ذلك؟

م. حازم بركات: الطروحات التي ستقوم بها الحكومة، مهمة للغاية، خاصة أن تنوع الشركات في البورصة يحدث عملية جذب لاستثمارات جديدة، ما يسهم في تواجد قطاعات كثيرة وزيادة قطاعات لم تكن موجودة سابقا.

ولكن قبل أن يتم ذلك، يجب أن تكون عملية دخول وخروج المستثمر من مصر سهلة، فحال دخول أموال من الخارج واستثمارها في شركة مصرية وأراد المستثمر التخارج يجب أن يحصل على أمواله.

تنوع الشركات فى البورصة يجذب استثمارات جديدة

هناك مشكلة حالية بالسوق المحلية بسبب ظروف معينة تمر بها الدولة أو أمور خارجة على الإرادة أو الحرب الروسية الأوكرانية، مهما تعددت الأسباب تظل المشكلة قائمة.

وحتى حل هذه المشكلة بجانب أزمة النقد الأجنبي لن نتمكن من تحقيق تقدم فى هذه الجزئية، كما أن كل الاستثمارات بالسوق المحلية حاليًا تقتصر على المتعاملين مع السوق المصرية بالأساس، وما يحدث فقط تدوير للاستثمارات.

رضوي إبراهيم: ما أبرز 3 نصائح يمكن تقديمها لأي شاب يمتلك حلم رائد أعمال، ولديه فكرة جيدة وعلى استعداد لبذل الجهد اللازم، لكنه غير قادر على اقتناص تمويل من اللحظة الأولي؟

م. حازم بركات: طرق التمويل المتوافرة حاليا في مصر أكثر مقارنة بـ10 سنوات مضت، خاصة المتعلقة بإتاحة؟؟؟، إذ أصبحت هناك شركات تمويل رأس المال المخاطر وشركات التمويل متناهي الصغر.

ضرورة تسهيل عمليات دخول وخروج الاستثمارات

أحمد رضوان: لم يعد هناك عائق مثل السابق.

م. حازم بركات: فكرة الذهاب للبنك وإجراء مقابلات مع الشركات وتوفير ميزانية الشركة لمدة عامين، هذا الأمر لم يعد يحدث، إلا أن البنوك في مصر ما زالت تتبع هذه الإستراتيجية حتى الآن.

الشركات الجديدة تحتاج إلى ميزانية عامين حتى تتمكن من الحصول على تمويلات من البنك، ولكن هناك حلولا غير تقليدية أصبحت متوفراة بالسوق المصرية.

تعدد وسائل التمويل المحلية قياسا بعشرة سنوات مضت

رضوى إبراهيم: وعنصر الوقت، ففي بداية رحلة صحيفة “حابي” عندما كنا نسعى للحصول على تمويل كانت نفس فكرة الوقت.

م. حازم بركات: لا، فالسعي هنا للحصول على التمويل في المسار التقليدي العادي، لكن اليوم حال رغبة حابي في الحصول على تمويل- وإن كنتم لا تحتاجون لهذا الأمر ما شاء الله- بغرض التوسع، فستكون هناك عشرات الطرق غير التقليدية لاقتناص التمويل.

رضوي إبراهيم: هل يمكن الكشف عن بعضها؟

م. حازم بركات: كل شركات التمويل متناهي الصغر والتمويل غير المصرفي وهى كيانات عديدة للغاية، ليس بإمكاني ذكر أسمائها الآن، لكن يمكن إعداد قائمة بأسماء هذه الشركات، والتى نمتلك واحدة منها وهي شركة بساطة.

البنوك لا تزال تجري مقابلات وتطلب ميزانيات الشركات قبل منح التمويل

رضوي إبراهيم: هل الشباب الذين يتابعون الحلقة ولديهم فكرة مشروع جديدة بإمكانهم الحضور إلى “بساطة”؟

م. حازم بركات: لا، فكرة المشروعات الجديدة تحتاج لتمويل رأسمال مخاطر، لكن “بساطة” شركة تمويل متناهي الصغر، بحيث تكون الشركة التي تحتاج للتمويل، عاملة بالفعل، ولكن بحاجة لتمويل بضعة أشهر مثل حابي تحتاج لتمويل بسيط لبضعة أشهر لتنفيذ أمر ما، ولكن هناك تخصصات مختلفة، وبالتالي فعملية الاختيار فيما بين شركات التمويل متاحة.

الشركات الجديدة تحتاج ميزانية عامين لتتمكن من اقتناص التمويلات

رضوي إبراهيم: حضرتك شاهد على تطورات كثيرة مرت بها بيئة الاستثمار فى مصر، فقد تم تعين وزراء للاستثمار فى بعض الأوقات، وأوقات أخري لم يحدث، وأوقات شهدت وجود وزير اقتصاد وأخري لا، ففي ظل الاختلافات الواضحة فى تلك العصور، هل ترى حاجة لوزير استثمار أم أن فكرة إلغاء هذه الحقيبة كان التعديل الأفضل، خاصة أن إلغاءها جاء بعد مطالبات عديدة بتوافر قطاعات متعددة، ولم يعد هناك حاجة لوزير استثمار، والاكتفاء بوجود وزير تخطيط؟ وهل ترى أن اختبار هذه الفكرة أثبت صحتها أم أن العودة لما كان الوضع عليه أفضل؟

م. حازم بركات: هناك حاجة إلى شخص مسؤول عن الاقتصاد المصري، وكل ما يفعله التخطيط بشأن الاقتصاد، فهي حقيبة مهمة للغاية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها مصر خلال الفترة الحالية.

المشروعات الجديدة تحتاج لتمويل رأسمال مخاطر

أما حقيبة الاستثمار، وهى مثل الاقتصاد فإن المسؤول عنها سواء كان وزيرًا أو غير ذلك فيجب أن يتمتع بحرية الحركة والقرار وسرعة التفكير ليحقق إنجازًا في هذا الملف.. سواء كان وزيرًا أو رئيس هيئة استثمار فهذه الحقيبة تحتاج إلى سرعة حركة وصلاحيات كبيرة ومعلومة للجميع، ليتمكن من التعديل والتشريع، وكذلك الاقتصاد، مطلوب الأمر نفسه.

أحمد رضوان: إلى أي مدى تمثل المنافسة عنصرًا محفزًا ومفيدًا لنمو القطاع محليًّا سواء داخل القطاع نفسه، أو بالحديث عن نشاط أكبر مثل الاستثمار المباشر؟

م. حازم بركات: الاستثمار المباشر في مصر خلال الفترة الأخيرة شهد نموا جيدا للغاية فهو محفز للشركات المستفيدة منه، التي ترغب في التوسع وزيادة رأسمالها.

«بساطة» شركة تمويل متناهي الصغر تمول كيانات عاملة بالفعل

وخلال الفترة الماضية بدأت صناديق الاستثمار المباشر الكبيرة التي يوجد بعضها فى مصر وصناديق استثمار أخري جديدة دخلت السوق المحلية، فى تأسيس مكاتب لها للتواجد بشكل أكبر، ولكنها أرجأت تنفيذ خططها حاليا بسبب الوضع الراهن.

ولكن هناك صناديق استثمار خارجية تستثمر في مصر وتم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية وهو ما يدعم الشركات المصرية.

ياسمين منير: عند الحديث عن فكرة توسع الاستثمار المصرية في الأسواق الخارجية في ظل تحقيق شركات محلية سجل أعمال ناجحًا حاليا، ما المقومات التي يمكن على أساسها اتخاذ قرار تنفيذ صفقات بالخارج؟

م. حازم بركات: التوسع خارجيًّا يكون عن طريق استثمار.

ينبغي تعيين مسؤول يتولى ملف الاقتصاد وإعداد مخططاته

ياسمين منير: هل يمكن الدخول فى اتفاقيات بشكل مباشر؟

حازم بركات: نعم، يمكن أن نخوض اتفاقًا بشكل مباشر، مثل توسعات شركة جيزة من خلال ضخ رؤوس أموال فى 9 دول إفريقية والسعودية، فهذه استثمارات مباشرة بالكامل.

وإن تواجدت فرصة استثمارية من خلال شركة جيزة لتم اقتناصها على الفور، وبالتالي فالأمر متاح بالفعل.

الاستثمار والاقتصاد يحتاجان لمسؤول يمتلك صلاحيات كبيرة للتعديل والتشريع

ياسمين منير: هل فكرة وجود ذراع للشركة في دولة معينة أمر وارد؟

حازم بركات: بالطبع وارد، فحال امتلاك استثمارات متعددة في مناطق مختلفة بدولة معينة وندرس مناطق جديدة في الدولة نفسها، فمن الضروري أن يكون هناك تواجد على الأرض، ولو بصورة طفيفة.

ياسمين منير: ما الدول التي تري أنها الأنسب لاقتناص فرص؟

م. حازم بركات: الأمر يختلف من قطاع لآخر.

نمو الاستثمارات المباشرة بشكل جيد للغاية الفترة الأخيرة

رضوي إبراهيم: الفترة الماضية تم التخارج من شركتين لصالح مؤسسات غير مصرية، وبالتالي الحديث هنا عن عملة غير الجنيه، فكيف يمكن للتخارج أن يجلب الدولار؟ هل العبرة بأن يكون الكيان ناجحًا؟ فالسوق المصرية تزخر بالكيانات الناجحة، ومنها قطاعات تضم كيانات محدودة أو بها مزايا قد تكون شبه احتكار، ومع ذلك لم تتمكن من جذب النقد الأجنبي الذي نحتاج إليه فى الوقت الحالي، فبجانب نجاح الكيان، ما الأمور القادرة على جذب مستثمر أجنبي خلال هذه الآونة؟

م. حازم بركات: فقط أن يكون هناك سعر واحد للعملة.

رضوي إبراهيم: تم إغلاق صفقتين لديكم في وقت يشهد سعرين للعملة.

م. حازم بركات: واحدة منهما، تعثرت 3 مرات بسبب هذا الأمر، ليتم تعديل السعر وخفضه عدة مرات، وخلال إحدى الصفقات كان سعر الدولار يسجل 18 جنيها وبعد توقيع العقود ارتفع إلى 24 جنيها، وهذا التغير كان للمرة الثانية في هذه الصفقة.

صناديق استثمار أجلت تأسيس مكاتب محلية بسبب الوضع الراهن

المرة الأولى كانت قبل عام من الثانية، حينها تحرك سعر الدولار ليسجل 18 جنيها ما خلق حالة من الخوف لدي المشتري وقرر إلغاء الصفقة، فهذه الأمور تدفع المستثمرين للتراجع والتفكير في الأحداث الحالية.

هناك حالة ترقب لما يحدث في السوق المحلية حاليا، وهو ما حدث في صفقة التخارج التي اعتذر عنها المستثمرون بعد حدوث قفزة في سعر الدولار، لتعود المفاوضات بعد عام بعد استقرار سعر الصرف وبعد إتمام الاتفاق ارتفع سعر الدولار مجددا من 18 أو 19 جنيها إلى 24 جنيها وتم تعديل السعر بعد تقارب وجهات النظر.

رضوي إبراهيم: هل هناك عوامل أخرى أثرت على تقييمات الكيانات المصرية الفترة الحالية، باستثناء انعكاس أزمة سعر العملة؟

م. حازم بركات: للعمل بقطاع الاستثمار المباشر العديد من العوائق التي قد تؤخر إتمام بعض الصفقات، فعلى سبيل المثال مستثمر يقيّم شركته بمبلغ 100 مليون جنيه بسعر 15 جنيهًا للدولار، وبعد أن تغير سعر الدولار وأصبح 30 جنيها، فالمستثمر يريد أن تصبح شركته بمبلغ 200 مليون جنيه، وهذا الأمر يحتاج لمضاعفة الأرباح خلال العام.

التوسعات الخارجية للشركة تتم من خلال الاستثمار

هذه المشكلة غير موجودة بالصناعات التصديرية، حيث ستتضاعف أرباحها هي الأخرى، وليس شرطا أن تنمو بالنسبة نفسها، بسبب زيادات الرواتب وغيرها من المصروفات، لكنها ستتضاعف في النهاية لارتباطها بالدولار.

أما بالنسبة للشركات المحلية بنسبة 100%، تمثل مشكلة للشركة في الوقت الحالي، وستستمر المشكلة حتى يتم استيعاب ما يجري في السوق سواء من جانب البائع أو المشتري.

ياسمين منير: قبل الانتقال بالحديث عن دور العائلة، أود سؤالك عن فكرة تسليم الأجيال، وباعتبار أنك كنت تمثل ذراعًا لوالدك، ونظرا لاتجاه العديد من العائلات الفترة الحالية لتأهيل أبنائهم أو تسليمهم جزءًا من أعمالهم بالفعل، هل أبناؤك جزء من عملك أم يفضلون العمل بطريقتهم الخاصة؟

م. حازم بركات: الجيل الحالي مختلف عن الأجيال السابقة، لكن ابنى الأصغر يعمل في القطاع نفسه “رأسمال مخاطر”، والآخر بدأ عمليات الإنتاج بمصنع حلوى.

الجيل الجديد لديه طريقة تفكير خاصة به يفضل العمل بها، فهو يتميز بتلقي تعليم أفضل، وبالتالي لديهم طريقة تفكير أفضل وانفتاح على العالم بشكل أكبر مقارنة بالأجيال السابقة.

يمكن خوض اتفاق مباشر لتنفيذ توسعات خارجية

ومع توافر الإنترنت أصبح الوصول للمعلومة أسهل وأتاح التعليم من المنزل مع جهد بسيط في البحث عن المعلومة، مقارنة بأجيال كانت تضطر للذهاب إلى المكتبة للحصول على المعلومة فى كتاب ما.

ياسمين منير: ما نصائحك الأساسية لابنيك بحسب مجال كل منهما؟

م. حازم بركات: أنصحهما بتعليم أنفسهم والعمل بجدية وتوسيع آفاقهما، بجانب الدعاء لله ببعض الحظ لأن الحظ مطلوب.

أحمد رضوان: تحدثنا عن التحول الأول الذي كانت له علاقة ببعض الدراسة باتجاهها لمجال مختلف، ثم التحول ثانيًا من الصناعة للاستثمار المباشر، في حال الحديث عن تحول ثالث، فماذا سيكون، حتى وإن كان على مستوى التفكير فقط، بعيدا عن التخطيط أو التنفيذ؟

م. حازم بركات: أي استثمار في قطاع جديد يعد تحولا في حد ذاته، إذ يتطلب الأمر دراسة المجال وفهمه جيدا والحديث مع الشركاء.

رضوي إبراهيم: هل هناك قطاع أو عمل معين كنت ترغب بشدة بترك بصمتك فيه، ولكن الأوضاع لم تسمح أو شعرت من خلال معايير تقييم الاستثمار الناجح أن الأمر لا يستحق؟

م. حازم بركات: هناك استثمار حال السماح للقطاع الخاص بدخوله وصدرت اللائحة التنفيذية له سأبدأ العمل به على الفور هو إنشاء بنك إلكتروني.

هذه الفكرة على أجندتي منذ سنوات ولكن كانت ممنوعة، وحاليا صدر قرار ينص على تشريع البنوك الرقمية إلا أنه حتى الآن لم تصدر اللائحة التنفيذية، وفور اعتمادها سنقتنص الفرصة فورا.

وبالفعل تم اختراق هذه الجزئية من خلال شركة بساطة عبر دخول قطاع المدفوعات الإلكترونية، والتي تعد الأقرب لهذه الجزئية، كما أن البنك الرقمي يتيح فرصة للتمويل ويجذب شرائح جديدة للنظام البنكي وهو مشروع لو أتيحت لنا الفرصة سنبدأ في تنفيذه فورا.

رضوي إبراهيم: الموظف أو المسؤول العادي في القطاع العام يتقاعد بمجرد بلوغه سن المعاش، بينما رجل الأعمال يكون لديه حرية اختيار سن التقاعد عن العمل، ولكن ما رأيك في رجال الأعمال الذين بدأوا بتقييم رحلاتهم ويرون أنه كان يجب أن يتقاعدوا عند مرحلة عمرية ما مثل الأوربيين؟

م. حازم بركات: كل شخص يختار المنهج المناسب له، ولكن بالنسبة لي مثلما فعلت من قبل أعتمد وجود إدارة تنفيذية ناجحة لشركة بي إنفستمنتس القابضة.

ويمكن السفر أكثر والحصول على إجازات بحسب رغبتي، والحمد لله أن الفرصة أتيحت لي للقيام بذلك فالوقت ملكي، ولكن أنصح بأهمية الاستمرار في العمل قدر المستطاع حتى يستمر العقل في العمل.

أحمد رضوان: بعد هذه الرحلة إلى أى مدي تشعر بالرضا؟

م. حازم بركات: الحمد لله، شكرًا لكم وسعدت بالحديث معكم ودائمًا أسعد برؤيتكم، وأتمني لكم التوفيق دائمًا.

الرابط المختصر